كشفت صحيفة "معاريف" العبرية في عددها الصادر اليوم الخميس أن كل ما أثير من أخبار حول توبيخ وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" لرئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين لنتنياهو"، وإجراء محادثة هاتفية معه للتأكيد له على أن قرارات بناء المستوطنات سيساهم في إزالة الشرعية الدولية عن "اسرائيل" ما هو إلا محاولات للتخفيف من الاحتقان لدى الفلسطينيين.
وبيّنت الصحيفة أن هذه الأخبار تأتي ضمن إظهار أن الولايات المتحدة وسيط نزيه لكن حقيقة الأمر تختلف اختلافاً كلياً، حيث أن الوزير الأمريكي كان على علم بقرارات البناء الإسرائيلية في القدس ولم يعترض عليها مسبقاً.
وبحسب الصحيفة فإنه وفي أعقاب ما نشرته هي عن مكالمة هاتفية أجراها كيري مع نتنياهو وليفني الاثنين الماضي وحث فيها كيري نتنياهو على وقف بناء المستوطنات كما هو مطلوب خلال الأشهر التسعة الأولى من المفاوضات".
وقالت الصحيفة إنها علمت أنه وعلى النقيض مما نشر من حث كيري لنتنياهو على وقف الاستيطان، فإن كيري والإدارة كانوا على علم بجميع القرارات الاستيطان الاسرائيلية ولم يعترضوا عليها، لافتة إلى أن كيري كان يعرف ان مخططات الإعلان لبناء 1200 وحدة استيطانية الى جانب 940 في جيلو.
وأوضح مسؤولون إسرائيليون للصحيفة أن تصريحات كيري المنتقدة للاستيطان ما هي إلا ضريبة كلامية دفعها وزير الخارجية الامريكي للفلسطينيين بناء على وعوده لهم. مشيرة إلى أن موافقة نتنياهو على الافراج عن الاسرى الفلسطينيين كان نابعاً من سعيه لأخذ دعم ومساندة امريكية في قضايا اكثر عمقا وجوهرية مثل الاستيطان ودعم موقف "اسرائيل" من الملف النووي الايراني، مشددة على أن نتنياهو يريد جذب الاهتمام الأمريكي لملفاته المهمة وكسب تأييدها.
كما أنه أراد واتفق مع الأمريكيين على ضرورة احتواء الاجراءات الاوروبية و وقف أي محاولة فلسطينية للتوجه الى مؤسسات الأمم المتحدة مستقبلا.
وبالرغم من هذه الأنباء قال المسؤولون الإسرائيليون إنهم "لا يستبعدون حدوث أزمات مع الجانب الأمريكي على خلفية سير المفاوضات وإمكانية تعثرها بسبب المواقف الاسرائيلية".