طالب الفريق أول عبد الفتاح السيسي، نائب رئيس الوزراء المصري ووزير الدفاع، المصريين بالنزول إلى الميادين، الجمعة القادمة لمنحه تفويضا لمواجهة العنف والإرهاب المحتمل على حد تعبيره.
وأضاف في كلمة ألقاها، الأربعاء، خلال حفل تخريج دفعتي (٦٤ بحرية)، و(٤١ دفاع جوي): «كنت دائما أقول للرئيس السابق إن الجيش المصري لكل المصريين، وعلى مسافة واحدة من كل الفصائل، وسيكون تحت قيادتك أنت ولن يكون تحت قيادة شخص تاني، لم أخدعه وأقول له أنا معاك وزي ما إنت عايز».
وأكمل: «البيانات التي كنت أصدرها، والله العظيم، كنت أعرضها على الرئيس قبل نشرها، أقول كلامي هذا ليس للمصريين فقط بل لضباطنا وجيشنا وجنودنا»، موجها كلامه للأخيرين بقوله:«ارفع راسك يابني، ارفع راسك قوي، إحنا ناس بنخاف ربنا».
وقال السيسي: «قدمنا للرئيس السابق، محمد مرسي توصياتنا التي من المفترض اتخاذها ليتجاوز الأزمات التي سيقابلها، وهذا الكلام موثق، وفعلنا ذلك من أجل بلدنا وليس لأحد».
من ناحيتهم انتقد خبراء وأساتذة علوم سياسية في مصر، خلال تصريحات صحفية، الخطاب الذي ألقاه الفريق أول عبدالفتاح السيسي، معتبريها بأنها دعوة لحرب أهلية، وأن التاريخ سيكتب أن السيسي هو أول من دعا إلى حرب أهلية في مصر.
وقال الدكتور سيف الدين عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن خطاب قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي "يمثل دعوة واضحة لحرب أهلية"، وبأنها تدعو إلى "صناعة الفوضى في البلاد".
كما وصف إبراهيم البيومي أستاذ العلوم السياسية وعلم الاجتماع السياسي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، طلب الفريق السيسي تفويضا من الشعب لمواجهة ما أسماه الإرهاب بأنه "غير قانوني ولا سند له بالدستور أو القانون". وقال إن خروج وزير دفاع يطلب تفويض شعبي من الناس لاتخاذ إجراءات "لم يعلن عنها ولا نعلمها أصلا، أمر لا نعرفه أبدا في أي خبرة من خبرات العمل السياسي وإدارة الدول".
فيما أكدت نادية مصطفى أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، ورئيسة قسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية ومديرة مركز "الحضارة" للدراسات السياسية، إن بيان قائد الانقلاب الفريق أول عبد الفتاح السيسي يؤكد أن "من يدير الساحة السياسية منذ الانقلاب وحتى الآن هو الجيش فقط"، مشيره إلى أنه "ليس الجيش الذي تدخل لحماية الأمن المصري ومنع الاقتتال الأهلي، ولكنه القائد العام للقوات المسلحة الذي يدعو جزءاً من شعب مصر للاحتشاد في مواجهة جزءاً آخرمن شعب مصر".
واعتبرت أن السيسي يريد "تصفية هذه المعارضة وإقصاءها تحت غطاء وصفها بالإرهاب والعنف، وبالتحاف مرة أخري بما يسمي بالشرعية الشعبية في الميادين".
من جانبه علق الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة على دعوة الفريق السيسي، بالقول "استنجاد بالناس لا يغني عنك شيئاً، ولو كان لما أسماه بالانقلاب مؤيدين لنزلوا من قبل. تهديدك لن يمنع الملايين من الحشد المستمر والشعب قال كلمته ضد الانقلاب ومع الشرعية الدستورية والديمقراطية".
