شبكة قدس الإخبارية

ضابط أمريكي:زعماء العرب خاضعون للتجسس بمساعدة "إسرائيل"

هيئة التحرير

شكلت المعلومات التي أفشاها المستشار في الوكالة الأمنية الوطنية الأميركية "ادوارد سنودن" «كرة ثلج» آخذة في التدحرج من عاصمة إلى أخرى حول العالم، وسط معلومات عن أن التجسس لم يكن فقط على حلفاء الولايات المتحدة الغربيين بل شمل الحلفاء العرب... أما السؤال فهو «مَن يراقب المراقِب؟».

الضابط الرفيع المتقاعد في جهاز «مكافحة الإرهاب» الأمريكي تريستان آش كشف لصحيفة " الرأي الكويتية" عن خفايا هذا «العالم السري»، حين تحدّث عن ان «جميع بلدان الشرق الاوسط، من رؤسائها وقادتها وأحزابها، هي على لائحة التنصت اليومي، ومن دون تمييز بين عدوّ وصديق»

وأوضخ الضابط أن «من المستحيل مراقبة جميع الخطوط في الشرق الأوسط دون التواطؤ مع السلطات المحلية التي تقوم في اغلبها بتسهيل المهمة علينا، إلا أننا نحتاج في بعض الأحيان إلى فريق عمل على الأرض لوضع أجهزة مراقبة في أمكنة محددة لتمكننا من أخذ المعلومات المطلوبة».

كاشفاً عن أن «كل جهاز UHF - VHF او أي إشارة من "1 ميغاهرتس"  إلى ما لا نهاية، تُرسل إلى الفضاء أو تكون موجودة في السماء يستطيع كل لاعب (جهاز مخابراتي مراقب) التقاطها وإرسالها إلى الأقمار الاصطناعية لإعادتها إلى المركز الأم في أمريكيا ومناطق مختلفة تابعة لها وتحليلها وفرزها ليبنى على الشيء مقتضاه»، مضيفاً: «لذلك لا يوجد جهاز في العالم يبث إشارة لا تستطيع التقاطها، ما يجعل كل شخص يستخدم الهاتف أو الإنترنت أو الرسائل أو الفاكس أو الفيديو الموصول إلى الإنترنت قابلاً للتحليل وفك رموزه، وليست هناك حصانة على اي شيء او اي شخص من الاختراق الإلكتروني».

وأكد آش انه «بعد عملية القاعدة في 9/11 أُعطيت الأوامر بجعل وتحويل كل سفارة في العالم إلى مركز تنصت معزَّز، وتم تزويد البعثات الديبلوماسية بأجهزة تنصت عالية الدقة حتى أصبحت ترى داخل كل سفارة قاعدة شبيهة بمحطة الناسا الفضائية. ولهذا بات لكل سفارة دور مهم بالمراقبة والتنصت وكذلك السفن الحربية العسكرية المتمركزة قبالة الشواطئ المستهدفة والتي سهلت عملية الاستقبال والتجسس الإلكتروني على كل رئيس دولة أو مسؤول سياسي أو عسكري وعلى عائلات هؤلاء فأصبحوا جميعاً تحت المراقبة الإيجابية بغرض حمايتهم، أو سلبية بغرض التجسس عليهم وجمع المعلومات لتحديد نقاط الضعف وأفضل طرق التعامل معهم."

ويتابع الضابط : «كل الاجهزة المتوافرة اليوم تُعتبر غير موثوقة، أي يستطيع المراقب تشغيل الجهاز والكاميرا والميكروفون حتى ولو كان مغلقاً، والمضحك في الأمر ان اكثر المسؤولين لا يحتفظون بأجهزة الهاتف الخاصة بهم بل يسلّمونها الى المرافق ويبدّلون أجهزتهم باستمرار. فيكفي أن تراقب الكترونياً حركة المرافق الشخصي أو الأرقام التي يتصل بها او تتصل بهذا المسؤول باستمرار، حتى تعاد رسم الخريطة الإلكترونية من جديد للشخص الهدف».

ويشرح ضابط المخابرات السابق ان «اوستراليا، كندا، نيوزيلندا، بريطانيا والولايات المتحدة أنشأت وحدة اسمها العيون الخمس ولديها أجهزة اتصال في كل أنحاء العالم وحول العالم تلتقط منها كل ذبابة تحلق في السماء بغض النظر عن صاحبها. وهذه الوحدة هي مجموعة أجهزة أمنية في كل من البلدان الخمسة متخصصة بالتنصت الالكتروني وهي GCHQ البريطانية، NSA الاميركية، CSE الكندية، DSD الاسترالية، GCSB النيوزلندية. وهذه الاجهزة المخابراتية تتعاون في ما بينها وتتبادل المعلومات وتجتمع دورياً لتطوّر نفسها وتشرح ما لديها».

ويضيف الضابط الرفيع السابق في مكافحة الارهاب ان «اجهزة اخرى صديقة تتعامل مع العيوان الخمس ومنها الوحدة الإسرائيلية المسماة "بيهودا سموني يتاييم" او وحدة الـ8200. وهي وحدة موجودة أساساً في صحراء النقب ولديها قدرة تفوق قدرة التنصت للقاعدة البريطانية الموجودة في آيوس نيكولايس في فامأغوستا في قبرص».

ويؤكد الضابط ان «الوحدة 8200 تسللت عدة مرات داخل العمق الجغرافي لبلدان عدة وعلى رأسها لبنان لتضع أجهزة تنصت على خطوط حزب الله السلكية لان احتراف حزب الله وضربات "إسرائيل" الدقيقة علمته أن يبتعد عن الخطوط اللاسلكية، ولهذا كان من الضروري النزول على الأرض ووضع أجهزة متطورة لخرق اتصالاته. وقد فشلت هذه العملية مرات عدة لان حزب الله كان يرسل دوريات بأوقات غير منتظمة لفحص خطوطه الأرضية. الا ان عمليات اخرى استطاعت ان تعود بالفائدة على المجتمع الاستخباراتي».

مضيفاً بأن «الحزب الوحيد الذي لا يملك بصمة إلكترونية تتيح التجسس عليه هو حزب الله اللبناني، الذي يستخدم النظام السلكي وليس اللاسلكي، رغم ان عدداً كبيراً من مسؤولي هذا الحزب يستخدمون - ولو بحذر - الأجهزة اللاسلكية الخاصة بهم ما يسمح بالتقاط معلومات ذات أهمية لا تجعلنا في ظلام دامس حيال ما يفعله، آخذين في الاعتبار ان هذه المعلومات بواسطة المراقبة الإلكترونية ليست في المستوى المطلوب».

ويقول الضابط ان التنصت الالكتروني لا يقتصر على التنصت لأغراض عسكرية او لمنع عمليات ارهابية قبل حدوثها، بل يذهب الى التجسس الصناعي ايضاً «فقد استُخدمت التكنولوجيا لمعرفة نوايا العرب بما يتعلق بالاقتصاد والنفط وشراء المعدات الحربية والتي تُعتبر اساسية للغرب