شبكة قدس الإخبارية

بعد سعي الأخيرة لإثبات ولائها.. إدارة ترامب توقف دعم أجهزة أمن السلطة

٢١٣

 

photo_5886243342365346329_y

شبكة قدس الإخبارية: أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، وقف تمويلها لأجهزة أمن السلطة، مساء اليوم الأربعاء، بشكلٍ مفاجئ.
ونقلت "صحيفة واشنطن بوست" عن مسؤولين أمريكيين وفلسطينيين، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب جمدت التمويل المقدم لأجهزة أمن السلطة، كـ"جزء من التجميد العالمي للمساعدات الأجنبية".
وقالت الصحيفة، إن التجميد يأتي في وقت حرج للسلطة المحاصرة وهي تكافح للحفاظ على حكمها في جيوب الضفة الغربية المحتلة من قبل الاحتلال والتنافس على حكم قطاع غزة بعد الحرب.

وقال مسؤول فلسطيني لصحيفة واشنطن بوست، إنه كان من المقرر عقد اجتماع مع الأمريكيين هذا الشهر، بهدف تقييم عمليات السلطة الفلسطينية ضد مجموعات المقاومة في مخيم جنين، لكن تم تأجيله دون تحديد موعد جديد. 
وأفاد المتحدث باسم أجهزة أمن السلطة أنور رجب، لصحيفة واشنطن بوست، أن الولايات المتحدة تُعتبر "مساهمًا كبيرًا في مشاريع السلطة الفلسطينية"، والتي تشمل تدريبات لقوات الأمن.
ومسؤول إسرائيلي عن وقف واشنطن تمويل أجهزة أمن السلطة، إن قيادة التنسيق الأمني الأمريكية (USSC) "لم تتأثر بشكل كبير" بتجميد المساعدات، وجهات مانحة أخرى تعهدت بتعويض النقص لأجهزة أمن السلطة.
وأوقفت واشنطن آخر مساعدة مباشرة للسلطة خلال فترة ولاية ترامب الأولى لكنها استمرت في تمويل التدريب و"الإصلاح لقوات الأمن".

 ويتم تقديم التدريبات والدورات لأجهزة أمن السلطة من خلال مكتب المنسق الأمني في القدس، والذي كان بالسابق المنسق الأمني الأمريكي لإسرائيل والسلطة الفلسطينية.

وقال جنرال يدير التدريبات في معهد تدريب قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية إن "التجميد أدى بالفعل إلى خفض بعض التدريبات". ووفقا له، فإن الاجتماع الذي كان من المقرر عقده مع الأمريكيين هذا الشهر لتقييم عملية السلطة الفلسطينية ضد المقاومين في مخيم جنين للاجئين، والتي توقفت بالتزامن مع بدء عدوان الاحتلال الشهر الماضي، قد تم تأجيله ولم تتم إعادة جدولته.

وقال الجنرال إن "الولايات المتحدة تمول أيضًا بناء نطاق افتراضي، وهو ما يحتاجه المعهد لأن سلطات الاحتلال لن تسمح باستيراد الرصاص للتدريب على الذخيرة الحية"، مضيفًا: "على الرغم من أن المشروع على وشك الانتهاء، إلا أن المعهد يبحث الآن عن ممولين بديلين بسبب التجميد الأمريكي".

وقف للدعم في أوج الولاء

وتأتي هذه الخطوة بعد عمل السلطة الدؤوب خلال السنوات الأخيرة، ضد مجموعات المقاومة الفلسطينية في شمال الضفة الغربية، حيث اعتقلت أجهزة أمن السلطة عشرات المطاردين، وفككت مئات العبوات الناسفة، ووفرت الحماية للمستوطنين الذين كانوا يدخلون للمدن الفلسطينينة.

وكثف أجهزة أمن السلطة من عملها الأمني ضد مجموعات المقاومة في مخيم جنين خلال شهر كانون أول/ديسمبر 2025، في حملة أمنية استمرت أكثر من شهر، قتلت خلالها السلطة 13 فلسطينياً وأصابت العشرات، وحاصرت المخيم وأحرقت منازل المطاردين وذوي الشهداء والأسرى، فضلاً عن اعتقال مئات الفلسطينيين ومنهم مقاومين للاحتلال.

وسعت السلطة خلال حملتها الأمنية ضد المقاومة في مخيم جنين، لتقديم أوراق اعتماد جديدة لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولتأكيدها على برنامجها المناهض للمقاومة، والذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالدعم الأمريكي للأجهزة الأمنية، فيما لم ينفع ذلك السلطة ولم يحقق لها أهدافها المنشودة.

لماذا الدعم وكم تبلغ قيمته؟

تختلف قيمة المساعدات الأمريكية للسلطة الفلسطينية من عام إلى آخر بناءً على السياسات الأمريكية والظروف السياسية، ففي ولاية ترامب الأولى، جرى تقليص تلك المساعدات بشكل كبير.
وتكون المساعدات الأمريكية غالبًا مشروطة بالتزام السلطة الفلسطينية باتفاقيات السلام ونشاطها الأمني ضد مجموعات المقاومة في الضفة الغربية، وفق التصنيف الأمريكي.

وتفرض الولايات المتحدة قيودًا على استخدام المساعدات، حيث لا يمكن توجيهها لدفع رواتب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وهو موضوع حساس سياسيًا.

وكانت المساعدات الأمريكية واحدة من أكبر المنح التي تتلقاها السلطة الفلسطينية، وتشمل دعمًا ماليًا مباشرًا للسلطة وأجهزتها الأمنية، إضافة إلى تمويل مشاريع عبر وكالات مثل USAID.

وبين عامي 2008 و2017، قدمت الولايات المتحدة مساعدات مالية سنوية تتراوح بين 300 إلى 400 مليون دولار، في إطار خطتها لإعادة هيكلة أجهزة أمن السلطة بعد انتهاء الانتفاضة الثانية، وتوجيها لمحاربة مجموعات المقاومة وتصفيتها في الضفة الغربية.

وطورت الولايات المتحدة الأمريكية برنامج التدريب قوات أمن السلطة تحت قيادة الجنرال كيث دايتون، والتي شملت تخصيص دعم مالي لأجهزة أمن السلطة ومنح دورات تدريبية عسكرية - أمنية في الأردن وبريطانيا، وفق ما سُمي آنذاك بـ"خطة الإصلاح والتنمية الفلسطينية 2008 – 2010"، في عهد حكومة سلام فياض.

وفي عهد الرئيس ترامب، وتحديدا عام 2018 تقرر تقليص المساعدات المقدمة للسلطة الفلسطينية بشكل كبير بسبب الخلافات السياسية، بما في ذلك رفض الفلسطينيين لخطة إدارة ترامب المعروفة باسم "صفقة القرن".

وفي عهد الرئيس السابق، جو بايدن، وتحديدا في عام 2021، جرى استئناف المساعدات للفلسطينيين، ووفقًا لوزارة الخارجية الأمريكية، تم تخصيص 235 مليون دولار كمساعدات للسلطة الفلسطينية.

#الاحتلال #أجهزة أمن السلطة