شبكة قدس الإخبارية

"من الخيام إلى الأبراج الراقية".. تفاصيل خطة ترامب لإعمار غزة بشروط أمنية وتمويل أميركي محدود

غزة-1736x1157

متابعات قدس الإخبارية: كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، اليوم السبت، تفاصيل خطة واسعة لإعادة إعمار قطاع غزة، أعدها مستشارون في إدارة الرئيس دونالد ترامب، بهدف تحويل القطاع إلى منطقة ذات بنى تحتية حديثة، ومشاريع سياحية كبرى، وشبكات نقل وتكنولوجيا متقدمة.

ويشارك في إعداد الخطة، مستشاري ترامب، جاريد كوشنر وستيف ويتكوف، وهما من وضعا تصورا أوليا خلال الأسابيع الأخيرة، وقُدم عرض من 32 شريحة، تضمن صورا لمدن ساحلية حديثة وجداول مالية لتكاليف ومراحل تنفيذ المشروع.

وأبرزت الخطة هدف الخطة وهو "نقل سكان غزة من واقع الدمار والبؤس إلى مستوى معيشة مزدهر"، ينقل السكان من الخيام إلى "الأبراج السكنية الراقية".

وتبلغ التكلفة التقديرية للخطة ما يقارب 112 مليار دولار خلال السنوات العشر الأولى، فيما تلتزم الولايات المتحدة بتمويل نحو خُمس التكلفة، على أن يأتي باقي التمويل من دول غنية في المنطقة، وفق الصحيفة.

وتبحث الخطة بدء القطاع تمويل جزء من مشاريعه بنفسه خلال العقد الثاني، بفضل نمو السياحة والصناعات المحلية. ويُتوقع أن يؤدي تطوير الشريط الساحلي وتحويل نسبة كبيرة منه إلى مشاريع سياحية إلى تحقيق أرباح مرتفعة على المدى الطويل تتجاوز خمسين مليار دولار، وفق الصحيفة.

وتسير الخطة وفق 4 مراحل، تبدأ بإزالة الأنقاض والذخائر غير المنفجرة، وتوفير مساكن ومرافق طبية مؤقتة. وبعد ذلك يبدأ بناء المساكن الدائمة والبنى التحتية، وشبكات كهرباء متطورة تعتمد على نظم ذكية، إضافة إلى المدارس والمستشفيات والطرق والمراكز الدينية والثقافية.

غير أن الخطة تناقش بدء التنفيذ من جنوب القطاع، وتحديدا في رفح وخانيونس، ثم ينتقل إلى وسط القطاع، بينما يُعاد إعمار مدينة غزة في المرحلة الأخيرة.

وتشير الخطة إلى تصور لتحويل رفح إلى مقر للحكم المحلي، مع بناء مائة ألف وحدة سكنية لإسكان أكثر من نصف مليون شخص، وإنشاء 200 مدرسة، و75 مرفقا صحيا، و180 مسجدا ومركزا ثقافيا.

وتشترط الخطة وإنجاحها بتجريد حركة حماس من السلاح، وإزالة الأنفاق، وهو ما يشكك مسؤولون وخبراء في إمكانية تحقيقه. ونقلت الصحيفة عن أحد الباحثين قوله إن شيئا لن يتحقق لأن الحركة لن تتخلى عن سلاحها، وبالتالي لن يتحقق الإعمار.

وأبدى مسؤولون أميركيون، قلقا من عدم قدرة الإدارة الأميركية على إقناع الدول الغنية بتمويل المشروع في ظل احتمال تجدد القتال، وعدم وجود ضمانات بعدم اندلاع حرب جديدة خلال سنوات قليلة.

ووفق الصحيفة، عُرضت الخطة على عدد من الدول، من بينها دول خليجية وتركيا ومصر. كما أشارت إلى أن مستشاري ترامب ناقشوا الخطة مع مسؤولين من هذه الدول خلال لقاءات عُقدت في الولايات المتحدة.

وزعمت الصحيفة أنه من الممكن بدء تنفيذ المرحلة الأولى خلال نحو شهرين، إذا توفرت الظروف الأمنية اللازمة. كما جاء في بيان صادر عن البيت الأبيض أن الإدارة الأميركية ستواصل العمل مع شركائها للمحافظة على وقف إطلاق النار وتمهيد الطريق نحو قطاع آمن ومزدهر.