مع حلول الذكرى الأولى للحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، والتي أطلق عليها الاحتلال اسم " عامود السحاب"، فيما أطلقت المقاومة الفلسطينية عليها أسماء مختلفة " حجارة السجيل، السماء الزرقاء"، عاد الحديث مجدداً عن "القبة الحديدية" سلاح الاحتلال الإسرائيلي في مواجهة صواريخ المقاومة الفلسطينية المنطلقة من القطاع.
جيش الاحتلال الإسرائيلي يتفاخر بما أسماه "الإنجاز العسكري للقبة الحديدية" خلال الحرب الأخيرة على غزة، حيث قال إن " منظومة القبة الحديدية اعترضت 421 صاروخاً أطلقت من قطاع غزة، بما يشكل 84% من الصواريخ التي أطلقت من القطاع خلال الحرب"، بالرغم من قصف مناطق جديدة وعلى رأسها مدينة تل أبيب من قبل المقاومة الفلسطينية.
المصادر الإعلامية العبرية قالت إن "تفاخر جيش الاحتلال الإسرائيلي بالقبة الحديدية" لن يخفي خيبة الأمل الإسرائيلية من هذه القبة، ودورها في صد صواريخ المقاومة الفلسطينية في غزة، والتي قصفت مستوطنات ومدن محتلة في الداخل الفلسطيني المحتل عام 48م، حيث وصلت هذه الصواريخ إلى مدينة تل أبيب، وميناء أشدود، ومدينة هرتسيليا ومدينة بئر السبع ومستوطنات الجنوب.
"إسرائيل" والتي رفضت شراء منظومة "نيوتيلوس" الأمريكية المضادة للصواريخ، واستبدلها بمنتجها العسكري "القبة الحديدية" واستثمرت فيها الملايين من الدولارات، أرادت بذلك أن تتحدى الصناعات العسكرية الأمريكية، وأن تسوق منتجاً إسرائيلياً عسكرياً جديداً للعالم، لكن صواريخ غزة أظهرته كسلاح "مخيب للآمال" -بحسب خبير أمني إسرائيلي-.
وأضاف " بالمقارنة مع المنظومة الأمريكية، فإنّ عمل القبة الحديدية بطيء ومشوَّش: "حتى تُجري المنظومة الحسابات وتوعز بإطلاق الصاروخ، يكون الصاروخ الذي أُطلق من قطاع غزة قد ضرب سديروت، إنها قبة الأوهام".
و بعد اختيار تطوير القبة الحديدية، بدأت تُسمَع في "إسرائيل" " أنّ عناصر في المنظومة الأمنية الإسرائيلية ساندوا مشروع "القبة الحديدية" من أجل تصديرها لدول أجنبية مقابل ربح مادي، رغم أنّ قدراتها الدفاعية لا تُلائِم حاجات "إسرائيل"، فهي جيدة لدولة لا تسقط عليها صواريخ يومية فقط".
وكان معارضو مشروع "القبة الحديدية" قد توجّهوا إلى المحكمة العُليا في "إسرائيل" بهدف إيقاف تطويرها، وقد بينوا "أنّ أخطاء خطيرة جدًّا ارتُكبت في سلوك اللجنة التي اختارت المنظومة، وأنه مقابل إشكالية القبة الحديدية، فإنّ منظومة "نيوتيلوس" الأمريكية أثبتت نفسها في عشرات التجارب على الأرض". وكان الادّعاء الآخر الذي طُرح مرارًا ضد مشروع "القبة " أنّ تكلفة تشغيلها مرتفعة جدًّا. ففيما يكلّف كلّ صاروخ يُطلَق من قطاع غزة بين عشرات ومئات الدولارات، فإنّ كلّ صاروخ اعتراض تُطلقه المنظومة يُكلّف "إسرائيل" عشرات آلاف الدولارات.".ولكن رغم كلّ هذه البيانات إلا أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية قررت مواصلة المضي في مشروع "القبة الحديدية".
[caption id="attachment_32944" align="aligncenter" width="576"] الرئيس الأمريكي يزور القبة الحديدية في جنوب فلسطين المحتلة[/caption]ورغم مواصلة جيش الاحتلال الإسرائيلي الادعاء بأن "القبة الحديدية" نجحت إلا أن خبراء الأمن الإسرائيليين يؤكدون بأن " المنظومة ليست قادرة على توفير حماية محكَمة لـ "إسرائيل"، ففي الحرب الأخيرة على غزة نجحت المقاومة الفلسطينية في إطلاق بضع صواريخ أصابت مباشرةً البيوت في مستوطنات "ريشون لتسيون وكريات ملاخي"، وتسبّبت بأضرار في جانب الاحتلال الإسرائيلي".
ومن خلال بيانات جيش الاحتلال الإسرائيلي فإنه قد نصب حتى الآن، ست بطاريات "قبة حديدية" عاملة في "إسرائيل"، وتقول المنظومة الأمنية الإسرائيلية إنّ البطارية السابعة ستبدأ عملها قريبًا، وإنّ ثماني أو تسع بطاريات ستعمل في "إسرائيل" حتى عام 2016.