ترجمة: محمد الضبع
في هذه القصيدة المسجّلة بصوته، يتنبّأ الشاعر الأمريكي تشارلز بوكوفسكي بنهاية الجنس البشري، يتعرّض للكثير من الإشارات الهامة التي تواجه إنسان القرن الأخير، دون اكتراث ودون أمل، فقط بالكثير من الفراسة المؤدية إلى العدم.
ولدنا هكذا
إلى هذا الحال
بينما وجوه الطباشير تبتسم
بينما السيدة. موت تضحك
بينما المصاعد تتحطّم
بينما مناظرٌ سياسيّة تتبدّد
بينما فتى أكياس المتجر يحمل شهادة جامعيّة
بينما الأسماك الدسمة تلفظ فرائسها الدسمة
بينما الشمس مقنّعة
لقد ولدنا هكذا
إلى هذا
إلى هذه الحروب المجنونة بحذر
إلى مشهد نوافذ الفراغ المكسورة في المصانع
إلى حانات لم يعد يتحدث فيها الناس إلى بعضهم
إلى معارك قبضات تنتهي بإطلاق الرصاص وإخراج السكاكين
ولدنا إلى هذا
إلى مستشفيات مكلّفة جدًا
لدرجة أنه من الأرخص أن تموت
إلى محامين يكلّفون الكثير
لدرجة أنه من الأرخص أن تعترف بأنك مذنب
إلى بلاد سجونها ممتلئة
وبيوت المساجين فيها مغلقة
إلى مكان فيه الحشود تحوّل المغفلين
إلى أبطال أثرياء
ولدنا إلى هذا
نسير ونعيش عبر هذا
نموت بسبب هذا
مخصيّون
فاسقون
محرومون
بسبب هذا
مخدوعون بهذا
مستخدمون بواسطة هذا
يتبوّل علينا بواسطة هذا
أصبحنا مجانين ومرضى بسبب هذا
أصبحنا عدوانيين
أصبحنا غير إنسانيين بسبب هذا
الأصابع تصل إلى الحلق
البندقيّة
السكّين
القنبلة
الأصابع تصل إلى إله لا يستجيب
الأصابع تصل إلى الزجاجة
الحبّة
المسحوق
ولدنا إلى هذا الموات الحزين
ولدنا إلى حكومة تحت الدين منذ ستين عامًا
والتي قريبًا لن تتمكن حتى من دفع فائدة هذا الدين
والبنوك ستحترق
المال سيصبح عديم الفائدة
ستكون هنالك مجازر مفتوحة دون عقوبة في الشوارع
ستكون هنالك أسلحة وعصابات جوّابة
الأثرياء والمختارون سيراقبون من منصّات الفضاء
جحيم دانتي سوف يُصنع ليبدو وكأنه حديقة لعب أطفال
وهناك سيكون الصمت الأكثر جمالًا
لم يُسمع مثله من قبل
من ذلك ولدنا
الشمس تختبئ هناك
بانتظار الفصل القادم