ذكر تقرير لمؤسسة "سكايز " الحقوقية والتي تعنى بحقوق الإنسان " أن الأجهزة الأمنية في غزة، شنت حملة كبيرة من الاستدعاءات والاحجاز بحق صحافيين في جميع محافظات غزة، وبخاصةٍ المحسوبين على حركة "فتح"، عُرف منهم عشرة صحافيين تم التحقيق معهم بتهمة الإنتماء الى حركة "تمرد"، خلال شهر أيلول/سبتمبر الحالي وبعضهم في آب/أغسطس 2013."
وفي التفاصيل، قال الصحافي علاء احمد الذي يعمل في شركة "سكرين للإنتاج الإعلامي" لمركز "سكايز": "تم استدعائي يوم الخميس 12 أيلول/سبتمبر 2013، للتوجه إلى مركز المباحث في مخيم الشاطئ في غزة، وتم التحقيق معي بتهمة التحريض على الحكومة لأني اعمل على إعداد تقرير إعلامي عن حركة تمرد".
أضاف:" أصروا في التحقيق على أن يعرفوا أسماء الشباب الذين كانوا في التقرير المصور"، مشيراً إلى أنه احتجازه استمر ست ساعات قبل إخلاء سبيله والتوقيع على تعهد "بعدم الإخلال بالأمن القومي الفلسطيني وعدم التعاطي والتعامل مع حركة "تمرد". كذلك تم استدعاء المنسق الإعلامي للجنة الشعبية للاجئين في منظمة التحرير والصحافي المتخصص في قضايا اللاجئين رأفت طومان (34 عاماً)، والذي تحدث الى "سكايز" قائلاً: "أرسل لي الأمن الداخلي بلاغاً إلى البيت وذهبت للمقابلة بتاريخ 10 أيلول/سبتمبر 2013، وحين دخلت مقر الأمن الداخلي غرب خانيونس كانت الساعة 9 صباحاً وهناك أخذوا يسألونني عن تنظيمي وصادروا هويتي وأوضحت لهم أني أشتغل في موضوع اللاجئين".
ولفت إلى أنهم وجهوا له تهمة كتابة بيانات "حركة تمرد"، وأنه قام بتوزيعها في مسجد عباد الرحمن يوم الجمعة 30 آب/أغسطس 2013، موضحاً أنه نفى ذلك تماماً لكنهم مع ذلك أبقوه في التحقيق حتى الساعة الرابعة عصراً، وأن وجهه كان طوال فترة التحقيق موجهاً إلى الجدار، وبعد ذلك حجزوه في زنزانة صغيرة.
وتابع: " تم استدعائي أيضاً يوم الاربعاء 11 أيلول/سبتمبر، ووصلت الى المركز عند الساعة التاسعة صباحاً وبقيت كذلك حتى الرابعة عصراً في التحقيق بتهمة الإنتماء الى حركة "تمرد"، وتم تحذيري بضرورة المحافظة على الأمن وعدم التحريض"، مشيراً إلى أنهم حصلوا على بريده الالكتروني وكلمات السر قسراً وبالقوة، ووضعوه في الزنزانة حتى الساعة الثامنة مساءً، ثم أطلقوا سراحه.
أضاف: "في المرة الثالثة تم استدعائي بتاريخ 19 أيلول/سبتمبر، وعند حوالى الساعة التاسعة صباحاً توجهت الى مركز الأمن، وكان أسلوب الضابط المحقق مختلفاً وأفضل رغم أنه أصرّ على أن يُبقي وجهي موجهاً ناحية الجدار أثناء حديثه معي، وأشاد المحقق بعملي الوطني واهتمامي بقضية اللاجئين وعند الساعة الحادية عشرة والنصف قبل الظهر تم إطلاق سراحي على مسؤولية الضابط".
وكذلك تسلم الإعلامي وكاتب المقالات يحيى المدهون استدعاء للتوجه صباح يوم الثلثاء 10 أيلول/سبتمبر إلى مقر الأمن الداخلي في شمال غزة، كما استدعى جهاز الأمن الداخلي في اليوم نفسه مراسل وكالة "أسوار برس" للأنباء الصحافي حسين عبد الجواد كرسوع، حيث تم التحقيق معهما عن علاقتهما بحركة "تمرد"، وطبيعة عملهما.
من جهته، أوضح مراسل وكالة وفا للأنباء في مدينة خانيونس الصحافي محمد أبو فياض (40 عاما) لمركز "سكايز" أن الأمن في مركز الشرطة في منطقة القرارة شرق خانيونس استدعاه في التاسع من شهر أيلول/سبتمبر، لكنه رفض في البداية الإمتثال لقرار الإستدعاء، إلا أن الأمن سرعان ما توجه إلى منزله لاستدعائه من جديد.
أضاف: "بمجرد أن دخلت المركز قال لي الضابط مشتاق لك، وشعرت بالغضب لاستهتاره فقلت له هذا مكان للبلطجية وليس لصحافي محترم"، لافتاً إلى انه بقي ينتظر التحقيق في الغرفة لساعات حتى قرروا أن يحققوا معه، كما ذكروا أنه سيُحول من قسم شرطة القرارة إلى مركز مدينة خانيونس الأساسي.
وتابع: "أخذ الضابط هويتي واتهمني بأني مارست التصفير، وهو الاحتجاج الذي دعت له حركة تمرد، فأجبته بأنه لا يوجد بند يمنع التصفير، ومن ثم قال أنت تنتمي إلى حركة فتح فقلت له لم يتم حظر نشاطات فتح بعد ووافقني الضابط الذي أشار أخيرا إلى عملي في وكالة وفا فقلت له أن القانون لم يمنع العمل في وفا".
وشدد فياض على أنه رفض التوقيع على أي تعهد لأنه ليس مجرماً، كذلك لم يُحول إلى مركز شرطة المدينة بل تم إخلاء سبيله. وفي اليوم ذاته، تم استدعاء الصحافي في وكالة وفا وعضو المجلس الإداري للنقابة فتحي طبيل الذي خضع للاستجواب في مقر المباحث في غزة، والتحقيق حول مشاركته في بعض الفعاليات السياسية وخاصة المشاركة بتغطية الاعتصام الأسبوعي في الجندي المجهول للمطالبة بإنهاء الانقسام، وتم إجباره على التوقيع على تعهد "بعدم المشاركة في أي فعاليات تضر بالحكومة أو الدولة أو مؤسساتها أو إثارة المشاكل في القطاع" قبل أن تفرج عنه بعد احتجاز وتحقيق استمر ساعات عدة. من ناحيته، قال رئيس الشبكة الفلسطينية للاعلام نصر أبو الفول لمركز "سكايز": "تم استدعائي في الثاني والرابع من شهر أيلول/سبتمبر 2013، الى مركز الأمن الداخلي وسط مدينة غزة، حيث وجهت لي تهمة الإنتماء الى حركة تمرد"، مشيراً إلى أن إجمالي ساعات التحقيق معه بلغ تسع ساعات، لم يتم ضربه خلالها ولكنها لم تخلُ من الإهانة والتهديد.
كذلك تم استدعاء الصحافي والمصور معتز العقاد في بداية الشهر الحالي، وقد تم توقيفه أثناء التصوير ليلاً وأخلي سبيله لاحقاً مع إعطاء بلاغ للمراجعة، وحاول مركز "سكايز" التواصل معه إلا أن هاتفه النقال مغلق. وتعتبر هذه الحملة تكملة لمسلسل الإستدعاءات الذي بدأ في شهر آب/أغسطس 2013، حيث احتجز الأمن الصحافي والمصور في الشبكة الفلسطينية للصحافة والإعلام رفيق فضل، الذي أكد لـ "سكايز أنه تم احتجازه يوم السبت 31 آب/أغسطس 2013، بتهمة "الإنتماء الى حركة تمرد"، وقال: "حين لم يجدوا أي صلة لي بها أخذوا يفتشون في هاتفي النقال وحاولوا ابتزازي باختراع تهم شخصية تتعلق برسائل داخل هاتفي".
أضاف: "تم اجباري على توقيع تعهد في مركز المباحث بالالتزام بقوانين حكومة غزة، وعدم التواصل مع أي أحد بشكل خاص على هاتفي النقال سواء شباب أو فتيات"، مشيراً إلى أن التحقيق استمر في مركز شرطة بيت حانون شمال قطاع غزة من الساعة 8:40 صباحاً حتى الساعة 2:40 بعد الظهر، وأنه استطاع استرجاع جهاز حاسوبه بعد ثلاثة أسابيع.
وعلم مركز "سكايز" أنه تم احتجاز الصحافي محمد الغريب الذي يعمل في موقعَي "دنيا الوطن" و"كورة بلدنا الرياضي"، في مركز شرطة رفح جنوب قطاع غزة في 19 و20 و21 آب/أغسطس 2013، من التاسعة صباحاً وحتى التاسعة مساء، حيث حققوا معه بتهمة الانتماء الى حركة "تمرد"، كما تعرض للضرب بعنف على أذنيه وبطنه.
*الشهادات أوردها الصحفيون لمؤسسة "سكايز"