شبكة قدس الإخبارية

كيف رأى قادة الإستخبارات الإسرائيلية إتفاق أوسلو ؟

هيئة التحرير
بعد مرور 20 عاماً على إتفاق أوسلو، والذي مهد إلى عودة منظمة التحرير الفلسطينية إلى مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة، وقيام السلطة الفلسطينية كإدارة حكم ذاتي يتبعها إعلان دولة فلسطينية، ضمن مسارات التفاوض والإتفاق بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، ما زال الإعلام الإسرائيلي يبحث عن أجوبة عن تساؤلات " جدوى الإتفاق، وهل نجح أم فشل ؟". هذه المرة، كان السؤال موجهاً إلى رجالات العمل الإستخباري في دولة الإحتلال، ورؤساء أجهزة الإستخبارات الداخلية والخارجية، حول الإتفاق، وهل حقق الأمن، وكيف يقيم هؤلاء الإتفاق بعد 20 عاماً على توقيعه. رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" في تلك الفترة، "شبتاي شافيت"، قال في مقابلات صحفية أنه سمع عن نبأ  بدء الاتصالات السرية في النرويج بين الوفود الفلسطينية والإسرائيلية من الملك الأردني الحسين في لقاء جمعهما في عمّان، وقال: "في لقاء مباشر في الأردن، طلب منّي الملك الحسين إيضاحًا حول كيفية إدارة مسارَي مفاوضات متوازيَين. لم يكُن قد أطلعني على أي شيء رئيس الحكومة آنذاك رابين، أو بيريس، أو نائبه بيلين. كان الملك الحسين مصمّمًا على أن هناك شيء، وادّعى أنّ المحادثات بين الفلسطينيين والإسرائيليين جدية إلى درجة أنه قال لي في تصريح استثنائي: "حكمتم عليّ بالإعدام"، كان غاضبًا جدًّا وبشكل مبرَّر". [caption id="attachment_28564" align="aligncenter" width="374"]رئيس الموساد في تلك الفترة شبتاي شافيت رئيس الموساد في تلك الفترة شبتاي شافيت[/caption] وتابع شافيت منتقداً الإتفاقية، قائلًا: "كان هدف هذا الاتفاق أن يكون خطوة أولى، كبيرة جدًّا، مبدئية، يعقبها السلام الحقيقي. لم يحدث هذا، وليس مهمًّا لماذا. العملية كما جرت لم تكن سليمة. إذا أردتَ أن تذهب لتتحدث إلى عدوك، لا يمكن أن يكون ذلك الشأنَ الخاص لشخصٍ ما. وزير ونائب وزير، بيريس وبيلين، يقودان عملية سياسية - دون الحصول على تفويض الحكومة ومصادقتها".   [caption id="attachment_28565" align="alignleft" width="222"]رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، أوري ساغي (Flash90) رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، أوري ساغي (Flash90)[/caption]

من جانبه انتقد رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في تلك الفترة، "أوري ساغي"، الإتفاق  قائلًا: "تتبعنا هذه الخطوات في الإعلام ومن التسريبات التي أخذت تتكدّس. كانت الموادّ حسّاسة جدًّا التي يتم بحثها ، وقد أشعرني ذلك بلكثير من الإزعاج و شاطرني رئيس الحكومة رابين، أنا ورئيس الأركان إيهود باراك، في محادثة غير رسمية بما يجري. أخبرنا رابين: "ثمة عملية مفاوضات، وأنا أثني عليها، وهي تجري بتفويض مني". هكذا بدأ اطّلاعي على الأمور الخفية".

  وكشف ساغي أنّ الاستخبارات الإسرائيلية إذّاك كان لديها توجّهان حول الموضوع: "كان ثمة توجه تشاؤمي جدًّا في لواء البحث. وكان هناك توجه آخر مفاده أنه يجب منح الموضوع فرصة، بشروط معيّنة. كان التوجّهان يظنّان أنّ الاتّفاق غير جيّد". وادّعى ساغي أنّ قادة العملية قرّروا عدم مشاركة رؤساء الاستخبارات، الاستخبارات العسكرية، الشاباك، والموساد، على الأقل في البداية، وهذا إجراء شرعي، لكنه غير حكيم. "حتى اغتيال رابين، أظنّ أنّ الفلسطينيين أرادوا التقدّم في المسار السياسي"، قدّر ساغي.     [caption id="attachment_28566" align="alignleft" width="222"]رئيسَ الشاباك السابق يعقوب بيري (Flash90/Moshe Shai) رئيسَ الشاباك السابق يعقوب بيري (Flash90/Moshe Shai)[/caption]

أمّا الشخصية الأكثر تفاؤلًا في أجهزة الاستخبارات إذّاك فكان رئيسَ الشاباك، يعقوب بيري. " لم أُفاجَأ، علمتُ أنّ شيئًا ما يحدُث في إحدى الدول الإسكندنافية. تحدثتُ عن ذلك مع رئيس الحكومة رابين، الذي أكّد لي الشائعات التي وصلتني من مصادر رسمية، شبه رسمية، وأنباء استخبارية"، اعترف بيري. "عشية التوقيع على المعاهدة (12 أيلول 1993)، تلقيتُ اتصالًا من مصدر إسرائيلي، لا أستطيع الكشف عنه لدواعٍ أمنية رغم مرور 20 سنة، وسألني إن كنتُ أدري بالتوقيع الذي كان سيحدث في اليوم التالي. لم أؤكّد ولم أنفِ بالطبع. اتّصلتُ برئيس الحكومة، وأوقظتُه من النوم، إذ إنّ الساعة كانت الواحدة أو الثانية بعد منتصف الليل. سألتُ رابين إن كان يعرف أنّ شمعون بيريس سيقوم بالتوقيع على اتفاق مع الفلسطينيين. طلب منّي رابين بصوته الوقور أن أهدأ وأعود إلى فراشي، ووعدني بالتحدث معي حول التفاصيل في اليوم التالي".

واعترف بيري أنه ظنّ بأنّ اتّفاق المبادئ كان يمكن أن ينجح: "ظننتُ أنّ أوسلو، كاتّفاق إطاريّ وكاتّفاق يضع خطة تدريجية لإنهاء النزاع، يمكن أن ينجح. لكنّ التاريخ كانت له كلمة أخرى".