شبكة قدس الإخبارية

عبدالله البرغوثي قضية وطنية ملحة... وأمانة في أعناقنا!

ايمان خليفة

"“اخشي مِنْ تلكَ الكلِمة ..."الأمانة". ألَم يحمل الإنسان الأمَانة وكانَ جهولًا بعدَ أن رفضتها الجبَال؟"

كانت هذه كلمات القائد الأسير عبدالله البرغوثي من كتابه أمير الظل: مهندس على الطريق، والتي أحببت أن أستهل بها مقالتي هذه لأذكر نفسي وإياكم بحجم الأمانة التي تقع على عاتقنا تجاهه.

إن قضية الأسير المهندس قائد كتائب عز الدين القسام سابقا، والذي يقضي حاليا حكما بالسجن لمدة 67 مؤبدا لمسؤوليته عن مقتل 67 إسرائيليا في سلسلة عمليات نفذت بين العامين 2000 و2003 دفاعا عن حق وكرامة أبناء أمته، ليست قضية إنسانية تستجدي عطف المتعاطفين، بل هي قضية وطنية لا تقل أهمية عن قضية الأرض التي طالما حمل أمانة تحريرها وأثبت أنه بحجم تلك الأمانة، ولا زال يدفع الثمن من سنوات عمره وحرمان أطفاله وصحته التي ساءت جراء الإضراب عن الطعام لليوم ال90 على التوالي، دون أي التفات رسمي جاد لقضيته والأسرى الأردنيين المضربين معه في سجون الاحتلال.

بل على العكس من ذلك، تمت معاقبة أهاليهم بالقمع لمنع اعتصامهم وإسكاتهم عن نصرة أبنائهم، وكان آخرها ما حدث أمس عندما تم تحرير مخالفات بحق أكثر من 15 سيارة أطلقت الزوامير تضامنا مع أهالي الأسرى المعتصمين على الدوار الرابع! في الوقت الذي يتغاضى فيه رجال الأمن العام -في كثير من الأحيان- عن تحرير مخالفات بحق السيارات التي تطلق الزوامير احتفالا بنجاح أبناء سائقيها في امتحان الثانوية العامة، أو زوامير السيارات في "فاردة" الأعراس ونحن في موسم صيف.

اليوم، وبعد أكثر من 100 اعتصام لأهالي الأسرى تم تنظيمها يوميا أمام وزارة الخارجية، والديوان الملكي، ومجلس النواب، ورئاسة الوزراء أتسائل عن جدوى اتفاقية السلام الموقعة مع الكيان الصهيوني إن لم نكن قادرين أن نحقق من خلالها أدنى مطالب أسرانا في معتقلاتهم.

وأنتهز هذه الفرصة لإعادة نشر رسالة الأسير عبدالله البرغوثي بعد حادثة الاعتداء عليه، لكل غيور لازال قلبه ينبض بالكرامة:

 "لوليان باسير"

ذلك هو اسم الضابط الصهيوني الحقير المكلف بإزعاجي ليلا ونهارا، قبل عشرة أيام كلفت المحامي إياد دبابسة أن يرفع شكوى ضده لأنه يعمل كل ما باستطاعته لمنعي من النوم أو إلى الوصول.. إلى المرحاض لقضاء حاجتي أو لأداء عبادتي. يبدو أن طريق المحكمة الصهيونية وكما هي العادة كانت مغلقة أمام المحامي إياد بيادسة مما جعل ذلك الضابط الصهيوني يواصل التنكيل المتواصل، آخر حلقات ذلك التنكيل بدأت من مساء يوم السبت حتى حضر المحامي فواز شلودي بعد تعطيل وتأخير قارب الساعة من قبل إدارة السجن سعت من خلالها تهدئة الوضع وإعادته إلى ما كان.

فلقد تعرضت خلال الليلة الماضية إلى شتى أنواع التنكيل والإزعاج من قبل ذلك الضابط الذي تمادى فجر اليوم عندما طلبت الذهاب للوضوء فوضع المعيقات مؤخرا ذهابي لعدة ساعات نتيجة لمشادة كلامية وبعد إصرار منّي وإلحاح على الذهاب للوضوء وقضاء الحاجة تعرضت من قبله للدفع والضرب مما أدى إلى نزيف في الأسنان وركل أدى إلى ألام في البطن لذلك فأنا أطالب :

القيادة العليا للأسرى في داخل السجون الصهيونية بأن تتحرك بشكل فوري وأطالب كتائب الشهيد عز الدين القسام بأن تفعل ما باستطاعتها لتخفيف من معاناتنا واضطهادنا على يد مصلحة السجون ما دامت لا تستطيع حتى الآن تحريرنا، أما هناك في الأردن الحبيب فأنا أطالب كل حر شريف بأن يتفاعل مع قضيّتنا بكافة السبل وكافة الوسائل".

لا أعلم إن كانت مقالتي هذه ستلقى الصدى اللائق بكرامة القائد البطل عبدالله البرغوثي، ولكني سأكرر ما كتبه يوما:

"إن مجرد كتاباتي هو تحدٍ، ومجرد تمكُّني من جعلها ترى النور هو انتصار.. ومجرد وصولها إلى يديك يا من تقرأ بعينيك هذا الكلام هو عزة وشرف"

لكني أطمع في أن نكون بحجم الأمانة... ونتحرك لنصرته!