أيدت مجلة لانست الطبية البريطانية احتمال أن يكون الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قد تعرض للتسميم بمادة "البلونيوم 210"، وهي النتيجة التي خلص إليها تحقيق لقناة الجزيرة بثته العام المضي.
ونشرت المجلة الرائدة بحثا أعده خبراء سويسريون العام الماضي في جامعة لوزان حول الآثار الشخصية على عرفات, وذلك بعد التحقيق الذي أجرته قناة الجزيرة حول أسباب وفاته وبثته في يوليو/تموز العام الماضي.
واكتشف الباحثون مستويات عالية من العنصر المشع في دمه, وبوله وبقع لعاب على ملابسه وفرشاة أسنانه.
وقال التحقيق الاستقصائي الخاص بالجزيرة إن خبراء "رادييشين فيزيكس" في لوزان بسويسرا -الذين حلل عينات بيولوجية أخذت من بعض مقتنيات عرفات، سلمتها أرملته سهى عرفات إلى المستشفى العسكري في بيرسي جنوب باريس- عثروا على كمية كبيرة من البولونيوم.
ويعتبر البولونيوم مادة شديدة الإشعاع، وقد قتل بها الجاسوس الروسي السابق ألكسندر ليفتنكو.
وقد طالبت سهى عرفات بإجراء تحقيق لمعرفة سبب وفاة زوجها، فتوجهت فرق دولية مؤلفة من خبراء روس وسويسريين وفرنسيين في نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي إلى رام الله حيث دفن عرفات، لاستخراج رفاته وفحص عينات منه.
وكان الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات قد توفي في باريس عام 2004 عن 75 عاما بعد مرض غامض دام مدة قصيرة.
ولم يتم تشريح الجثة في ذلك الوقت بطلب من أرملته سهى، وقال أطباء فرنسيون عالجوه إنهم لم يتمكنوا من تحديد سبب وفاته. كما فُقدت عينات البول والدم التي أخذت من عرفات مباشرة بعد وفاته في مستشفى برسي الفرنسي.
وفي حين أن الكثير من الفلسطينيين يعتقدون أن إسرائيل اغتالته بالسم، فإنهم يقرون بأنه من شبه المؤكد أن فلسطينيا هو الذي أوصل السم إلى عرفات عن قصد أو عن غير قصد.
المصدر، الجزيرة، وكالات