واشنطن - قدس الإخبارية: أعلنت هيئة خدمات المواطنة والهجرة الأمريكية (USCIS)، اليوم الأربعاء، عن اعتماد سياسة جديدة في التعامل مع طلبات التأشيرة والإقامة الدائمة، تتضمن مراجعة محتوى وسائل التواصل الاجتماعي للمتقدمين.، بهدف رصد ما تعتبره السلطات "دعماً لمعاداة السامية أو تأييداً لمنظمات مصنفة إرهابية" وهي حركات المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، مثل حركة حماس، الجهاد الإسلامي، حزب الله، والحوثيين.
وبحسب ما ورد في بيان رسمي للهيئة، فإن أي منشورات على مواقع التواصل يتم اعتبارها داعمة لما تصفه واشنطن بـ"الإرهاب المعادي للسامية"، أو مؤيدة لأيديولوجيات تلك الجهات، قد تؤثر بشكل سلبي على فرص الحصول على تأشيرة أو إقامة في الولايات المتحدة.
ويأتي هذا التعديل ضمن ما قالت السلطات الأمريكية إنه "سعي لضمان الأمن الداخلي"، بينما أشار متحدث باسم الهيئة إلى أن "من يستغل حرية التعبير لنشر الكراهية والتحريض على العنف لا مكان له في الولايات المتحدة"، حسب تعبيره.
وتتماشى الخطوة الجديدة، وفقًا لما أُعلن، مع توجهات سابقة بدأتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، بينما تمثل تحولاً عن نهج إدارة بايدن، التي كانت تُخضع بعض المتقدمين – خصوصًا من حملة "الجنسية الإسرائيلية"– لتحقيقات تتعلق بالخدمة العسكرية والانتهاكات المرتكبة خلال تأديتها، بحسب تقارير أمريكية.
وبينما تؤكد السلطات أن السياسة تستهدف ما تصفه بـ"الأيديولوجيات المتطرفة"، يوظف الإجراء الجديد لتضييق الخناق على المتضامنين مع القضية الفلسطينية، خصوصًا في ظل تصاعد استهداف النشطاء عبر وسائل التواصل، واتهامهم بـ"معاداة السامية" لمجرد انتقادهم سياسات الاحتلال الإسرائيلي.
يُشار إلى أن الخطاب الأمريكي الرسمي لا يزال يُدرج فصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية ضمن قوائم "الإرهاب".
في سياق متصل، شهدت الولايات المتحدة مؤخرًا تصاعدًا في ملاحقة وترحيل الطلاب الدوليين والناشطين المؤيدين للقضية الفلسطينية. مثل اعتقال محمود خليل، طالب دراسات عليا فلسطيني في جامعة كولومبيا، من قبل سلطات الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE) في 8 مارس 2025، بزعم إلغاء بطاقته الخضراء، بسبب مشاركته في الحراك الطلابي الداعم لفلسطين.
بالإضافة إلى ذلك، ألغت إدارة ترامب ألغت أكثر من 300 تأشيرة لطلاب دوليين بسبب مزاعم تتعلق بدعمهم للإرهاب أو انخراطهم في أنشطة معادية للسامية، وهي الحجة التي يطلقها الاحتلال الإسرائيلي وشركاؤه حول العالم على كل من يعادي جرائم الاحتلال
ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس/آذار الماضي، قتل الاحتلال 1449 فلسطينيا وأصابت 3647، معظمهم أطفال ونساء، وفق ما كشفت وزارة الصحة بقطاع غزة.
وبدعم أميركي مطلق، يرتكب الاحتلال منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 166 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.