اعتبر القيادي المعزول في حركة فتح محمد دحلان دعوة رئيس وزراء الحكومة في قطاع غزة إسماعيل هنية إلى توسيع رقعة المشاركة في ادارة قطاع غزة، مؤشرا على تغيير في لغة تمسك حماس بجوهر "الانقلاب"، ودعوة لتحميل القوى الاخرى أوزار اخطاء حماس وتحالفاتها"، حسب قوله.
وقال دحلان في بيان له إن "دعوة هنية لا تؤشر الى إعادة نظر في طروحات الحركة السابقة، سواء ما اتصل منها بالمفاهيم والأفكار أو بالأساليب، ولا يمثل تغييرا لخطابه السياسي والممارسة العملية للحركة الذي ساد خلال العقد الأخير؛ الذي تمحور حول مفاصلة الواقع والتعالي عليه وبناء عالم مواز له بمعزل عن قوى المجتمع الفلسطيني قاطبةً؛ من خلال تكريس مفهوم الهيمنة واحتكار السلطة وممارسة الإقصاء السياسي والعنف المنظم؛ ذلك في إطار خدمة مشروع يعتقدون بأنه أكبر من المشروع الوطني الفلسطيني (مشروع الإخوان المسلمين) على مداد الوطن العربي".
وأضاف أن "هذا التحول النظري في لغة الخطاب السياسي لا يمكن تفسيره بمعزل عن متغيرات البيئة المحيطة؛ سواء ما اتصل منها بالبيئة الاقليمية أو المحلية؛ فعلى مدار السنة الماضية، تآكلت جميع أركان الدعم الرئيسية التي تستند إليها حركة حماس بدرجة أو بأخرى".
ورأى دحلان أن "هزيمة" الحركة الأم "جماعة الإخوان المسلمين" افقدت حماس مصدر قوة كبير شكل لوقتٍ قريب ضامناً لسيطرتها على قطاع غزة؛ إضافة إلى ما تشهده النماذج الأخرى من حكم الإسلام السياسي من حالة تراجع.
واردف دحلان قائلا: "إن الأمن والاستقرار لا يمكن تحقيقهما بالقوة والبطش وحده، وإذا لم توجد درجة من التنمية الحقيقية تكفل نمطاً من الحياة الكريمة وتضمن الحريات الأساسية للمواطنين فإن الأمن والاستقرار يصبحان أمراً مستحيلاً".
وقال "إن التغيير اللفظي في الخطاب السياسي لحركة حماس لم يكن نتاج مراجعات وإعادة نظر في طروحاتها السابقة سواء ما اتصل منها بالمفاهيم والأفكار أو بالأساليب أو الاستراتيجيات؛ الحركة تعاني من أزمة داخلية وعزلة اقليمية متصاعدة، إلى جانب تراجع المشروع الكلي للإسلام السياسي؛ وفي هذا السياق فإنها تسعى للخروج من ازمتها وعزلتها مع المحاولة لإطالة أمد الهيمنة على قطاع غزة".