شبكة قدس الإخبارية

أزمة داخلية تضرب جيش الاحتلال الإسرائيلي: انسحاب احتياط وتزايد الانتحار

bb_zamir_gaza_2_0608_autoOrient_i
هيئة التحرير

فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: يواجه جيش الاحتلال الإسرائيلي أزمة متصاعدة على المستويين البشري والتنظيمي، مع تراجع استعدادات جنود الاحتياط، وتصاعد حالة الإنهاك النفسي، وتعمّق أزمة الثقة بين القيادة السياسية والعسكرية.

وكشفت تقارير إعلامية غربية وإسرائيلية أن عدداً متزايداً من جنود الاحتياط توقفوا عن الخدمة، مبرّرين ذلك بما وصفوه بـ"السلوك غير الأخلاقي ضد الفلسطينيين" وبسبب طول أمد الحرب. 

وأظهرت شهادات أكثر من ثلاثين ضابطاً وجندياً أن جيش الاحتلال وصل إلى "نقطة الانهيار"، في ظل قناعة تتنامى بأن "القضاء على حماس أمر غير ممكن في ظل أسلوبها القائم على حرب العصابات".

وبحسب هذه التقارير، فإن جنود الاحتلال يعانون إنهاكاً شديداً بعد ما يقرب من عامين من القتال على أكثر من جبهة، ما دفع بعض القادة إلى استخدام وسائل غير تقليدية لحشد المقاتلين، من بينها الإعلان عبر مجموعات طلابية على تطبيقات التواصل للبحث عن قناصة ومسعفين لمهام قتالية تمتد أسابيع طويلة.

في موازاة ذلك، أظهرت وثائق عسكرية مسرّبة أن خطة جيش الاحتلال لإدارة القتال في غزة تفتقر إلى الخطوات الأساسية لتحقيق النصر، بما في ذلك الحصار الكامل، وعزل المقاتلين عن المدنيين، وقطع طرق الإمداد. وأكدت تحليلات عسكرية أن غياب هذه الإجراءات يعكس ارتباكاً استراتيجياً واضحاً.

إلى جانب ذلك، تتسع هوة انعدام الثقة بين المستويين السياسي والأمني في الاحتلال، حيث حذّر مسؤولون كبار من أن هذه الأزمة بدأت تتسرب إلى صفوف جيش الاحتلال نفسه، ما يضعف تماسكه في وقت يستعد فيه لتجنيد نحو 60 ألف جندي احتياط لعمليات برية محتملة داخل غزة.

الأزمة لم تتوقف عند حدود التعب والانسحاب، بل امتدت إلى الجانب النفسي. فقد سجلت معدلات الانتحار بين جنود الاحتلال ارتفاعاً لافتاً، إذ انتحر منذ بداية العام الجاري 18 جندياً، مقابل 21 خلال العام السابق. 

وبلغت ذروة الحالات في يوليو/تموز الماضي، عندما أقدم سبعة جنود على الانتحار في شهر واحد فقط. وتشير التحقيقات العسكرية إلى أن معظم هذه الحالات تعود إلى ضغوط نفسية حادة ناجمة عن القتال في غزة.

كما تكشف بيانات رسمية أن أكثر من عشرة آلاف جندي من جنود الاحتلال يخضعون للعلاج من اضطرابات نفسية وعقلية مرتبطة بالخدمة العسكرية، بينهم آلاف يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، وسط اتهامات بعدم اعتراف المؤسسة العسكرية بجميع الحالات وتقصيرها في توفير الدعم اللازم لهم.

وبين أزمة احتياط متفجرة، وتصدع داخلي بين القيادات، وارتفاع معدلات الانتحار والإصابات النفسية، يجد جيش الاحتلال الإسرائيلي نفسه أمام تحديات غير مسبوقة تهدد قدرته على الاستمرار في إدارة حرب طويلة الأمد.

#حرب_غزة #طوفان_الأقصى