شبكة قدس الإخبارية

سيناريو نقل الأخبارعلى الطريقة الفلسطينية

٢١٣

 

محمود حريبات

بعد أحداث الخليل الأخيرة ومقتل الجندي بالطريقة التي لا أعلم كيف قتل فيها حتى الآن، تناقلت وسائل الاعلام المحلي ما ينقله إعلام الاحتلال بأن العملية تمت عن طريق قناص فلسطيني .. وبدأت مواقع التواصل الاجتماعي بالتغني بالعملية.

لا أنكر سعادتي بهذه الاخبار، ولربما كنت أحد الذين كتب وتغنى وانبسط بهذه العملية ولكن .. المشهد يتكرر يوميا، فبعد أحداث ليلة السبت في مستوطنة "بسجوت" المقامة على أراضي مدينة البيرة وإحياء ذاكرة الاجتياحات التي واكبناها في الانتفاضة الثانية؛ عدنا من جديد وتناقلنا رواية اعلام الاحتلال بأن قناص الخليل ظهر مجددا في البيرة .. وأعدنا الكرّة من جديد، حيث أن القناص عاد وهيأت لنا انفسنا أن الاجتياح قد بدأ.

وعلى فرض أن الرواية صحيحة، دعونا نتخيل السيناريو التالي:

- حادث الخليل: لم لا تكون الرواية من إعلامنا وحتى من النشطاء ومستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي أن الجندي قتل بنيران "صديقة"، وأن جنديا محتلا قتل جنديا آخر. هل يستطيع احد ان يثبت او ينفى هذه الافتراضية لهذه اللحظة مع العلم ان جهاز مخابرات الاحتلال لم يستطيع لهذه اللحظة فك شيفرة اللغز. فلماذا نحن نحاول ارباك من قام بها بنشر الاخبار والإشاعات، بما يعطي المحتل حجة وبرهانا بأننا كفلسطينيين المسؤولون عن هذا العمل.

- حادث "بسجوت": لماذا لا نقول ان ما حدث هو طوشة ما بين مستوطنة وآخر وقام باطلاق النار على الفتاة، هو فش طوشات إلا عنا العرب؟ والطخ في المشاكل؟ أو ليش ما تكون البنت انطعنت ع قضية شرف؟ مش يمكن أبوها مسكها بتلعب مع إبن الجيران؟ الاحتلال واعلامه لم يعلن بشكل نهائي عن احداث الليلة الماضية، جهة تدعي أنه قناص وأخرى تعتقد أن ما جرى عملية طعن، ومصدر ثالث أشار إلى أنها محاولة سرقة، هذا فضلا عن التسلسل المريب والمشكوك بأمره فيما يخص الحالة الصحية للفتاة، من وفاة إلى إصابة شديدة الخطورة إلى خطرة قبل أن يتضح أنها طفيفة أو لا تكاد تذكر وأنها نجمت عن خطأ شخصي من الفتاة نفسها!

لم يثر دهشتي من قال: "حاسس حالي اتجوزت حبيبتي .. والله مزهزه" وذلك ردا على سؤاله عن ردة فعله لدة ورود خبر عملية القنص في رام الله، ولا يختلف اثنان على هذا الشعور، ولكن في الأمس القريب في حرب غزة قام الاحتلال بعمل تقارير عن نفسية الكلاب والقطط في ظل صواريخ المقاومة، ونحن الان في معركة اعلامية إلكترونية، فيها أيضاً خاسر ورابح، ويجب علينا ان نكون فاعلين في استخدام وسائل الاعلام الجديد، لا ناقلين عن وسائل إعلام المحتل ومروجين لدعاياته ضدنا.