ترجمات خاصة - قدس الإخبارية: اعتبر الجنرال احتياط عاموس يدلين، الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال(أمان) ومؤسس مركز MIND ISRAEL، في مقالة نشرها في القناة 12 العبرية، أن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخاصة بقطاع غزة لا تشكّل ضمانة لسلام شامل في الشرق الأوسط، لكنها ترسم مسارًا جديدًا ومهمًا يمنح في الوقت ذاته فرصة لانعطافة استراتيجية لصالح الاحتلال الإسرائيلي.
يدلين شدد على أن الهدف المباشر للخطة هو توفير مخرج لإنهاء الحرب، إلى جانب صياغة واقع إقليمي جديد يقوم على جبهة عربية أوسع، وأخرى فلسطينية داخلية، تعملان معًا للضغط على حركة حماس خشية أن يُنظر إليها كعقبة أمام إعادة إعمار غزة. ويرى أن هذه الخطة قد تكون “الركيزة الختامية” في المسار الذي دفعته "إسرائيل" خلال العامين الأخيرين لإعادة تشكيل موازين المنطقة، وذلك من خلال تسليم إدارة غزة على المدى القصير والمتوسط إلى هيئة دولية تضم أطرافًا تعتبرها "إسرائيل" موثوقة، بحيث تتولى الإعمار مترافقًا مع جهود لنزع السلاح وتفكيك الفصائل الفلسطينية.
من وجهة النظر الإسرائيلية، الانطلاق الواقعي يفترض رفض حماس للخطة، أو قبولها بشروط شكلية تتيح لها محاولة إعادة بناء جناحها العسكري. كما أشار إلى أن الخطة تفترض هذا الاحتمال أصلًا، وتؤكد أنه في حال الرفض ستواصل "إسرائيل" عمليات تفكيك البنى التحتية العسكرية، وتسليم مناطق محددة تدريجيًا للقوات الدولية، دون أن توضّح بجلاء مصير الأسرى في مثل هذا السيناريو. وأكد يدلين أن إعادة الأسرى يجب أن تكون أولوية مطلقة، باعتبارها شرطًا أساسيًا لإعادة ترميم الجمهور الإسرائيلي.
ويرى أن موافقة حماس على الخطة ستضع قيودًا على حرية عمل جيش الاحتلال الإسرائيلي في القطاع، الأمر الذي يستوجب إلزام الأطراف الإقليمية المشاركة بضمان أن غزة لن تعود مصدر تهديد. وهو ما يتطلب تحديد واضح لما يشكّل خرقًا للاتفاق، ووجود آليات رد تتيح لإسرائيل الاحتفاظ بحق العمل المستقل لمواجهة أي تهديدات أو محاولات لإعادة التسلح. وبحسبه، هذا ضروري خصوصًا مع مشاركة دول مثل قطر وتركيا التي أعلنت التزامها العلني بمسار نزع سلاح حماس.
يدلين توقف عند جانب المخاطر، مشيرًا إلى أن خطاب ترامب يعكس تبنيًا واضحًا للرواية الإسرائيلية وساعد نتنياهو في تقديم الاتفاق كإنجاز تاريخي. لكنه حذر من الغموض المتعمد في صياغة بنود الخطة، الذي ظهر جليًا في المؤتمر الصحفي المشترك، خاصة بما يتعلق بدور السلطة الفلسطينية. ففي حين أبدى نتنياهو شكوكه، أعلن ترامب نفسه رئيسًا لما أسماه “مجلس السلام”، وأسند إلى توني بلير مهمة تطبيق إصلاحات في السلطة. هذا التضارب في الرؤى، وفق يدلين، قد يفرض على نتنياهو قيودًا إضافية في الضفة الغربية، إذا ما اعتُبرت سياساته معرقلة لمسار الإصلاحات.
وأشار أيضًا إلى تحديات إضافية يطرحها الغموض، مثل القيود على حرية "إسرائيل" في مواجهة محاولات إعادة تسليح حماس، أو التعامل مع عناصر قد يغادرون إلى دول أخرى لمواصلة نشاطهم العسكري، فضلًا عن إشكاليات تحديد مدة الوجود العسكري الإسرائيلي في “المحيط الأمني” حول القطاع، وغياب خطة اقتصادية متكاملة لتجفيف مصادر تمويل حماس.
وبرأي يدلين، مفتاح نجاح "إسرائيل" يكمن في التوصل إلى تفاهمات جانبية واضحة مع واشنطن، تشمل ثلاث نقاط أساسية: اعتبار أي فشل في إعادة الأسرى خرقًا جسيمًا يستدعي ردًا عسكريًا فوريًا، وضع أهداف دقيقة ومحددة لعملية نزع السلاح وربطها بخطوات إعادة الإعمار، وضمان مبدأ حرية العمل الأمني لإسرائيل عبر آليات تنسيق استخباري موثوقة وسريعة، تتيح التدخل العسكري عند الحاجة، مع اعتماد نظام رقابة ميداني نشط يتجاوز التقارير المكتوبة.