ولد برهان حمد عبد صبيح (43 عاماً) من بلدة كفر راعي جنوب جنين وولد بتاريخ 28-1-1971، تزوج في عام 1991، أي ما بعد الانتفاضة الاولى، ورزق بولدين هما: البكر (ليث 19عاماً) والتالي (محمود 17عاماً)، في هذه الأعوام كان برهان مطلوباً لقوات الاحتلال منذ بداية الانتفاضة الأولى ولمدة سبع سنوات، لم تستطع قوات الإحتلال القبض عليه، فحكمت عليه محكمتها غيابياً بالسجن 6 مؤبدات و12 عاماً بتهمٍ متعدده أبرزها "قيادة مجموعة الفهد الأسود بمنطقة شمال الضفة الغربية المحتلة" حسبما ذكرت زوجته، كان هذا قبل توقيع اتفاقية أوسلو.
بعد أن وقعت السلطة الوطنية الفلسطينية والإحتلال إتفاقية أوسلو أتى فيها نص واضح يإعفاء جميع المطلوبين للإحتلال من التهم الموجهة لهم، وذلك ممن حوكموا غيابياً بالسجن بين عامي 1994-1995م خلال المفاوضات التي تمت بين الطرفين، وكان اسم الأسير المحرر "والمطلوب السابق" برهان صبيح ضمن قائمة المعفيين، وسُمح له بالتحرك دون تهديد بالاعتقال من قبل الاحتلال، سافر برهان إلى الأردن مرتين بعد أن تم إعفاؤه وعدم فرض قيود حركة أو تعرض له، واستلم عمله في جهاز الأمن الوقائي بمدينة رام الله.
في صبيحة يوم 18 / 2 / 2001 أعتقل برهان، وهو في طريقة لمكان عمله برام الله، من على حاجزٍ اسرائيلي عسكري "طيار" قرب قرية دير شرف شمال غرب نابلس المحتلة، وتعرض للتحقيق، والمحاكمة، تاركاً خلفة طفلين أكبرهما ليث 6 سنوات، وكان ليقضي حكمه بالمؤبدات الست لولا أن أدرج اسمه ضمن الدفعة الأولى من الاسرى القدامى الذين وافق سلطات الاحتلال الإسرائيلي على الافراج عنهم عقب انطلاقة المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية مؤخراً.
وبحسب زوجته فقد مرت أعوام الأسر الإثني عشر طويلة جداً على العائلة، إلى أن نال الفرج أسير "أوسلو" مؤخراً فالأمر الفعلي أن الإحتلال زج زوجها في غياهب السجون بعد 7 سنوات من توقيع اتفاق أوسلو وحصوله على العفو بعد أن أعادت فتح ملف القضايا التي كانت موجهة له قبل اتفاق اوسلو... "لقد كانت 12 عاماً من الألم والعذاب، نحن سعداء أنه بيننا اليوم، لقد كان اعتقالاً باطلاً منذ أول يوم فزوجي حصل على الإعفاء" هكذا ا ختمت زوجته كلامها.
افراج مشروط بقيود الحركة
كباقي الأسرى الذين تم الإفراج عنهم تلقى صبيح تنبيهات شفوية من إدارة سجون الإحتلال بتحديد مكان تواجد وتحركاته في منطقة جنين فقط، فيما لا يُسمح له بالخروج منها حتى لا يعرض نفسه للاعتقال مرة اخرى، وتم تبليغه بضرورة المقابلة لقوات الاحتلال في 15 من أيلول القادم في معسكر سالم الاحتلالي شمال جنين.
زوجة صبيح أكدت سعادته الغامرة بالإفراج عنه، هو الذي لم يصدق حتى لحظة وطئت قدميه أنه من ضمن الأسماء المزمع تحريرها، كونه ممن اعتقلوا بعد اوسلو وكون ثمة أسرى قضوا في سجون المحتل ضعف ما قضوه، إلا أن دموع والدته لحظة استقباله هي من غمرته بالسعادة وأكدت له مرة أخرى أنه "حرٌ وحرٌ وحر".
الصورة أعلاه: الابن ليث يحمل صورة والده في منزلهم في كفر راعي.