شبكة قدس الإخبارية

صحيفة: أوباما أهدى روحاني قطعة أثرية مزيفة

هيئة التحرير

شكل التقارب الأمريكي الإيراني الأخير أحد أبرز الأحداث السياسية في الفترة الأخيرة، ولكن التقارب الذي تجسّد في جنيف بعد مذكرة التفاهم حول النووي الإيراني، ولكن قصة التقارب بدأت قبل ذلك بكثير ومرّت عبر عدة قنوات وتوقفت في أكثر من محطة.

ومن المحطات البارزة التي أشرت على الرغبة في تحقيق انفراج في العلاقات بينهما، محطة 25 سبتمبر(أيلول) على هامش مشاركة الرئيس الإيراني حسن روحاني في أشغال الجمعية العمومية للأمم المتحدة، ولم تكن البداية بالمكالمة الهاتفية بين الرئيسين روحاني وأوباما، بل قبل ذلك بوقت قليل عندما سلم الرئيس الأمريكي، نظيره الإيراني قطعة أثرية فارسية مُهربة تطالب بها طهران منذ أكثر من 10 سنوات.

فضيحة القطعة المزيفة

ولكن المشكلة حسب مجلة لوبوان الفرنسية اليوم الأربعاء نقلاً عن مصادر صحفية فرنسية وأمريكية، هي أن القطعة أو "كنز" روحاني، كما يقول الإعلام الرسمي الإيراني، ليس سوى نسخة من قطعة لا تقدر بثمن حسب الخبراء وعلماء الآثار.

وحسب المجلة، فإن القطعة الأثرية النادرة التي تمثل كؤوساً منحوتة في شكل كائن بجسد أسد ورأس طائر، دخلت الولايات المتحدة بطريقة غير شرعية في 2003، على يد تاجر آثار عراقي وقع في يد مصلحة الجمارك التي ضيقت عليه الخناق ليعترف في الأخير بأن القطعة مهربة من إيران من منطقة على الحدود مع العراق.

وتضيف المجلة، حصلت مصحلة الجمارك في نيو ارك، على شهادات لخبراء أمريكيين، أجمعوا على أن القطعة إيرانية وأنها ذات قيمة تاريخية وأثرية لا تضاهى، وعليه حُجز الكائن الغريب، وحُكم على التاجر بغرامة بـ5 ملايين دولار. ورغم أنها قصة عادية ويمكن أن تحدث في أكثر من مناسبة، إلا أن هذه القضية عرفت تطورات جديدة، بعد إعادة أوباما التحفة لإيران. وقالت مجلة لوبوان، إن مجموعة من الخبراء المميزين وفي طليعتهم أوسكار موسكريلا، مدير متحف نيويورك السابق والخبير في تاريخ فارس القديمة، نفي أن تكون "هذه القطعة أصلية أو ان يكون تاريخ صنعها القرن السابع قبل الميلاد، مشددا على أن تاريخ صنعها لا يتجاوز بضع سنوات، وربما تكون نسخة لمنحوتة أصلية أقدم".

لوس أنجليس تايمز تكشف المستور

ومع ظهور هذا التأكيد وتكرّر تصريحات هذا الخبير المشهور بدراساته وخبرته الطويلة في الآثار الفارسية، أصبحت الكنز الذي جلبه الرئيس معه من الولايات المتحدة، محور نقاشات وخلافات داخل الطبقة السياسية في طهران. وزادت صحيفة لوس أنجليس تايمز، في الطين بلة، بتخصيص تقريرعن المنحوتة الفارسية، قالت فيه "الثابت هو أن السلطات الإيرانية والأمريكية كانتا تعلمان علم اليقين، أن القطعة الأثرية مزيفة، وغير أصلية، ولكنهما استعملتا هذا الكنز ورقة سياسية، الأولى لتؤكد بداية التطبيع مع واشنطن، والثانية للتأكيد على أنها حصلت على تنازلات من طهران تستحق عليها جائزة رمزية، ما يفسر اللهجة الحماسية الغريبة للسفارة الافتراضية الأمريكية في إيران التي نشرت بعد إعادة المنحوتة بياناً مثيراً تحدثت فيه عن أول قطعة تاريخية من نوعها، هدية لشعب إيران وللعالم بأسره، تعيدها الولايات المتحدة بكل سرور إلى شعب إيران كما جاء في النص".

نفاق دبلوماسي متبادل  وعليه تحولت القطعة الثمينة إلى مجرد نسخة رديئة، وإلى مصدر نكات في واشنطن حول النفاق الدبلوماسي المتبادل بالتراضي، ولكن في طهران أصبحت القضية أكثر تعقيداً، إذ كشفت الإصرار على لعب ورقة "الفتح العظيم" الذي حقّقه روحاني في نيويورك. وبمجرّد عودة روحاني إلى طهران قادماً من نيويورك، أصرّ مستشار روحاني المكلف بالثقافة والسياحة محمد علي نجفي على دعوة الصحافة والإعلام للحديث عن الإنجاز التاريخي. لكن المعسكر المناهض لروحاني ومستشاريه، لم يستسلم وأصبحت المنحوتة شغله الشاغل، فردّ بالتقارير الصحفية التي أكّدت زيف القطعة المزعومة، ما حدا بالمستشار للتصريح في أحاديث صحافية لاحقة بالقول "إذا أُهديت جواداً فإنك لا تتأكد قبل تسلمه من سلامة أسنانه"، مضيفاً "في نهاية المطاف ليس في القطعة ولكن في الرغبة الصادقة التي كانت وراء إهدائها".