أقيم مهرجان الطيبة للبيرة هذا العام في مدينة رام الله وليس في قرية الطيبة كما هو المعتاد، وذلك بسبب رفض رئيس البلدية الحالي استضافة المهرجان في القرية في خطوة تبدو ممثلة لشريحة واسعة من أهل القرية. إلا أن ذلك يبدو خبراً مؤسفاً لمالكي مصنع الطيبة للبيرة الأخوين نديم وداوود خوري، إذ يقول داوود في مقابلة مع صحيفة "معاريف" الإسرائيلية مبرراً أسفه بأن "الإسرائيليين لا يستطيعون الوصول إلى رام الله".
ويقتبس التقرير كلامه:"لقد دخلت إلى الفيسبوك، ورأيت أن أحد أصدقائي من إسرائيل يأسف لأن المهرجان في رام الله، فبينما في العام الماضي استطاع الوصول إلى الطيبة بسيارته والمشاركة في المهرجان، إلا أنه هذا العام اضطر للتنازل".
كانت تلك المقابلة على هامش استضافة عائلة خوري للصحفي الإسرائيلي "أساف جابور" من صحيفة معاريف في منزلهم في قرية الطيبة شرقي رام الله المحتلة، للوقوف على تحضيرات العائلة لمهرجان الطيبة للبيرة.
وعند سؤال عائلة خوري عن أية مصاعب تواجههم في تسويق البيرة قالوا إنهم كانوا يعانون من نقل بضاعتهم إلى السوق الإسرائيلي ويتعرضون لمشاكل حين نقلها عبر حاجز بيتونيا أو حاجز ترقوميا. وتستدرك العائلة بالقول أن العام الماضي شهد تغيراً في هذا الأمر. يقول نديم :"تواصلنا مع ضباط الارتباط والتنسيق الإسرائيليين الذين قاموا بزيارة مصنعنا وجربوا البيرة ورأوا عملية الانتاج، ومن ذلك الحين يتيحون لنا نقل بضاعتنا بكل سهولة".
إضافة إلى ذلك كشف نديم أن بيرة الطيبة "كوشير" ويحلل شربها حسب الشريعة اليهودية، إذ قام المصنع بالتواصل مع حاخام يهودي من مستوطنة "عوفرا" القريبة وقام بإعطائهم رخصة تُحلل البيرة حسب الشريعة اليهودية.
وقد قال دواد خوري في مقابلته مع الصحفي الإسرائيلي: "ينتظرنا في قرية الطيبة، وفي فلسطين بشكل عام مستقبل جيد، هذه دولة جديدة تحتاج إلى المستثمرين الذي يأتون هنا للاستثمار فيها". وبحسب داوود فإن هذا المستقبل يكمن في الشتات الفلسطيني في الولايات المتحدة وأوروبا. يقول :"الدولة اليهودية بنيت بواسطة أموال هؤلاء الذين "عادوا" من نيويورك واستثمروا في إسرائيل، ويجب أن نتعلم من ذلك، أن ندعو مستثمرين فلسطينيين من كلّ العالم وأن نخبرهم أنهم يحتاجون ذلك من أجل مصالحهم، وعائلاتهم، ولمستقبل أولادهم ومستقبل دولتهم، يجب أن يبنوا فلسطين".
ويشدد داوود خوري على أهمية المهرجان للاقتصاد الفلسطيني واقتصاد قرية الطيبة في تصريحات تعيد للأذهان فكرة "السلام الاقتصادي" التي يحاول البعض الترويج لها،قائلاً إن إقامته تدر عوائد مالية جيدة على أهالي القرية، ومضيفاً أن رؤيته تتلخص في رفع اسم "الطيبة" عالياً كشعلة للسلام، بحيث يأتي الجميع من كلّ مكان لاحتساء البيرة فيها".
وكانت الصحيفة العبرية قد نشرت يوم أمس الجمعة تقريراً مفصلاً عن مهرجان الطيبة للبيرة الذي يقام سنوياً وأقيم هذا العام في فندق "الموفينبك" في مدينة رام الله، لرفض رئيس بلدية الطيبة الحالي إقامته في القرية. والتقى معدّ التقرير الصحفي الإسرائيلي "أساف جابور" بعدد من المحتلفين الأجانب والفلسطينيين المشاركين في المهرجان. من بينهم كانت مجموعة من الشباب الألمان الذين قالوا أنهم "أتوا إلى فلسطين للتطوع والعمل ضدّ الاحتلال، وأنهم جاءوا للمهرجان للترفيه عن أنفسهم".
أما عن الشباب الفلسطينيين، يذكر التقرير أنه بينما وافق البعض على إجراء المقابلات مع الصحفيّ الإسرائيليّ والتعليق على أجواء المهرجان وبينما رفضت بعض الفتيات التقاط الصور لهن، إلا أن شاباً فلسطينياً يدعى ناصر صاح بالصحفي قائلاً: "أتيتم هنا لتقولوا أننا نعيش حياتنا، اذهبوا واعملوا تقايركم عن مخيم قلنديا مثلاً وعن الإحتلال الإسرائيلي".
هذا وقد عقبت الإذاعة العبرية المقربة من حركة "شاس" اليهودية الدينية "كول براما" على التقرير بالقول "إن مجموعة من الإسرائيليين قد شاركوا في مهرجان البيرة الذي أقيم مؤخرا في رام الله، والأدهى من ذلك أن الشرف اليهودي تعرض للخدش من خلال شرب إسرائيلييات للخمور حتى الثمالة ومراقصة الشبان الفلسطينين، وممارسة الجنس معهم".
وقالت الإذاعة "إن الشبان الفلسطينيين يتعمدون الإيقاع بالفتيات اليهوديات اللواتي يشاركن في المهرجانات الماجنة في رام الله، وهم بالطبع يستغلونهن جنسياً بسبب حالة السكر التي يصلن إليها من أجل إلحاق العار بالشرف اليهودي".