فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: ضمن الدفعة الثالثة من صفقة تبادل الأسرى بين الاحتلال والمقاومة مساء اليوم الخميس، أفرجت سلطات الاحتلال عن الأسير زكريا الزبيدي، أحد أبطال عملية نفق الحرية.

وكان الأسير الزبيدي قد اعتقال عام 2019، وتمكن من الهرب من سجن جلبوع عام 2021 بعد حفره لنفق أسفل السجن هو ومجموعة من الأسرى، وهم: محمود العارضة، مناضل نفيعات، أيهم كممجي، محمد العارضة، يعقوب قادري، قبل أن يتم اعتقالهم بشكلٍ متفرق بعد عدة أيام.

الوفاء بالعهد

وفي أعقاب إعادة اعتقال أسرى نفق الحرية، أطلق الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، أبو عبيدة، وعداً للأسرى الستة، بتحررهم في أقرب صفقة تبادل.

وقال أبو عبيدة في كلمة مصوروة في حينها: "إننا نعدهم ونعد أسرانا الأحرار بأنهم سيتحرون قريبا بإذن الله من فوق الأرض وسيفتح لهم السجانون أبواب الزنازين بأنفسهم وسيخرجون كما كانوا دوما مرفوعين الرأس في صفقة جديدة كوفاء الأحرار بإذن الله تعالى".

وأفرجت قوات الاحتلال عن الأسيرين محمد العارضة وإياد جرادات ضمن الدفعة السابقة في صفقة طوفان الأقصى، ليتحقق وعد المقاومة، فيما تحرر اليوم الأسير زكريا الزبيدي القائد في كتائب الأقصى.

وكانت سلطات الاحتلال قد تعهدت مراراً وتكراراً لأسرى نفق الحرية باستحالة تحررهم، فيما أعرب هؤلاء الأسرى خلال جلسات محاكمهم عن ثقتهم بالمقاومة ووعدها.

فرحة ممزوجة بالفقد والألم

وخلال سنوات اعتقاله، فقد الزبيدي شقيقه المقاوم والأسير المحرر داود الزبيدي، أحد قادة المقاومة في مخيم جنين، بعد إصابته أثناء اشتباكه مع قوات الاحتلال عام 2022، وبعد ذلك فقد زكريا ابني عمه الشهيدين محمد ونعيم الزبيدي، وهما من كوادر كتيبة جنين.

وخلال معركة طوفان الأقصى وفي اجتياح جيش الاحتلال لشمال الضفة الغربية، اغتال جيش الاحتلال نجل زكريا الأكبر المطارد محمد، بعد قصفه ومجموعة من المقاومين في مدينة طوباس، ليتحرر زكريا من سجون الاحتلال اليوم ليعيش بين فرحة تحرره وبين ألم الفقد الذي لازمه طوال فترة اعتقاله.

عهد مستمر بالوفاء

من جانبها، أبرقت حركة المقاومة الإسلامية حماس في تصريح صحفي، تحية للشعب الفلسطيني، بمناسبة خروج دفعةٍ جديدةٍ من الأسرى من سجون الاحتلال، بعد إرغام المقاومة للاحتلال على فتح زنازينه لهم، بموجب اتفاق وقف العدوان وتبادل الأسرى.
وعاهدت حماس في تصريحها الشعب الفلسطيني بعدم التخلي عن الأسرى الفلسطينيين، مع استمرار العمل بكل جهد وعزيمة حتى تُفرَغ سجون الاحتلال من جميع الأسرى الفلسطينيين، مع التأكيد على فشل الاحتلال بطشه في صد الحركة عن الاستمرار في مساعي تحريرهم بكل الوسائل الممكنة.
وقالت حماس الاستقبال الحاشد الذي حظي به أسرانا المحررون من جموع الشعب الفلسطيني رغم محاولات الاحتلال التنكيل بهم وبعوائلهم، هو رسالةٌ واضحةٌ للمحتل بأن قضية الأسرى خطٌ أحمر، وأن إرهابه لن يثني الشعب الفلسطيني عن مواصلة نضاله حتى تحرير جميع الأسرى واستعادة الأرض والمقدسات.