تساءلت صحيفة "هارتس" في كلمتها الافتتاحية، اليوم الاربعاء، عن سبب واحد لتحويل منحدرات "جبل المشارف" في القدس الى حديقة وطنية، سوى الجواب الذي وفرته الاسبوع الفائت "سلطة الطبيعة والحدائق" وهو منع البناء في هذه المنطقة.
وتقول "هارتس" في عددها الصادر اليوم "إذا ما نظرنا من حولنا نعرف على من سيسري هذا المنع، حيث يقع من الجنوب حي الطور ومن الشمال العيسوية وهما يعانيان، مثل سائر احياء القدس العربية، من اهمال شديد ومتراكم ومن اكتظاظ سكاني وغياب تخططيط وبناء غير قانوني سببه عدم السماح للسكان باستصدار تصاريح بناء".
وتضيف "كعادتها تدعي سلطة الطبيعة والاثار أن هدف إقامة الحديقة هو حماية المساحات المفتوحة، إلا إن الواقع يشي بجملة حقائق مختلفة، أولها أن هذه الحدبقة ستكون الأفقر في إسرائيل من حيث المعالم الطبيعية والأثرية، والثانية أن سلطة الاثار وضعت نفسها في موقع الاتهام أمام الفلسطينيين عندما أطلقت "لم يعرفوا ولم يفهموا" على حملة "تنظيف" المنطقة وهدم بيوت المواطنبن الفلسطينيين فيها، ثالثا أن العيسوية والطور، بعكس مناطق أخرى، ليس أمامهما أي مجال للتوسع سوى هذه المنطقة، حيث تحيطهما الجامعة العبرية والاحياء اليهودية من كافة الاتجاهات.
وكشفت الصحيفة أن "إسرائيل صادرت من الفلسطينيين في القدس، منذ عام 1967 اكثر من 20 الف دونم، أي ما يعادل ثلث الاراضي التي تم ضمها للمدينة واقامت عليها الاف الشقق في الاحياء اليهودية المحيطة بالقدس وخلال تلك الفترة لم تسمح بقيام أي حي فلسطيني جديد بل واستعملت كافة الوسائل لمنع توسع الاحياء القائمة".
وتشير الصحيفة، الى "أن المساحة المنوي تخصيصها لإقامة الحديقة الوطنية، هي ما تبقى لأهالي القدس من أرض ويجب تخطيطها لصالح إقامة مساكن لهم من خلال الحفاظ على الطبيعة. وتختم بالقول "إن وزير البيئة السابق، غلعاد اردان، كان من اشد المتحمسين لإقامة الحديقة الوطنية ولكن أمام الوزبر الحالي، عمير بيرتس، فرصة لإعادة النظر بالقرار من خلال أخذ الجيران بعين الاعتبار".