ترجمة عبرية - شبكة قُدس: قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن انفجار الطائرة المسيرة التي أطلقها اليمن قرب فندق في إيلات جنوب فلسطين المحتلة وأسفر عن إصابة نحو 24 مستوطنا، كشف عن عيوب مرعبة.
ووفق الصحيفة العبرية، فإنه بعد أسبوع من الهجوم على مدخل فندق "جايكوب" في إيلات، وفي ظل سقوط سلسلة من الطائرات المسيرة في المدينة الجنوبية، فإن الانفجار الذي وقع أمس الأربعاء بالقرب من مركز "مول هيم" التجاري يوضح مدى تحوّل إيلات إلى جبهة تعرض لهجمات، حيث أسفر الحادث عن إصابة 24 شخصا على الأقل، العديد منهم بشظايا، وتم إجلاء اثنين منهم وهما في حالة خطيرة بواسطة مروحية إلى مستشفى سوروكا في بئر السبع، وواحد في حالة متوسطة، بينما عولج الباقون المصابون بجروح طفيفة في مستشفى يوسفتال.
وأوضح تقرير للصحيفة، أنه منذ اندلاع حرب غزة، تم إطلاق حوالي 300 طائرة مسيرة باتجاه إيلات، ونجحت عشرة منها في اختراق منظومة الدفاع والتحطم في مناطق محددة.
وحسب "يديعوت أحرونوت"، فإنه إذا كانت الهجمات تعتبر استثنائية في بداية القتال، فقد سُجل في الأسابيع الأخيرة تغيير مقلق؛ طائرة مسيرة ضربت مطار رامون، وأخرى سقطت عند مدخل فندق في المدينة، وأمس، في قلب المركز السياحي، بين الفنادق والمتاجر والحانات، بينما لم يتم إطلاق إنذار في مطار رامون، على غرار حادثة وقعت في بداية الحرب في مدرسة تسئيليم في المدينة عام 2023.
وأورد التقرير أنه يوجد في مدينة إيلات نفسها، 87 ملجأ عاما فقط، نصفها متاح للاستخدام والبقية مجهزة بنظام فتح عن بُعد، ويعيش فيها حوالي أكثر من 70 ألف نسمة، يضاف إلى ذلك عشرات الآلاف من الزوار يوميا وحوالي 3 ملايين سائح سنويًا، مما يولد حوالي 7.5 مليون ليلة إقامة في الفنادق - وهو رقم لا يشمل الإقامات في النُزل وشقق الإيجار.
وقال رئيس بلدية إيلات، إيلي لانكري، إنه "في مطار رامون، انتهى الأمر بمعجزة، دون إصابات. هذه المرة، فقد تم سماع الإنذار في الوقت المناسب وتمكن الناس من الوصول إلى المناطق المحمية، لكن الاعتراض لم ينجح. لقد طلبت تحقيقا بشأن الحادثين الأولين. وفقا لقائد الفرقة 80، كان الأمر خطأ بشريا وليس عطلا فنيا أو مشكلة في أنظمة الدفاع".
وعزز لانكري الشعور بأن إيلات ليست مستعدة لأحداث حرجة، وقال: "ويل لنا لو وقعت حادثة إصابات جماعية. إذا كان الهجوم أكثر خطورة، فإن المستشفى ليس مستعدا لتقديم خدمات طبية لمثل هذه الأحداث. حتى في الأوقات العادية، يعاني من نقص. هناك فجوات هائلة في الخدمات الطبية".
وأضاف: من ناحية أخرى، كشف هذا مرة أخرى عن قلقي الشديد بشأن الفجوات بين الخدمات الطبية في إيلات وبقية المناطق. لدينا أدنى الخدمات الطبية في الدولة وقد حان الوقت للتعامل مع هذا الأمر".
وأشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أن من يعيشون في المدينة وأصحاب الأعمال أيضا يواجهون إلى جانب القلق الأمني أضرارا اقتصادية.
وقال أرنون بار أدون، صاحب مطعم بيتزا متضرر: "نحن على أبواب العيد.. وهناك حالة عدم يقين كبيرة، بعد عامين ونصف كانت المدينة فيهما بالفعل في تراجع. نشعر وكأننا لسنا مهمين. من حسن الحظ أن الطائرة المسيرة ضربت قبل نهاية العيد، وإلا لكانت الكارثة.. ليس هناك حقا مساحة محمية هنا. في نهاية العيد، المكان هنا مليء بالناس، ولو كان هذا قد حدث حينها، لكان عدد المصابين أكبر بكثير..".
وتحدثت إحدى المصابات من الانفجار، حانا غامرساني من كريات غات، لموقع "ynet" عن الانفجار قائلة: "كنت أجلس في الخارج وسمعنا إنذارا. ذهبت إلى الفندق وانزلقت بعد حدوث الانفجار. كان زوجي معي. لم أكن أعرف إلى أين أذهب. كنت في حالة صدمة وقلق".
كما صرح سكان إيلات، عن عدم وجود منطقة محمية، وعدم تشغيل الإنذارات حتى لا تضر بالسياحة، مؤكدين أن إيلات ليست مستعدة للحرب.
هذا وحذرت جمعية حماية الطبيعة أيضا من تداعيات بيئية، وقالت: "بفضل معجزة فقط لم تحدث كارثة أكبر. كان بإمكان الطائرة المسيرة أن تضرب منشآت شركة كاتسا في إيلات. على الرغم من الخطر، تمارس الشركة ضغوطا لزيادة نقل وتخزين النفط في المدينة. من المخيف التفكير في الكارثة الأمنية والبيئية التي كانت ستحدث لو أن ناقلة نفط كانت راسية في المحطة وأصابتها الطائرة المسيرة".