شبكة قدس الإخبارية

لليوم الثاني: الأفواج تواصل عودتها إلى شمال غزة وتدوس بقايا نتساريم

لليوم الثاني: الأفواج تعود إلى شمال غزة وتدوس بقايا نتساريم

غزة - قدس الإخبارية: واصلت أعداد كبيرة من النازحين لليوم الثاني التدفق نحو شمال غزة سيرا على الأقدام أو في العربات عبر شارعي الرشيد وصلاح الدين، وذلك بعد يوم شهد عودة 300 ألف فلسطيني من جنوبي ووسط القطاع.

ولم يتوقف تدفق النازحين من جنوبي ووسط القطاع خلال الساعات الماضية، بل إنه يتزايد بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس من محور نتساريم وسط قطاع غزة باتجاه المناطق الشرقية.

وأظهرت صور أعدادا كبيرة من العائلات تحمل أمتعة خفيفة تسير عبر شارع الرشيد، كما أن هناك عربات صغيرة تنقل الأطفال والنساء والمرضى وتصل إلى آخر نقطة وهي المنطقة المطلة على جسر وادي غزة. 

بينما تجمع أعداد كبيرة في دوار النابلسي للقاء ذويهم العائدين، ومن هذه النقطة يتوجه العائدون إلى حي الزيتون جنوبي مدينة غزة ومنه إلى أحياء المدينة الأخيرة والمناطق الشمالية للقطاع، على غرار جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون.

وكانت عودة النازحين -من الجنوب والوسط باتجاه الشمال- انطلقت أمس في إطار تطبيق المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ الأحد قبل الماضي.

وفكك فلسطينيون كثيرون في مناطق جنوبية ووسطى بتفكيك خيامهم لاستخدامها بالقرب من أنقاض منازلهم في الشمال.

وأثناء تدفق النازحين أمس، استهدف الطيران الإسرائيلي عربة يجرها حصان وجرافة وسط القطاع مما أسفر عن استشهاد طفلة ورجل.

وبحسب وكالة رويترز، نزح نحو 650 ألف فلسطيني من شمال غزة خلال الحرب التي استمرت 15 شهرا، ولجأ مئات آلاف النازحين إلى منطقة المواصي الساحلية التي تمتد من دير البلح في وسط القطاع إلى رفح جنوبا.

بالتوازي مع عودة الآلاف عبر شارع الرشيد الساحلي، اصطفت آلاف المركبات في طوابير طويلة تقدر بـ3 كيلومترات في شارع صلاح الدين، محملة بأمتعة النازحين وتضم خيامهم البالية التي جاؤوا بها من جنوبي القطاع.

وبحسب بنود الاتفاق، فسيتم تفتيش المركبات عبر الأجهزة الإلكترونية في منطقة نتساريم بواسطة لجنة مشتركة من الوسطاء، ومن هناك يتوجه النازحون أيضا إلى مدينة غزة، وبحسب مصادر صحفية، فإن الحركة بطيئة نوعا ما في شارع صلاح الدين نظرا لأن تفتيش كل سيارة يستغرق ما بين 10 و15 دقيقة.

وقد انطلق العائدون من خان يونس ومواقع أخرى في الجنوب، وكذلك من دير البلح ونقاط قريبة منها وسط القطاع، وهم مصرون على نصب خيامهم في مدينة غزة وشمالي القطاع.

وقالت حركة حماس إن  العودة الأسطورية والتاريخية لمئات الآلاف من شعبنا رغم أنف الاحتلال، هي تجسيدٌ لقدرة شعبنا على دحر الاحتلال، وتحقيق حلم العودة الكبير إلى ديارنا.

وأضافت في بيانٍ مساء أمس الإثنين: "ستبقى هذه العودة الأسطورية عنواناً أساسياً لفشل مشروع الاحتلال على أرض فلسطين، ودليلاً على تمسك شعبنا بخيار المقاومة."

وكان رئيس مكتب الإعلام الحكومي في غزة سلامة معروف قال في مقابلة تلفزيونية إن هناك حاجة إلى 120 ألف خيمة على الأقل لإيواء النازحين في الشمال.

وقد أمضى العديد من العائدين ليلتهم في العراء شمال غزة المدمر بنسبة 80%، بحسب السلطات في القطاع.

ورغم الدمار الذي ألحقه الاحتلال بمناطقهم، فإن فلسطينيين كثيرين عبروا عن فرحتهم بالعودة لبيوتهم بمناطق شمال غزة بعد أشهر طويلة من التهجير القسري.

وتم التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار عقب حرب إسرائيلية مدمرة على غزة استمرت 15 شهرا وأسفرت عن استشهاد أكثر من 47 ألفا وإصابة 111 ألفا.