غزة - قدس الإخبارية: دعت الأمم المتحدة وعدد من الدول الأوروبية، أمس الجمعة، إلى اتخاذ إجراءات فورية لوقف ما وصفوه بـ"الوضع الشاذ والمروع" في قطاع غزة، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع دخول المساعدات، وتصاعد التحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة.
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إن قطاع غزة يشهد تصعيدًا خطيرًا في الهجمات الإسرائيلية، مشيرًا إلى زيادة ملحوظة في أعداد الشهداء، واستهداف مباشر للمستشفيات والبنية التحتية الصحية، مما فاقم من الكارثة الإنسانية المتفاقمة أصلًا في القطاع.
وفي بيان رسمي، حذر تورك من أن الجوع الناتج عن الحصار الإسرائيلي يزداد يومًا بعد يوم، واصفًا ما يجري بأنه "جنون يجب إيقافه فورًا"، مؤكدًا أن الوقت لا يحتمل مزيدًا من المماطلة أو البحث عن بدائل، في إشارة إلى المقترحات الأميركية لإنشاء آليات جديدة لتوزيع المساعدات.
وأوضح أن الأمم المتحدة تمتلك خطة موثوقة وجاهزة للتنفيذ، تشمل أكثر من 160 ألف منصة متحركة يمكن إيصالها مباشرة إلى داخل غزة.
وأضاف تورك أن التهديدات بشن هجمات واسعة، إلى جانب التدمير المنهجي للمباني، وتهجير السكان ومنع وصول المساعدات، كلها مؤشرات واضحة على نية تغيير ديمغرافي دائم في القطاع، وهو ما يشكّل خرقًا صارخًا للقانون الدولي، ويرقى إلى جريمة تطهير عرقي.
من جهته، قال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، ينس لايركه، إن الأوضاع وصلت إلى حالة من "اللا منطق الإنساني"، داعيًا الرأي العام العالمي إلى ممارسة ضغط حقيقي على صانعي القرار لوقف المجزرة المستمرة.
وفي السياق نفسه، طالب قادة سبع دول أوروبية، هي إسبانيا والنرويج وآيسلندا وأيرلندا ولوكسمبورغ ومالطا وسلوفينيا، برفع الحصار الكامل عن قطاع غزة، وإنهاء حرب الإبادة التي يتعرض لها المدنيون منذ أكثر من عشرين شهرًا.
وفي بيان مشترك، عبّر القادة عن رفضهم لأي مخططات تهدف إلى التهجير القسري أو تغيير التركيبة السكانية للقطاع، مؤكدين أن "الكارثة الإنسانية المصنوعة بأيدي البشر في غزة لم تعد تحتمل الصمت".
ودعا البيان "إسرائيل" إلى التراجع الفوري عن سياساتها، ووقف العمليات العسكرية فورًا، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية بشكل آمن وغير مشروط، مع دعم عمل الأمم المتحدة ووكالة الأونروا، وتسهيل وصولها إلى المناطق المتضررة.
من جانبها، أشادت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بمواقف الدول الأوروبية، ووصفتها بـ"الشجاعة والمسؤولة"، كما ثمنت دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لوقف فوري لإطلاق النار ورفع الحصار، ورفضه لانتهاكات الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين. ودعت الحركة في بيان لها إلى موقف عربي موحد يمارس ضغطًا حقيقيًا من أجل وقف العدوان وضمان إدخال المساعدات الإغاثية والطبية.
يأتي ذلك بينما تواصل دولة الاحتلال، لليوم الـ75 على التوالي، منع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وسط دعم أميركي غير مشروط للعدوان المتواصل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي أسفر حتى الآن عن استشهاد وإصابة أكثر من 173 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود تحت الأنقاض.