شبكة قدس الإخبارية

"مرض" ليلة السابع والعشرين من رمضان؟!

نادية درويش

لن نبدأ بسرد قصة ليلة القدر ولا ما حدث فيها ولا لمن ومع من..سنذكر جيدا جيدا متى حدثت، نعم؛ أليس المهم أن نعلم بمتى حدثت هذه الليلة؟ هذا هو ما نجيبه نحن بأفعالنا.. لن نقول هم ..ولا حتى المسلمين..سنقول بثقة: نحن ..نحن من يجيب حقا..أنا وأنت وهو وهي وكلنا - إلا من رحم الله - .

أن يبقى على لساننا ذكر أن ليلة السابع والعشرين من رمضان هي ليلة القدر؛ أن احزموا أمتعتكم إذن ولنغادر للحرب ! لا لا هي ليست للعبث أو السخرية ..هي حقيقة ..حرب فيها جهاد، فأنت مقبل على تدافع شديد سببه ليلة القدر!

أنت مقبل على حضانة ومنزل ومدرسة، مقبل على صراخ ومحاضرات ونظرات وبكاء له نوعان ..إما من الخشوع الذي مهما كانت أعداد الحشود تحتك وفوقك ستشعر به، وإما بكاء من شدة الحر أو الضغط أو ...الجهل! هي تلك .. الجهل!

كم يعني أن نختزل معنى عظيم للإسلام وللقرآن بليلة؟ كم يعني أن ننسى كل شيء..إلا حكمة أن الرسول صلوات الله عليه ذاته نسي متى حدثت ليلة القدر؟ كم يعني أن نقاتل ونتدافع من أجل وقفة وراء صوت شيخ جهور وجميل؟ وكم يعني أن نًحضر أطفالنا ليبكوا ويمارسوا هواياتهم عند الأحذية – أعزكم الله - ؟ كم يعني أن نتزاحم لدرجة فقداننا الشعور بكل شيء..فكيف لنا أن نصطنع الخشوع الذي حضرنا من أجله؟

كم يعني أن ننسى لب القرآن وجوهره على حساب ليلة نعتقد أنها ليلة القدر فيجب أن نصلي وإن كنا على الدرج وإن كنا عند المدخل وأمام العتبات؟ كم تعني أفعالنا للإسلام..كم هي تمثله..كم هي تنصفه..كم هي تحققه..؟ كم يعني أن نقول بصوت مرتفع آآآمين وراء دعاء " اللهم أعز الإسلام والمسلمين " في حالنا تلك..وفي جهلنا هذا؟

إننا نطالب بالرزق ونحن نيام..والعزة ليست معجزة ستأتي على طبق من ذهب..إنما حصاد تنوير العقل المطمس بالظلام ! إنما هي قول وفعل..لب ومظهر..وليس بأعدادنا الجاهلة تكون العزة ..بل بأعداد واعية تعي على الأقل أننا نقيم الليالي حرصا على ليلة عظيمة نعم..ولكن بوعي وصدق وإن كنت في مسجد صغير..وإن كنتِ في محرابك الصغير في المنزل..وإن كنتُ خالفت الناس عاداتهم وطقوسهم بالحشد أمام الطرقات ..وأقمت صلاتي في منزلي مع عائلتي..عل صدقي حينها يكون أكبر وأوسع!

يااااه كم شعرت أني من الجهلاء أمس..وبعد هذا..نسينا شيئا جميلا أيضا ..أنّ اعتماد الدول في تحري الهلال على دولة السعودية يجعلنا نضع احتمالا جميلا ..ألخصه في:

ما أجمل إن كان تدافع الأمس لأجل ليلة الثامن والعشرين مثلا! على الأقل ستًكسر عقدة الناس وسنفهم أن الليالي كلها مباركة وعموما ..تقبل الله وشفانا الله من مرض " متى" !