ترجمات خاصة - قدس الإخبارية: أكد مسؤولون أمنيون لدى الاحتلال أن التنسيق الأمني بين جيش الاحتلال والسلطة الفلسطينية خلال العام الأخير يُعد من بين الأفضل والأكثر كفاءة منذ سنوات. ووفقًا لتقديرات هؤلاء المسؤولين التي نقلها موقع والا العبري، فإن الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة أحبطت 164 عملية ضد جيش الاحتلال، وضبطت عبوات ناسفة ووسائل قتالية، ورصدت طائرات مسيّرة سقطت في مناطقها، بل وأعادت مستوطنين إسرائيليين دخلوا بالخطأ إلى مناطق السلطة، تحت حراسة أمنية فلسطينية.
وبحسب الموقع العبري، لكن عملية إطلاق النار التي وقعت الخميس الماضي قرب مفترق "غوش عتصيون"، ونفذها شرطيان فلسطينيان، أعادت إلى الواجهة السؤال المقلق: هل نجحت حماس فعلًا في اختراق أجهزة الأمن الفلسطينية؟!. بحسب التقرير، فإن منفذي العملية كانا قد أتما مسار تأهيل ضباط في الشرطة لمدة خمس سنوات، شملت تدريبًا جزئيًا خارج الأراضي الفلسطينية. وبعد عودتهما، حصلا على رتبة "ملازم ثانٍ"، غير أنه لم يُجرِ تثبيتهما في وظائف دائمة بعد، ولذلك عُيِّن أحدهما مؤقتًا في طولكرم والآخر في بيت لحم. وتحقق أجهزة أمن السلطة حاليًا في خلفية هذا التعيين المؤقت.
وأشار الموقع إلى أنه في أعقاب العملية، أجرى مسؤولون كبار في أجهزة أمن السلطة اتصالات مع نظرائهم في جيش الاحتلال، أدانوا فيها العملية، وشددوا على أنه حادث استثنائي لا يمثل موقف السلطة الفلسطينية، بل يُلحق الضرر بالتنسيق الأمني القائم. وأُعلن عن تشكيل لجنة تحقيق داخلية لبحث الدوافع، والجهات التي قد تكون قدّمت دعمًا للمنفذين، وكيف لم يُكتشف الأمر مسبقًا.
وقال مصدر أمني لدى الاحتلال لموقع والا إن حماس والجهاد الإسلامي تبذلان جهودًا مكثفة لتجنيد عناصر للعمل المسلح داخل الضفة الغربية، بما في ذلك من بين أفراد أجهزة أمن السلطة.
مع ذلك، يوضح الموقع أن البيانات تشير إلى أن ما حدث يُعد استثناءً. فوفقًا لمعلومات وصلت إلى موقع والا، فإن آخر عملية نفذها عنصر من أجهزة الأمن الفلسطينية وقعت في مارس 2024، حين أطلق شرطي النار على حافلة للمستوطنين في منطقة الأغوار. وخلال الفترة الممتدة من يناير إلى مارس من ذلك العام، تم توثيق تورط عشرة أفراد أمن في عمليات أو في خلايا عسكرية، لكن من مارس حتى ديسمبر 2024، لم يُسجَّل أي خرق. ومنذ بداية عام 2025 وحتى اليوم، لم تُسجّل أي حوادث استثنائية أيضًا، ما يجعل هذه الفترة من بين "الأكثر هدوءًا" بحسب تقييم الاحتلال.
كما علم موقع والا أن أجهزة أمن السلطة تعمل على تعزيز السيطرة الداخلية عبر تعيين أفراد من "الحرس الرئاسي" في مناصب حساسة، وهم ضباط مقرّبون من الرئيس محمود عباس، تلقّوا تدريبات في الولايات المتحدة، ويحملون قيمًا ونُظمًا غربية.