خاص- قدس: نشرت صحيفة "هآرتس" اليوم الخميس مقابلة على موقعها الإلكتروني مع الضابط المسؤول عن عملية اغتيال الشهيد محمد عاصي أول امس في بلدة بلعين غرب رام الله، والتي وصفها بـ"العملية المعقدة" اشتركت فيها فرقة النخبة من القوات الخاصة الإسرائيلية.
وقال الضابط "إن حالة الخوف والترقب المنتشرة داخل المنظومة الأمنية الإسرائيلية أجبرتها على تغيير التعامل مع الإنذارات الساخنة في الضفة الغربية، وعاصي كان أخطر تلك المنظومات، لقدرته الفائقة على الاختفاء والتنقل، فكان بالنسبة لأجهزة الأمن المطلوب الأول على لائحة المطلوبين لها".
وأضاف الضابط "في عملية تصفية عاصي، تمكن جهاز الشاباك بعد عملية بحث ومراقبة استمرت أكثر من عام، من الحصول على الخيوط الاولية لمكان وجود قائد خلية بيت لقيا الذي أفلت من الاعتقال قبل نحو 3 أشهر، فعمد الشاباك إلى تشغيل اكبر قدر ممكن من فرق المراقبة، واستخدم فيها وحدة المستعربين التي كانت تعمل بشكل متخفي في بلدة بيت لقيا والقرى المحيطة بها".
وأوضح "عندما حانت ساعة الصفر توجنا بقوة كبيرة من وحدة المظليين والقوات الخاصة إلى المكان الذي حددها لنا الشاباك، وبالفعل وجدنا عاصي برفقة عدد من أصدقائه كانوا يتحصنون في كهف مهجور على أطراف بلدة بلعين في رام الله وتمكنا من اعتقال اثنين منهم بعد أن ألقوا سلاحهم، في حين ظل محمد متمترسا داخل المغارة وكان يطلق الطلقات المتقطعة من سلاحه الأوتماتيكي تجاه القوة المحاصرة للمغارة.
وأضاف "عندما وجدت القوة انه لا يوجد حل سوى القضاء على عاصي، قررنا إنهاء المعركة بقذيفتين فراغيتين داخل المغارة، فتمكنا من إيقاف نفسه، وقام عدد من عناصر القوة الخاصة بسحب عاصي من داخل المغارة وقد تأكدوا أنه فارق الحياة".
وتابع الضابط المسؤول "لقد طرأ اختلاف في التعامل مع الأوضاع الميدانية في مختلف مناطق الضفة الغربية"، لافتاً إلى عدم وجود علاقة واضحة بين الأحداث، لكنه أبدى ملاحظته كونه يعمل في الميدان عن وجود ما أسماه بنموذج أو نمط مشترك في تلك العمليات التي قال إنه يمكن تصنيفها على أن عمليات لتغيير الأجواء.
وفسر الضابط أقواله بأن كل عملية يقوم بها فلسطيني تحظى بتغطية إعلامية واسعة النطاق والتي من شأنها أن تشجع الآخرين على تنفيذ عمليات مشابهة ضد الجنود الإسرائيليين أو حتى داخل المستوطنات، مشيراً إلى أن الفدائيين الفلسطينيين يدركون تماماً أن أي عملية مستقلة يجعل من الصعب على الجيش أو الشاباك العثور عليه قبل أن يقوم بالعملية.
هآرتس من جانبها علقت على العملية في ظل توتر الأوضاع في مختلف محافظات الضفة الغربية بالقول "إن كيفية تعامل المنظومة الأمنية في "إسرائيل" مع العمليات التي شهدتها مناطق الضفة الغربية في الآونة الأخيرة باتت تنحو منحا مختلفا، مشيرة إلى أن المنظومة تتابع عن كثب وبحذر شديد سلسلة العمليات الأخيرة.
ووفقاً لما جاء في الصحيفة فإن المنظومة قد أعربت عن خشيتها من أن تشعل إحدى تلك العمليات المنطقة بأسرها والتي لا يمكن السيطرة عليها، لافتة إلى أن تلك العمليات يقف وراءها أفراد ليس لهم انتماءات سياسية.
وتشير الصحيفة إلى أن سلسلة العمليات التي جرت مؤخراً لم تجر الكثيرين للتصادم في الشوارع كما كان عليه الحال في المراحل الأولى من الانتفاضيتين، لكنها تكفي أنها تزيد من الرغبة لدى الشبان الفلسطينيين، مشيرة إلى أنه وإضافة إلى ذلك فإن ضعف في ناحية معينة في سيطرة أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية في مدن الضفة الغربية يبرز بشكل واضح العودة لحمل السلاح بشكل علني وهو ما يخالف التعليمات لأجهزة الأمن الفلسطينية.