عمّان - خاص قدس الإخبارية: على الرغم من سريان الهدنة ووقف إطلاق النار في غزة، إلّا أنّ تبعات هذه الحرب لا تزال تلقي ظلالها على الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة، وكذلك الحال مع فئات من أبناء الشعب الأردني التي انخرطت في الحراك الشعبي والإسناد المالي والفعلي لدعم صمود الشعب الفلسطيني والمقاومة.
وأشارت مصادر صحفية لـ"شبكة قدس" بأنّ عمليات الاعتقال التي تتم للناشطين تبدأ في ساعات الليل ويتخللها تفتيش دقيق لمنازل المعتقلين ومصادرة لهواتفهم النقالة وكافة الأجهزة الخاصة بالاتصال في منازلهم، فيما تم اعتقال عدد منهم من أماكن عملهم قبل أن يتم تفتيش منازلهم في أوقات لاحقة.
ومنذ أكثر من عام ونصف، تواصل أجهزة الأمن الأردنية ملاحقة الناشطين في الحراك الشعبي من أجل غزة، وتنفذ حملات الاعتقال التي تستهدف من يسعى لدعم المقاومة بالمال والسلاح، وقد سبق هذا الاستهداف الأمني الأردني لداعمي المقاومة معركة طوفان الأقصى، إذ تحاكم محكمة أمن الدولة الأردنية كلًا من: حذيفة وإبراهيم جبر وخالد مجدلاوي بـ "تهمة" نقل السلاح للمقاومة الفلسطينية في شمال الضفة الغربية، بعد اعتقال بدأ منذ صيف العام 2023.
فيما يحاكم أحد عايش المعتقل منذ شهر آذار من العام الماضي بذات "التهمة"، وينتظر محمد الطويل الحكم من أمن الدولة بعد أن تم اتهامه بتصوير مقطعي الفيديو اللذين ظهرا فيهما الشهيدين عامر قواس وحسام أبو غزالة تحت بند "التستر على أعمال إرهابية".
ومن الذين لا يزالا في زنازين دائرة المخابرات العامة الأردنية علي قاسم وعبد العزيز هارون إذ تم اعتقالهما منذ أكثر من شهرين بـ "تهم" تتعلق بدعم المقاومة، وتتواصل المطالبة من قبل ذويهما بالإفراج عنهما، إذ تعرض عبد العزيز للفصل من عمله نتيجة استمرار اعتقاله لدى المخابرات الأردنية.
وخلال الشهر الماضي شنت المخابرات الأردنية حملة اعتقالات جديدة طالت العشرات من المهندسين والنقابيين وأبناء الحركة الإسلامية وقياداتها في الأردن، إذ طالت: المهندسين: خالد الجمزاوي، وإبراهيم عيدة، وحسام أبو حماد، ومحمد صالح، وأيمن العجاوي، والقياديين في الحركة الإسلامية في الأردن: خضر عبد العزيز ومصطفى نشوان، والعشرات غيرهم.
ولأجل المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين لتمتين الجبهة الداخلية الأردنية التي تواجه تحديات كبيرة في ظل الإدارة الأمريكية الحالية، وحكومة اليمين المتطرف "الإسرائيلية"، اللتان تدفعان بمخططات تهجير الفلسطينيين نحو الأردن وتهديد الأمن الوطني في البلاد نظمت الفعاليات الشعبية وحزب جبهة العمل الإسلامي عددًا من الفعاليات الافتراضية والفعلية، والتي كان آخرها الوقفة أمام مجلس النوّاب الأردني والمؤتمر الصحفي في مبنى حزب جبهة العمل الإسلامي، والذي تكلم به عددًا من أهالي المعتقلين حول ظروف اعتقال أبنائهم، والطريقة التي تم اعتقالهم بها.
وخلال المؤتمر الصحفي قال علاء برقان الصحفي ومدير البرامج في قناة اليرموك الفضائية: "أنا أعرف معظم هؤلاء المعتقلين وأكاد أجزم بأن التهم التي اعتقلوا على خلفيتها لا يمكن بأن تمس بأمن الأردن أو أن تهدد استقراره".
وقالت المحامية مجد الجمزاوي، شقيقة المعتقل خالد الجمزاوي: "توجهنا إلى المركز الوطني لحقوق الإنسان والصليب الأحمر ولم نتلقى أي جواب حول الظروف التي يتواجد فيها أبناؤنا في مركز توقيف دائرة المخابرات، والكلام هنا لا يدور حول توفير وجبات الطعام والتدفئة وغيرها من الاحتياجات، بل حول الوضع النفسي لأبنائنا الذين يتواجدون منذ أشهر في زنازين انفرادية في عزلة تامة".
أما الإعلامية دعاء جبر، والدة المعتقل عبد العزيز هارون فقالت: "اعتصامنا اليوم كان بلا آباء فمعظم أباء الأطفال الذين كانوا معنا في الاعتصام لا زالوا في المعتقلات وخلال الزيارات التي يسمح بها كل يوم جمعة كنت أرى هؤلاء الأطفال وهم يتنقلون في البرد الشديد ما بين نقاط التفتيش التي تسبق وصولهم لمبنى التوقيف"، وتابعت جبر القول: "لا يزال ابني عبد العزيز في زنزانة انفرادية منذ 3 أشهر بدون تهمة، وهو يعيش في عزلة تامة".