يبدو أن الفجوة التي أوجدتها مؤسسة يبوس بينها وبين المجتمع المقدسي تزداد اتساعاً هذا العام على خلفية ما جرى في المؤتمر الصحافي الذي عقدته للإعلان عن إطلاق "مهرجان القدس للموسيقى2013 ". فحين وجه الكاتب والصحافي المقدسي حسام غوشة عدداً من الأسئلة حول استهداف المهرجان لفئة محددة تقتصر على العاملين في القنصليات الأجنبية وطبقة "الإيليت" حسب تعبيره، إضافة لبعض التساؤلات حول المعايير المتبعة في دعوة فرق لها مشاركات إسرائيلية كما حدث هذا العام باستضافة فرقة سورية من الجولان المحتل تدعى "توت أرض" سبق لها وأن أقامت حفلات في تل أبيب، لم يجد إجابة واضحة.
كما استنكر الصحافي غوشة تجاهل "مركز يبوس الثقافي" لهذه الانتقادات والتساؤلات المشروعة وتحويلها إلى خلافات شخصية، مستشهداً بما أثير من انتقادات مماثلة حول "يبوس" خلال السنوات السابقة. تدخلات العاملين في يبوس خلال المؤتمر الصحافي لم تكن مبررة ولعلها تشير إلى ضعف موقف مديرة المؤسسة ومديرة المهرجان "رانيا الياس" التي بدت مرتبكة في إجاباتها وطالبت بإنهاء المؤتمر الصحافي "لضيق الوقت".
تهرب يبوس من الإجابة المباشرة على الأسئلة التي وجهت إليها وحذف الصحافي حسام غوشة عن صفحتها الرسمية على الفيسبوك بعد المؤتمر، يدعونا لإعادة النظر بشكل جدي في فاعلية عمل المؤسسات غير الحكومية في القدس المحتلة التي تطالب بحصص تمويلية للثقافة وفي الوقت نفسه تهمش الفاعلين الثقافيين ولا سيما كل من يوجه لها انتقاداً بل وتطردهم حتى من مساحتها في العالم الافتراضي.
الأمر نفسه أدى إلى اتساع الاحتجاج بين الشباب والمثقفين الفلسطينيين على مؤسسة يبوس ومهرجانها، فأعاد الناشط وضّاح القاسم (ابن الشاعر سميح القاسم)، نشر مقالة في جريدة السفير اللبنانية تحت عنوان " بهدوء عن مهرجان القدس 13 /10/2008"، معقباً أن "مهرجان القدس يخلو من سكان القدس" كما أبدى استياءه من أجندات المنظمين للمهرجان وتعاونهم مع شركات اسرائيلية بدل البحث الحقيقي عن بديل فلسطيني وهو الأحق بالاستفادة من الأموال التي تحصدها مؤسسة يبوس على حساب دعم صموده.
أما الموسيقي المعروف خالد جبران قفد علّق على الموضوع نفسه معتبراً أن "المشكلة الجوهرية في مؤسسة يبوس ومهرجان القدس هي تبعيتها لشريحة اجتماعية محددة جداً، تبرز فيها الطائفية والعائلية إضافة للعاملين في القنصليات الأجنبية وأصدقائهم، معتبراً أن ذوق هذا الحضور الذي وصفه بذوقٍ سطحي وبلاستيكي هو ما يملي ملامح المهرجان ولغته وحضوره". من الجدير ذكره هنا أن الشريك المحلي الدائم لمؤسسة يبوس في مهرجانها السنوي منذ بداياته عام 1996 هو "المعهد الوطني للموسيقى - إدورد سعيد" والذي يديره السيد سهيل خوري زوج مديرة مؤسسة يبوس رانيا الياس.
ضم مهرجان القدس 2013 تحت شعار "القدس منارة للإشعاع الثقافي" خمس حفلات موسيقية فقط حيث تقلص برنامج المهرجان قياساً بالسنوات الماضية حين كان يقام بالتعاون مع القنصلية الفرنسية. ويذكر أن المهرجان تموله هذا العام فورد فاونديشن مع مؤسسات وهيئات دبلوماسية غربية بالإضافة إلى بعض الشركات الفلسطينية.
[video ]http://www.youtube.com/watch?v=t_yehpRhsnE[/video]
*الصورة أعلاه: فرقة توت أرض إحدى الفرق الموسيقية المشاركة في المهرجان.