اتسعت دائرة التطبيع الثقافي مع الإحتلال الإسرائيلي ومؤسساته قليلاً لتشمل لاعبين جدد. هذه المرة من إيران. إذ يشارك المخرج الإيراني محسن مخمالبف في مهرجان القدس العالمي للسينما، وهو مهرجان أفلام إسرائيلي ينُظم في مدينة القدس المحتلة سنوياً منذ عام 1984، بتمويل من صناديق إسرائيلية متعددة وجهات حكومية مثل وزارة الثقافة والرياضة الإسرائيلية وبلدية الإحتلال، وباحتضان من السينما الثقافية الإسرائيلية "سينماتك".
ومحسن مخمالبف الذي يفترض وصوله إلى فلسطين المحتلة اليوم الاثنين، هو أحد المخرجين المشهورين في السينما الإيرانية المعاصرة، وُلِد في طهران عام 1957، وكان في شبابه منخرطاً في نشاطات إسلامية أودت به السّجن لمدة أربع سنوات، ومن ثم أٌطلق سراحه بعد الثورة الإسلامية الإيرانية. فيما بعد عُرِف مُحسن بانتقاداته اللاذعة للنظام الإيراني، واشتهر كذلك بدعمه للحزب الأخضر ولمير حسين موسوي. بعد فوز أحمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية الأخيرة انتقل محسن للعيش في باريس.
أخرج مخمالبف أكثر من 20 فيلماً، إضافة إلى عمله كمنتج وكاتب سيناريو ومُحرر، وحصد جوائز كثيرة على أفلامه. وقد اختارت مجلة "التايم" الأمريكية فيلمه "قندهار" عام 2001 كواحد من أفضل 100 فيلم على الإطلاق.
وسيعرض المهرجان الإسرائيلي الفيلم الأخير لمخمالبف بعنوان "البستانيّ" The Gardener الذي يتم تصويره في فلسطين المحتلة، ويتم وصف في الصحافة الأجنبية كـ "أول فيلم إيراني يُصور في إسرائيل"، وقد فاز الفيلم في مهرجان بيروت الدولي للأفلام عام 2012 كأفضل فيلم وثائقي.
ويحاول الفيلم نقاش دور الدين في السياسة وفي إثارة الحروب والسلام وذلك عن طريق تتبع زيارة محسن للحدائق البهائية في حيفا، وتتبع زيارة ابنه للمسجد الأقصى وحائط البراق وكنيسة القيامة.