شبكة قدس الإخبارية

الخلافات بين "إسرائيل" وتركيا تتصاعد

مخاوف إسرائيلية من الدور التركي في سوريا

٢١٣

 

مخاوف إسرائيلية من الدور التركي في سوريا

فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: وجّه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رسالة انتقادية إلى دولة الاحتلال في وقت سابق اليوم الاثنين قائلا إن "من يسعون للاستفادة من عدم استقرار سوريا من خلال تأجيج الانتماءات العرقية والدينية، يجب أن يعلموا أنهم لن يحققوا أهدافهم. لن نسمح بتقسيم سوريا كما يتخيلون من خلال رسم الخرائط".

وأضاف: "إسرائيل لا يمكنها ضمان أمنها من خلال خلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة. لن تتمكن من تحقيق السلام الذي تسعى إليه إلا إذا تم إنشاء دولة فلسطينية على أساس حدود عام 1967."

في وقت سابق، علمت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن "إسرائيل" توجهت إلى الولايات المتحدة بطلب لتمرير رسائل إلى تركيا، لمنعها من إقامة ثلاث قواعد جديدة في أنحاء سوريا وللحد من تشكيل تنظيمات معادية لإسرائيل داخل البلاد.

ووفقا لمزاعم الصحيفة، يأتي التحرك الإسرائيلي في أعقاب ما يبدو كتصاعد في الجهود التركية للسيطرة أمنيًا على مناطق مختلفة في سوريا. بالأمس، أفادت وسائل إعلام كردية بأن المخابرات التركية أنشأت تنظيم جديد ينشط في درعا لمحاربة "إسرائيل".

وفقًا للتقرير الكردي الذي لم يتم التحقق منه من مصادر أخرى "تم إنشاء التنظيم قبل أسبوع وعدد المنضمين إليه يزداد يوميًا".

وأوضحت صحيفة "إسرائيل اليوم" أنه في "إسرائيل" لم ينفوا أو يأكدوا هذه المعلومات. ومع ذلك، منذ سقوط نظام الأسد قبل شهرين، بدأت "إسرائيل" بالاستعداد لمثل هذه التطورات، بل وحتى لوجود مباشر للقوات العسكرية التركية في سوريا.

وإلى جانب التهديدات العسكرية، أفادت الصحيفة العبرية أن "إسرائيل" بعثت برسائل دبلوماسية بهدف وضع قواعد لعب مع الأتراك لتجنب أي صدام مباشر أو غير مباشر معهم.

وبحسب الصحيفة، القناة الأولى كانت الإدارة الأمريكية، حيث توجه مجلس الأمن القومي الإسرائيلي إلى نظرائه في واشنطن طالبًا منهم نقل رسائل التهدئة إلى أنقرة. لم تكشف "إسرائيل" حتى الآن عن رد الأمريكيين، لكن يبدو أن القضية حساسة نظرًا لتعقيدات المصالح الأمريكية في عهد إدارة دونالد ترامب مع الرئيس التركي أردوغان.

أما القناة الثانية كانت أذربيجان، إذ تمتلك باكو علاقات استراتيجية عميقة مع كل من "إسرائيل" وتركيا. في 19 فبراير، زار مستشار الأمن القومي الأذربيجاني حكمت حاجييف "إسرائيل"، والتقى بنتنياهو. بعد أيام قليلة، توجه إلى أنقرة، وبحسب التقارير في الإعلام الأذري، كان هدف الزيارة نقل رسائل تهدئة بين البلدين.

وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أرسل سكرتيره العسكري، الجنرال رومان غوفمان، إلى سلسلة من الاجتماعات الأمنية والسياسية في موسكو في الأيام الأخيرة، وسط قلق من العلاقات التركية مع النظام السوري.

وأوضحت "يديعوت أحرونوت" أن "إسرائيل" تقف بشكل واضح إلى جانب الروس على حساب الأتراك، وتحاول عمليًا دفع أنقرة خارج سوريا. وتشير تقارير عبرية إلى أنه على خلفية سقوط نظام بشار الأسد وفي ظل المطالبة الإسرائيلية بنزع السلاح من جنوب دمشق، تمارس "إسرائيل" الضغط أيضًا على الولايات المتحدة للحفاظ على سوريا "ضعيفة"، من خلال السماح لروسيا بالحفاظ على قواعدها العسكرية في البلاد.

وفقًا لوكالة الأنباء رويترز، ترغب "إسرائيل" في تحييد تأثير تركيا على النظام الجديد في سوريا. كما ذكرت الوكالة أن النظام الجديد يحاول إقناع الولايات المتحدة برفع العقوبات الصارمة ضدهم، وأوضحت "إسرائيل" للمسؤولين الأمريكيين موقفها من التهديد المتزايد في سوريا.

وفي هذه المرحلة، كما أشارت المصادر لوكالة رويترز، ليس من الواضح ما إذا كانت إدارة ترامب تدعم الموقف الإسرائيلي، حيث لم تعبر عن رأيها بشكل كبير في هذا الموضوع.

وفقًا للمصادر التي تحدثت مع رويترز، عندما قدمت "إسرائيل" موقفًا إيجابيًا من بقاء القوات الروسية في سوريا، فوجئ بعض الحاضرين من المسؤولين الأمريكيين في الاجتماع بذلك وقالوا إن "تركيا، كدولة عضو في الناتو، ستكون أكثر ضمانًا لأمن إسرائيل". ومع ذلك، أصر المسؤولون الإسرائيليون الذين حضروا الاجتماع على أن الأمور ليست كذلك.