من جانبه انتقد رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في تلك الفترة، "أوري ساغي"، الإتفاق قائلًا: "تتبعنا هذه الخطوات في الإعلام ومن التسريبات التي أخذت تتكدّس. كانت الموادّ حسّاسة جدًّا التي يتم بحثها ، وقد أشعرني ذلك بلكثير من الإزعاج و شاطرني رئيس الحكومة رابين، أنا ورئيس الأركان إيهود باراك، في محادثة غير رسمية بما يجري. أخبرنا رابين: "ثمة عملية مفاوضات، وأنا أثني عليها، وهي تجري بتفويض مني". هكذا بدأ اطّلاعي على الأمور الخفية".
وكشف ساغي أنّ الاستخبارات الإسرائيلية إذّاك كان لديها توجّهان حول الموضوع: "كان ثمة توجه تشاؤمي جدًّا في لواء البحث. وكان هناك توجه آخر مفاده أنه يجب منح الموضوع فرصة، بشروط معيّنة. كان التوجّهان يظنّان أنّ الاتّفاق غير جيّد". وادّعى ساغي أنّ قادة العملية قرّروا عدم مشاركة رؤساء الاستخبارات، الاستخبارات العسكرية، الشاباك، والموساد، على الأقل في البداية، وهذا إجراء شرعي، لكنه غير حكيم. "حتى اغتيال رابين، أظنّ أنّ الفلسطينيين أرادوا التقدّم في المسار السياسي"، قدّر ساغي. [caption id="attachment_28566" align="alignleft" width="222"] رئيسَ الشاباك السابق يعقوب بيري (Flash90/Moshe Shai)[/caption]أمّا الشخصية الأكثر تفاؤلًا في أجهزة الاستخبارات إذّاك فكان رئيسَ الشاباك، يعقوب بيري. " لم أُفاجَأ، علمتُ أنّ شيئًا ما يحدُث في إحدى الدول الإسكندنافية. تحدثتُ عن ذلك مع رئيس الحكومة رابين، الذي أكّد لي الشائعات التي وصلتني من مصادر رسمية، شبه رسمية، وأنباء استخبارية"، اعترف بيري. "عشية التوقيع على المعاهدة (12 أيلول 1993)، تلقيتُ اتصالًا من مصدر إسرائيلي، لا أستطيع الكشف عنه لدواعٍ أمنية رغم مرور 20 سنة، وسألني إن كنتُ أدري بالتوقيع الذي كان سيحدث في اليوم التالي. لم أؤكّد ولم أنفِ بالطبع. اتّصلتُ برئيس الحكومة، وأوقظتُه من النوم، إذ إنّ الساعة كانت الواحدة أو الثانية بعد منتصف الليل. سألتُ رابين إن كان يعرف أنّ شمعون بيريس سيقوم بالتوقيع على اتفاق مع الفلسطينيين. طلب منّي رابين بصوته الوقور أن أهدأ وأعود إلى فراشي، ووعدني بالتحدث معي حول التفاصيل في اليوم التالي".
واعترف بيري أنه ظنّ بأنّ اتّفاق المبادئ كان يمكن أن ينجح: "ظننتُ أنّ أوسلو، كاتّفاق إطاريّ وكاتّفاق يضع خطة تدريجية لإنهاء النزاع، يمكن أن ينجح. لكنّ التاريخ كانت له كلمة أخرى".