شبكة قدس الإخبارية

الاحتلال يقصف برجًا سكنيًا في غزة ويُصعّد تهجير الفلسطينيين وسط تفاقم المجاعة

الاحتلال يقصف برجًا سكنيًا في غزة ويُصعّد تهجير الفلسطينيين وسط تفاقم المجاعة

غزة - قدس الإخبارية: استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأربعاء مناطق متفرقة في قطاع غزة بسلسلة من الغارات الجوية العنيفة، شملت قصف أبراج سكنية ومواقع تأوي نازحين، مما أسفر عن عشرات الشهداء والجرحى، في وقت تتفاقم فيه المجاعة التي تحصد المزيد من أرواح الفلسطينيين في القطاع.

في مدينة غزة، قصفت طائرات الاحتلال برج طيبة السكني المقابل لميناء غزة، ما أسفر عن استشهاد فلسطينيين وإصابة آخرين، وفق مصدر طبي في مستشفى الشفاء. وقد أعلن جيش الاحتلال نيته استهداف البرج بزعم وجود بنى تحتية لحركة حماس داخله أو بالقرب منه، في إطار حملة متواصلة لتدمير الأبراج السكنية ضمن خطة ترمي إلى تهجير الفلسطينيين نحو الجنوب.

وفي تصعيد جديد لعمليات التهجير القسري، أنذر جيش الاحتلال مجددًا سكان مدينة غزة بإخلاء منازلهم فورًا والانتقال إلى منطقة المواصي الساحلية جنوبي القطاع. وشمل التهديد جميع أحياء المدينة من المنطقة القديمة وحي التفاح شرقًا حتى البحر غربًا، واصفًا البقاء فيها بأنه "خطير جدًا". وتمتد منطقة المواصي لمسافة 12 كيلومترًا من دير البلح وسط القطاع حتى رفح جنوبًا، رغم أن الاحتلال صنفها سابقًا "منطقة إنسانية"، إلا أنه استهدفها مرارًا وارتكب فيها مجازر.

وأكد جيش الاحتلال في بيانات سابقة أنه بدأ المرحلة الأولى من عملية "عربات جدعون 2"، التي تهدف إلى احتلال مدينة غزة بالكامل، بالتزامن مع إصدار إنذارات متكررة لإخلائها، إلا أن العديد من الفلسطينيين أكدوا تمسّكهم بالبقاء في مدينتهم.

وشهدت مدينة غزة مجزرة مروعة إثر قصف طائرات الاحتلال خيام نازحين في منطقة الشاليهات غربي المدينة، ما أدى إلى استشهاد 15 شخصًا وإصابة آخرين، بحسب مصادر طبية في مستشفى الشفاء. كما استشهد 3 فلسطينيين من عائلة واحدة في غارة على خيمة عند مفترق المالية في المنطقة ذاتها، واستُهدف شارع الرشيد الساحلي بقصف إسرائيلي أسفر عن شهيد وعدد من الجرحى، في وقت كانت تسير فيه موجة نزوح من المدينة باتجاه الجنوب.

وفي أحياء متفرقة من مدينة غزة، دمرت طائرات الاحتلال أكثر من 10 منازل وعشرات الخيام، ما تسبب بتشريد مئات الفلسطينيين. كما استشهد فلسطيني وأصيب آخرون في حي الشيخ رضوان، حيث فجّرت قوات الاحتلال مدرعة مفخخة بين منازل الحي، بينما استُهدفت خيمة قرب مستشفى المعمداني في ميدان فلسطين بغارة نفذتها مسيّرة إسرائيلية، ما أسفر عن شهيد ومصابين. وفي حي الشيخ عجلين جنوب غربي المدينة، سقط شهيد ومصابون آخرون نتيجة قصف جوي مماثل.

وفي وسط قطاع غزة، استشهد طفل وأصيب آخرون في قصف طائرات الاحتلال خيمة للنازحين قرب كلية التقنية في مدينة دير البلح، كما استُهدفا مسجدا ابن تيمية ويافا في المدينة ذاتها، ما أدى إلى اندلاع حريق كبير في مسجد ابن تيمية، عملت فرق الدفاع المدني على إخماده.

وفي المنطقة القريبة من ما يعرف بمحور نتساريم قرب مخيم النصيرات، أطلقت قوات الاحتلال النار على فلسطينيين مجوّعين كانوا يحاولون الوصول إلى نقطة توزيع مساعدات، ما أسفر عن وقوع إصابات. ويأتي هذا الحادث في ظل تحكّم ما تسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" – المدعومة من شركة أميركية – في تدفق المساعدات إلى القطاع، وهي الجهة التي تسببت، وفق بيانات طبية، باستشهاد أكثر من 2400 فلسطيني وإصابة 17 ألفًا آخرين منذ توليها المهمة، نتيجة إطلاق النار من قبل قوات الاحتلال والمتعاقدين الأجانب.

وفي جنوب القطاع، استشهد 4 فلسطينيين في استهداف مباشر من مسيّرة إسرائيلية وسط مدينة خان يونس، بينما استشهد أحد المجوّعين قرب مركز توزيع مساعدات في محيط المدينة. كما فتحت آليات الاحتلال نيرانها شمال شرقي خان يونس، تزامنًا مع معلومات عن كمين نفذته المقاومة الفلسطينية، بحسب ما أفادت به قناة الأقصى الفضائية.

وبحسب وزارة الصحة في غزة، فقد ارتفع عدد الشهداء خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية إلى 41 شهيدًا، فيما بلغ عدد المصابين 184، ما يرفع حصيلة العدوان الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 64,656 شهيدًا و163,503 مصابين.

وفي ظل المجاعة التي تتفاقم يومًا بعد آخر، أعلنت وزارة الصحة في غزة استشهاد 5 فلسطينيين، بينهم طفل، خلال 24 ساعة فقط، بسبب الجوع وسوء التغذية، ما يرفع عدد ضحايا المجاعة إلى 404 شهداء، من بينهم 141 طفلًا. كما أعلن مجمع ناصر الطبي استشهاد المسن محمد قفة (82 عامًا) من جنوب القطاع نتيجة سوء التغذية.

وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت قبل ثلاثة أسابيع تفشي المجاعة رسميًا في مدينة غزة، محذرة من امتدادها إلى دير البلح وخان يونس إذا لم تدخل المساعدات بشكل عاجل، فيما أكدت منظمات دولية أن الوضع الإنساني لم يشهد أي تحسن يُذكر منذ ذلك الإعلان، إذ ما تزال كميات المساعدات الغذائية والطبية الواردة إلى القطاع شحيحة للغاية.