أعرب مسؤولون في السلطة الفلسطينية عن قلقهم من الدور الأميركي في المفاوضات الجارية بينهم وبين الإسرائيليين، في وقت دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال زيارته لرام الله التوسع الاستيطاني.
وكشف المسؤولون لصحيفة "الحياة اللندنية" أن اللقاء التفاوضي بين السلطة الفلسطينية و"إسرائيل" الذي عقد الأربعاء كان عاصفاً، وغاب عنه الوسيط الأميركي.
وقالوا "إن الجانب الفلسطيني قدم احتجاجاً شديد اللهجة إلى "الجانب الإسرائيلي" على سلسلة مشاريع التوسع الاستيطاني التي أعلن عنها قبيل الاجتماع، محذراً من أن استمرار هذا النوع من مشاريع البناء الاستيطاني سيؤدي، في حال استمرارها، إلى انهيار المفاوضات في مهدها".
وذكّر المفاوضون الفلسطينيون أن الوسيط الأميركي تعهد قبيل بدء المفاوضات عدم القيام بأي خطوات من شأنها الإضرار بنتائج المـفاوضات، وتعهد قيام "إسرائيل" بتقليص البناء في الكتل الاستيطانية، ووقف البناء خارج الكتل أثناء المفاوضات.
وتابعوا أن الوسيط الأمريكي تعمد عدم حضور الاجتماع التفاوضي الذي كان مخصصاً لبحث الجوانب الفنية للعملية التفاوضية.
وقرر المفاوضون من الجانبين عقد لقاء ثان في مدينة أريحا الأسبوع المقبل، واتفقوا خلال الاجتماع الذي استمر أكثر من 4 ساعات على إبقاء المفاوضات بعيدة عن الإعلام.
وأثار عدد من أعضاء لجنة الإشراف على المفاوضات في اجتماعها الأخير رام الله الكثير من الأسئلة عن الدور الأميركي في هذه المفاوضات، بعد إعلان "إسرائيل" عن سلسلة من مشاريع التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية.
ورأى بعض أعضاء اللجنة أن الادارة الأميركية تمارس الخداع والتضليل على الفلسطينيين من أجل دفعهم إلى البقاء على طاولة المفاوضات، معربين عن قلقهم من قيامها بممارسة الدور ذاته في حال قدم الجانب الإسرائيلي مشاريع للحل السياسي في هذه المفاوضات، مثل الدولة ذات الحدود الموقتة وغيرها من المواقف.
وصرح مسؤول رفيع لصحيفة "الحياة" الصادرة في لندن إن وزير الخارجية الأميركي "جون كيري" قدم تعهداً للفلسطينيين أن تعمل "إسرائيل" على تقليص البناء في الكتل الاستيطانية، وعلى وقفه في المستوطنات الواقعة خارج هذه الكتل طيلة فترة المفاوضات.
وأضاف "من الواضح أن كيري، إما تعرض للخداع من الإسرائيليين، أو مارس الخداع علينا من أجل دفعنا إلى عملية المفاوضات التي كانت هدفاً للأميركيين طيلة السنوات الماضية".
ويتخوف عدد من مسؤولي السلطة من الاتصالات الأمنية الأميركية الإسرائيلية الجارية في شأن المصالح الأمنية المشتركة في حال التوصل إلى حل سياسي.
وقال مسؤول رفيع "إن الجانب الفلسطيني ليس جزءاً من هذه المحادثات التي يشارك فيها من الجانب الأميركي فريق أمني رفيع بقيادة الجنرال "جون آلن".
ضئيل للغاية
من جهة أخرىونقلت وسائل إعلام عبرية عن وزراء إسرائيليين قولهم "إن احتمال أن تثمر المفاوضات الحالية بين "إسرائيل" والسلطة اتفاق سلام نهائياً ضئيل للغاية، مضيفين "أن تجربة الماضي أثبتت أن الطريق الوحيدة للتوصل إلى اتفاقات مع الفلسطينيين هي في القنوات السرية وليس من خلال مفاوضات ترعاها الولايات المتحدة".
ونقلت صحيفة "معاريف" عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى تأكيده أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري تبلَّغ من إسرائيل قرارها بناء 1200 وحدة سكنية جديدة في مستوطنات الضفة الغربية والقدس، ونحو ألف أخرى في مستوطنة "غيلو".
واعتبر أحدهم احتجاج كيري على قرار البناء وقوله إنه فاجأ الإدارة الأميركية، وأنه اتصل فوراً برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو وطالبه بكبح أعمال البناء في المناطق المحتلة هو ضريبة كلامية للفلسطينيين لـيعودوا إلى طاولة المفاوضات، دون أن يستبعد أن تنشأ أزمة بين إسرائيل والولايات المتحدة خلال ستة أشهر في حال تعثرت المفاوضات مع الفلسطينيين.