*الصورة أعلاه: والدة الأسير ناجح مقبل ترقص فرحا بخبر الإفراج عنه
في زقاق مخيمٍ صغير شمال الخليل المحتلة، مخيم العروب، سرنا خلف شاب من أقرباء الأسير ناجح مقبل الذي سينال حريته اليوم.. قادتنا أقدامنا لنصل لبيت صغير في أول المخيم أشبه ببيت العُرس، وهو عُرس الحرية القادم اليوم، استقبلتنا والدة الأسرى وفي رواية أخرى هي وزيرتهم بحسب أحد الأحفاد.
والدتهم التي لم تعطِ فرحتها لأحد، والدة ناجح التي عاشت الإحتفالات منذ إطلاق الدفعة الأولى، وشرعت توزع الحناء والحب على أقربائها وأصدقائها، نسيت تقلبها بين السجون وحكم ولدها المؤبد ورتبت منزله، قالت الوالدة إنها حين أبلغت ناجح بذلك قال عنها إنها تبني بيتاً لميت .. وعاد الميت عريساً!.
[caption id="attachment_31727" align="aligncenter" width="225"] أم ناجح مقبل[/caption]
اعتقل ناجح وقد كانت والدته تبلغ من العمر 48 عاماً، وهي اليوم شارفت على الثمانين عاماً. الوالدة التي لم تقطع الأمل بحريته، وانتظرته وشقيقاته الأربعة، أعدت منزله سلفاً وقالت له: "حتى لو أخذ الله أمانته، هذا المنزل لك، ستخرج وتتزوج، وتنجب الأبناء والأحفاد".. حتى أنها قالت بأنها إبتاعت له ساعة وملابس جديدة، كان الأمر أشبه بتجهيز عريس.
عن تجهيزاتها لليوم حدثتنا الوالدة قالت: "استأجرت حافلة لتقل النساء غداً لرام الله، و٤ سيارات للشبان، هذا العرس الذي انتظرته ٢٤ عاماً من الزيارات والخوف الذي عشته على ناجح وهو مطارد لقد أتتني الفرحة.. أنا أشكر كل من له يد في خروج أبنائنا".
[caption id="attachment_31729" align="aligncenter" width="300"] أم ناجح ترقص فرحا بخروج نجلها[/caption]
بين كل كلمة والأخرى كانت مريم جوابرة والدته تبدأ بالتصفيق .. المزاح والابتسام، الضحك حتى.. لقد كان حجم الفرحة في ذاك البيت الصغير أكبر من أن يسعها، إنه ولدها الوحيد، ولأجله قرعت الزغاريد أمس.
يذكر أن الأسير ناجح محمد بدوي مقبل معتقل في سجون الاحتلال منذ تاريخ 10 /7 /1990 ومحكوم بالسجن مدى الحياة وهو من مواليد عام 1966 وينتمي لحركة فتح وقد دخل عامه 23 في سجون الاحتلال بتاريخ ٩ / ٧ / ٢٠١٣ ، وهو الإبن الوحيد لوالديه، وطورد من قبل سلطات الاحتلال لعدة سنوات قبل إعتقاله.
[caption id="attachment_31728" align="aligncenter" width="300"] ناجح المحكوم بالمؤبد اعتقل عام 1990[/caption]
على بعد بضعة كيلومترات من منزل ناجح تحديداً في بلدة صوريف المحتلة شمال الخليل أيضا يقع منزل الأسيرين زياد ومصطفى غنيمات، المحكومين بالمؤبد، والمعتقلين منذ ١٩٨٥ بعد تنفيذهما عملية ضد جنديين إثنين عرفت حينه بعملية جبل الخليل.
[caption id="attachment_31718" align="aligncenter" width="480"] والدة ووالد الأسيرين زياد ومصطفى غنيمان
تصوير: مصعب شاور[/caption]
والدته التي "هاهت" وأطلقت الزغاريد بداخل البيت منذ الأمس، اعتبرت أن لا فرحة تعادل عودة غائبها، زياد الذي غابت ابتسامته عن المنزل ستعود لتملئ وجهه في منزله هو بعد ٢٨ عاماً، وستتكحل عيناها برؤيته، والده الذي فقد بصره بإحدى عينيه، متكئاً على عصاه يجوب مكان التحضيرات.. ساحة واسعة وسط البلدة أعدها الأهل لإستقبال الغائبين، فهما اليوم بمثابة الأهل لمصطفى الذي غيب الموت والده ووالدته وشقيقه وهو بالأسر ليبقى له من الإخوة والأخوات ٤ فقط.
[caption id="attachment_31719" align="aligncenter" width="384"] والدة الأسير المحرر زياد[/caption]
سألناها عفوياً. . أخطبت له بما أن منزله أضحى جاهزاً.. قالت مبتسمة "الشاطرة من تتمناهم هذول الشباب"..
عن مصطفى حادثنا شقيقه الوحيد حسن، الفرحة "كانت كبيرة كانت لا توصف حتى إن شئتم، أنا لم أنم حتى اللحظة، آخر زياراتي له كانت يوم العيد، ورغم هذا فشوقي له لا ينتهِ"، وأضاف: "رغم أن الجزء الأول من الصفقة لم يشمله إلا أني وبكل ثقة أقول بأني أستمد القوة والثقة بالحرية منه"، أما عن التحضيرات ليوم الإفراج فقال زياد بأن الإستعدادات جارية على قدمٍ وساق والبلد جميعها تستعد للفرحة الكبرى.
http://www.youtube.com/watch?v=TObrykcaZXg