ترجمة خاصة - شبكة قُدس: في الأيام الماضية انشغل العالم بسؤال واحد: كيف تمكنت “إسرائيل” من خداع منظومات الدفاع الجوي المتطورة في قطر؟ وجاءت صحيفة وول ستريت جورنال أمس الجمعة لتقدّم، ولو جزئيًا، الإجابة. فقد كشف التقرير أن 12 طائرة من سلاح الجو الإسرائيلي – ثماني مقاتلات F-15 وأربع طائرات F-35 – أطلقت صواريخ باليستية نحو الفضاء من فوق الأجواء السعودية، قبل أن تصيب هدفها في إحدى المباني بالدوحة.
ورغم أن التقديرات تشير إلى عدم استشهاد أي من قادة حماس في الهجوم، فإن طريقة التنفيذ المعقدة استمرت في إثارة الجدل عالميًا، إلى جانب موجة الانتقادات الدبلوماسية الموجهة لـ”إسرائيل”.
حتى الآن لم يُعرف نوع الصواريخ التي استخدمت، لكن مصادر أمريكية تحدثت للصحيفة قدّرت أنها قطعت مسافة تصل إلى 1500 كيلومتر من البحر الأحمر مرورًا فوق السعودية وصولًا إلى قطر.
ورغم أن “إسرائيل” لم تعترف يومًا باستخدام مثل هذه الصواريخ، فإن تقارير سابقة أشارت إلى امتلاكها عدة أنواع يمكن إطلاقها من الجو: صاروخ “أنكور” الذي طورته شركة رافائيل في الأصل لأغراض تجريبية في منظومة “حيتس”، وصاروخ “رامبيج” الذي أنتجته شركة إلبيت مع الصناعات الجوية الإسرائيلية، إضافة إلى صاروخ “روكس” القائم بدوره على تطويرات “أنكور”.
الفرق الجوهري بين هذه الصواريخ والصواريخ الجوالة أن الأخيرة بطيئة نسبيًا ويمكنها تغيير مسارها، بينما الصواريخ الباليستية أسرع وتُطلق غالبًا من مواقع معلومة وبمسار ثابت، ما يجعل اعتراضها أصعب. غير أن إطلاقها من الطائرات يمنحها ميزة إضافية: تجاوز عقبة مواقع الإطلاق الثابتة، والوصول بسرعة فائقة إلى الهدف. وقد أشار خبراء عسكريون إلى أن هذه الصواريخ، بفضل طاقتها الحركية الهائلة، قد تُحدث دمارًا كبيرًا حتى دون الحاجة لرؤوس متفجرة.
في الماضي جرى الحديث عن قدرة صاروخ “رامبيج” على الانطلاق من مسافة 150 كيلومترًا، وهو ما يربك أنظمة الرصد والاعتراض. أما إذا صحت رواية وول ستريت جورنال عن إطلاق صاروخ من البحر الأحمر لمسافة 1500 كيلومتر، فقد يكون الأمر متعلقًا بعائلة “أنكور”، التي لم يُكشف عن مداها الفعلي علنًا.
وتُعد الصواريخ الباليستية التي تُطلق من الجو سلاحًا نادرًا لا تمتلكه سوى قلة من الجيوش حول العالم، مثل روسيا والصين و”إسرائيل”. ويمنح هذا النوع من الأسلحة قدرة على الضرب من اتجاهات متعددة، وهو ما يجعل التصدي له أكثر صعوبة. عوزي روبين، أحد أبرز مطوري منظومة “حيتس”، وصف هذه الميزة بأنها تحول تلك الصواريخ إلى تهديد معقد، لأنها قد تنطلق من أي مكان وفي أي وقت.
في المقابل، كانت الولايات المتحدة قد جربت صاروخًا باليستيًا فرط صوتي من هذا النوع، AGM-183، لكنها أوقفت المشروع لاعتبارات تتعلق بميزانية 2025، نظرًا لامتلاكها ترسانة ضخمة من الصواريخ الجوالة وأسلحة طويلة المدى.
أما شركة رافائيل الإسرائيلية فقد عرضت في 2019 صاروخ “روكس”، واصفة إياه بأنه صاروخ “جو–أرض” يُطلق من مسافات بعيدة خارج نطاق الدفاعات الجوية المعادية، ويصل إلى هدفه بسرعة تفوق سرعة الصوت. الشركة أكدت أن الصاروخ أثبت نفسه ميدانيًا، ويمكن استخدامه ضد أهداف سطحية وتحت أرضية على حد سواء، ما يعزز فرضية أنه استُخدم بالفعل في عمليات عسكرية سابقة.