ترجمة خاصة - قدس الإخبارية: كشفت تحقيقات جيش الاحتلال، التي نُشرت صباح الإثنين، عن تفاصيل جديدة تتعلق بالمعركة داخل القاعدة العسكرية "كيسوفيم" التي كانت تتولى قيادتها الكتيبة "51" من لواء جولاني، خلال اقتحام كتائب القسام في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي شكّل ضربة كبيرة للمنظومة العسكرية الإسرائيلية.
وبحسب التحقيق، فقد سقطت القاعدة تحت سيطرة مقاتلي القسام لعدة ساعات، بعد اقتحام عشرات المقاومين المدججين بالسلاح، والذين نفذوا الهجوم بالتزامن مع إطلاق قذائف هاون مكثفة، مما أدى إلى شلّ قدرة القوة المتواجدة داخل القاعدة، ومنعها من التحرك لحماية المستوطنات المجاورة.
وأشار التحقيق إلى أن المقاومين أطلقوا النار أيضًا على قوات الإنقاذ التي وصلت لنقل القتلى والمصابين، كما حاولوا إسقاط طائرة مروحية خلال العملية، بينما لم تكن القوات الإسرائيلية داخل القاعدة مستعدة لأي مواجهة، نتيجة غياب الإنذار المبكر أو الاستعدادات الدفاعية الفعلية.
وأظهرت تفاصيل المعركة فشلًا كبيرًا في الالتزام بالإجراءات الميدانية، حيث تخلّى الحراس عن مواقعهم المحصنة عند سماع صفارات الإنذار، ودخلوا إلى الملاجئ، في مخالفة مباشرة للتعليمات العسكرية، ما أدى إلى فراغ دفاعي في نقاط الحراسة الرئيسية.
وفي تفاصيل التحقيق نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية صباح اليوم، تمكن نحو 35 مقاتلًا فلسطينيًا من السيطرة على القاعدة العسكرية التي كانت تضم 33 جنديًا من كتيبة الاستطلاع التابعة للواء جولاني، والتي كانت مسؤولة عن حماية المستوطنات المحيطة، حيث تم تعطيلها حتى الساعة العاشرة صباحًا.
وبحسب "هآرتس"، فإن ضابطة مراقبة رصدت في الساعة 6:31 صباحًا تقدم نحو 20 مقاتلًا فلسطينيًا على دراجات نارية نحو القاعدة، وأبلغت القيادة بذلك قبل 12 دقيقة من عملية الاقتحام، لكن الجنود لم يتخذوا مواقعهم القتالية نتيجة خلل في منظومة الاتصال أو بسبب الانفجارات.
التحقيق أشار إلى أن الجنود تحصنوا داخل غرفة الطعام والملاجئ فور إطلاق الإنذارات، وسقطت قذائف هاون وطائرات مسيّرة في محيط القاعدة، قبل أن يتمكن مقاومو القسام من دخولها عبر بوابتين.
خلال المواجهات، قُتل أربعة من جنود الاحتلال، بينهم ضباط، هم: شلومي رشتنيكوف، شيله راوخبرغر، عمحاي روبين، ودافير حاييم ريسلر، فيما أُصيب 17 آخرون بجراح متفاوتة.
بحلول الظهر، تدخل ضابط احتياط من وحدة جولاني بشكل مستقل، وقاد عمليات إخلاء المصابين، بينما وصلت وحدة الإنقاذ الجوية "669" متأخرة بعد تلقيها نداء استغاثة من قائد الكتيبة في الساعة 10:30 صباحًا، ولم تصل إلى الموقع إلا الساعة 13:21.
وأكد التحقيق أن طائرات مروحية هجومية تابعة للاحتلال أطلقت النيران على مواقع قريبة دون معرفة بوجود جنودها في المكان، قبل أن يوقف القائد النيران بصعوبة.
وتشير تحقيقات "هآرتس" إلى أن القتال استمر قرابة ثلاث ساعات، وتمكنت قوات الاحتلال لاحقًا من استعادة السيطرة على الموقع جزئيًا، لكن القاعدة ظلت في حالة انهيار وظيفي حتى ساعات المساء.