ترجمات خاصة - قدس الإخبارية: كشفت قناة 12 العبرية عن أجواء مشحونة رافقت اجتماعًا أمنيًا مصغّرًا عُقد الأسبوع الماضي، ضم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ورئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير، وعددًا من كبار المسؤولين الأمنيين ورؤساء أحزاب الائتلاف، لمناقشة خطة اجتياح مدينة غزة.
الاجتماع، الذي وصفته القناة العبرية بأنه من أكثر اللقاءات حساسية في الأسابيع الأخيرة، شهد خلافات غير مسبوقة بين المستوى السياسي والعسكري. وبحسب القناة، اندلع سجال حاد بين رئيس الأركان ووزير المالية في حكومة الاحتلال بتسلئيل سموتريتش، وصل إلى تبادل الاتهامات المباشرة بشأن طبيعة العملية العسكرية.
زامير أوضح أن الجيش لا يستطيع تحديد إطار زمني لعملية إخلاء سكان غزة، مؤكدًا أن حجم التعاون من السكان غير معروف، وأن الوسائل التي ستُستخدم قد تتغير، الأمر الذي أثار غضب سموتريتش. الأخير هاجم المؤسسة العسكرية قائلاً: “نريد عملية قصيرة، حاصرهم، ومن يرفض المغادرة لا يحصل على ماء أو كهرباء، فليمُت جوعًا أو ليخضع”. وسرعان ما دعم موقفه وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بسؤال ساخر: “مم تخافون؟ من المستشارة القضائية للجيش؟”.
رئيس أركان جيش الاحتلال دافع بشدة عن موقفه، مشيرًا إلى أن القتال لا يقتصر على غزة وحدها بل يمتد إلى خانيونس ورفح، وأن أي عملية تحتاج وقتًا أطول مما يتصوره المستوى السياسي. لكن سموتريتش اتهمه صراحة بعدم الرغبة في الحسم، فردّ زامير بصوت مرتفع: “أنت لا تفهم شيئًا، لا تعرف ما هو لواء ولا كتيبة، هذه عملية معقدة تستغرق وقتًا”.
اللافت أن نتنياهو ووزير الحرب يسرائيل كاتس التزما الصمت، فيما ركز نتنياهو ومعه وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر على البعد الدبلوماسي، مشيرين إلى أن الغطاء الأميركي، خاصة من الرئيس السابق دونالد ترامب، يتيح هامشًا للعملية لكنه لا يمنح وقتًا مفتوحًا.
وأوضح نتنياهو وديرمر أن “عملية تستمر نصف عام غير مطروحة على الطاولة، ترامب يريد حسمًا سريعًا ولا يرغب في حرب طويلة”، وهو ما يعكس ضغوطًا أميركية إضافية على قيادة الاحتلال للإسراع بإنجاز العملية.
وفي تطور لاحق، صرّح وزير الحرب الإسرائيلي بأن تسريب تفاصيل من هذه الاجتماعات الأمنية يعرّض أمن “إسرائيل” للخطر، ويمنح صورة مشوهة عن طبيعة العمليات الجارية في غزة.