رفضت عدد من الفصائل الفلسطينية الكبرى رفضها العودة إلى المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي الذي أعلن عنها وزير الخارجية الامريكية "جون كيري" أمس الجمعة بعد سلسلة اجتماعات عقدها مع المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين وصفتها مصادر صحفية بأنها كانت عاصفة.
الشعبية: انتحار سياسي
فمن جانبها أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، رفضها استئناف المفاوضات، بالاستناد لآراء وأفكار كيري، مشددة على أن ذلك بمثابة "انتحار سياسي".
وقالت الجبهة في بيان لها "إن العودة للمفاوضات بعيدا عن إطار الأمم المتحدة وقراراتها ذات الصلة، بمثابة انتحار سياسي يطلق يد الاحتلال وحكومة غلاة التطرف والاستيطان لاقتراف أفظع الجرائم بحق الإنسان الفلسطيني وأرضه ومقدساته".
وطالبت الجبهة القيادة الفلسطينية بالانضمام للمنظمات الدولية كافة بما فيها محكمة الجنايات الدولية واتفاقات جنيف "دون إخضاع الحقوق الفلسطينية التي يكفلها القانون الدولي لأية مساومات ومراهنات عقيمة ثبت فشلها مرارا وتكرارا"
حماس: جائزة كبرى للاحتلال
حركة حماس من جهتها رفضت هي الأخرى عودة السلطة الفلسطينية إلى مربع المفاوضات التي وصفتها بـ"العبثية" مع الاحتلال الإسرائيلي.
وقال عزت الرشق عضو المكتب السياسي للحركة في تصريح صحفي صدر عنه اليوم السبت "إن المفاوضات ثبت فشلها وعقمها في تحقيق تطلعات شعبنا الفلسطيني، ولن تكون إلاّ غطاءً لتكريس الاستيطان والتهويد وضياع الحقوق والثوابت الوطنية، وهي لن تلزم شعبنا الفلسطيني بشيء، لأنها تأتي خارج سياق التوافق والإجماع الوطني.. وضد إرادة شعبنا الفلسطيني".
وحذّر الرشق من خطورة "الانسياق وراء أوهام السَّلام وسراب المفاوضات مع احتلال يُمعن في إجرامه يومياً ضد الأرض والشعب الفلسطيني"، _على حد قوله_، داعيا السلطة وحركة فتح "إلى مراجعة حساباتهم والتوقف عن بيع الأوهام للشعب الفلسطيني، وإعادة ترتيب أولوياتهم في تنفيذ ما تمّ التوافق عليه لإنجاز مصالحة وطنية شاملة"، على حد تعبيره.
كما دعا الرشق السلطة والفصائل الوطنية إلى التوافق على برنامج وطني مقاوم، يرتكز على التمسك بالحقوق والثوابت الوطنية، وتعزيز صمود الشعب وجهاده حتى تحقيق أهدافه بالتحرير ودحر المحتل وعودة اللاجئين وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس على كامل ترابه الوطني.
وفي السياق ذاته، شدد فوزي برهوم، الناطق باسم حركة "حماس" أن عودة السلطة إلى المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي "استجابة فعلية للضغط والابتزاز اﻷمريكي، وتلبية لمطالب الاحتلال، وهي بمثابة جائزة كبرى لحكومة الاحتلال المتطرفة، وخسارة ووبال على الشعب الفلسطيني".
وأضاف برهوم في تصريح صحفي اليوم السبت "إن المفاوضات تعتبر استكمالاً لمسيرة التنازلات عن حقوق وثوابت شعبنا وغطاء لاستكمال المشروع الصهيوأمريكي"، داعيـًا إلى فضح هذه المخططات وتعريتها أمام الرأي العام الفلسطيني، وعدم إعطائها أي غطاء من أي طرف فلسطيني أو عربي؛ "لأنها ستكون خطيرة على مستقبل القضية الفلسطينية ووحدة شعبنا"، على حد قوله.
الجهاد: تنازلات مجانية
من جانبها، رفضت حركة الجهاد الإسلامي هي الأخرى خيار عودة السلطة إلى المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي استجابة لجهود وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، موضحة أن كيري يسعى لاستغلال "انشغال المحيط العربي" لإنهاء الصراع وإجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجانية.
وأوضح القيادي في حركة الجهاد الإسلامي نافذ عزّام في تصريحات صحفية، "أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا يمكن أن ينتهي دون أن تعود الحقوق لأصحابها"، متوقعاً فشل جهود وزير الخارجية الأمريكي.
وأكّد عزّام أن فلسطين ليست ملكاً لفصيل معيّن "ولا يجوز المغامرة والدخول في مفاوضات الحل النهائي والتنازل به عن أرضنا والإقرار بيهودية الدولة والمستوطنات"، معرباً عن "أسفه" من بعض الأصوات الفلسطينية التي تنادي بالعودة للتفاوض.
ويقوم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بجولة هي السادسة ضمن جهود الولايات المتحدة الأمريكية لإحياء عملية التسوية بين السلطة الفلسطينية و"إسرائيل"، التقى خلالها رئيس السلطة محمود عباس ورئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أسفرت هذه اللقاءات عن الإعلان عن البدء بجوالات من المفاوضات غير المشروطة تستمر لتسعة أشهر في محاولة لجس نبض الطرفين فيما يتعلق بأفكاهم السياسية حول عملية السلام.