شبكة قدس الإخبارية

هل تتوقف حرب الإبادة الإسرائيلية مع تولي دونالد ترامب الرئاسة الأمريكية؟

WhatsApp Image 2024-11-06 at 5.26.20 PM

خاص - شبكة قدس الإخبارية: حقق اليوم المرشح دونالد ترامب الفوز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، ليصبح الرئيس الـ47 للولايات المتحدة الأمريكية، بعد حسمه التنافس مع المرشحة كاميلا هاريس.

يأتي فوز ترامب في ظل أحداثٍ بارزة تشهدها المنطقة العربية، تتمثل بحرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة والمستمرة منذ أكثر من عام، إضاقة للعدوان الإسرائيلي على لبنان، والتهديديات المتبادلة بين الاحتلال وإيران، يعكس ذلك تساؤلاً بارزاً حول مستقبل الأحداث على الساحة الفلسطينية، في حين عجز الرئيس الأمريكي الأسبق جو بايدن عن تسوية الأوضاع قبل رحيله، بل شارك بشكلٍ مباشر في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان، فكيف سيؤثر تولي ترامب للرئاسة على المنطقة بشكلٍ عام، وعلى الحرب الإسرائيلية بشكلٍ خاص؟

 

إمكانية إنهاء الحرب

في حديث خاص لـ"شبكة قدس"، قال الكاتب والمحلل السياسي أحمد رفيق عوض، إن السياسة الأمريكية وتعاطيها مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ولبنان، من المرجح أن تتغير على نحوٍ آخر، دون الاستمرار بسياسة بايدن التي اتسمت بالضعف والتردد وعدم الضغط على دولة الاحتلال.

ويوضح عوض أن أسباب تغير السياسة الأمريكية اتجاه حرب الإبادة، هي خلفية ترامب السياسية والتجارية، فضلاً عن قوة شخصيته واتسامها بالحزم، على عكس شخصية بايدن المترددة.

ويتوقع عوض أن الدعم الأمريكي غير مشروط للاحتلال، من الممكن أن يتغير إلى دعم بمقابل، مع العمل على إنهاء الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان، على نحوٍ يُرضي الاحتلال، ولكن بحسم.

 

استحالة وقف الحرب

في حديث آخر، قال الكاتب والمحلل السياسي محمد القيق، إن تولي دونالد ترامب للرئاسة الأمريكية لن يوقف حرب الإبادة على قطاع غزة، ولن يوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان؛ لارتبطها الوثيق بتوحيد القطبية العالمية التي تتبناها الولايات المتحدة الأمريكية وتتمسك بها أمام محاولة روسيا والصين لكسر الأحادية القطبية.

ويرى القيق أن عمل ترامب على إنهاء التصعيد بالمنطقة هو بمثابة تنازل أمريكي شبه مستحيل، يتعارض كلياً مع الرؤية الأمريكية والإسرائيلية على حدٍ سواء، وهذه الاستراتيجية تقوم على إنهاء "الخصوم" بالمنطقة والتي تتمثل بإيران وقوى المقاومة.

فضلاً عن ذلك يؤكد القيق أن ما زعم به ترامب بإنهاء الحروب هو محض خطاب دعائي للانتخابات، سرعان ما سيتلاشى بعد توليه الرئاسة، إضافةً لشخصيته وتجربته السياسية السابقة، التي تمخض عنها صفقة القرن، واقتراحات تحطيم المشروع النووي الإيراني، وتوسيع الكيان الصهيوني واعتبار الجولان السوري المحتل والضفة الغربية أراضي إسرائيلية.

ووضح القيق أن أمام ترامب خياران لا ثالث لهما، إما إنهاء الحرب وتقديم التنازلات وهو ما يتعارض مع الأمن القومي الأمريكي - الإسرائيلي، أو توسيع الحروب والعمل على تنفيذ المخططات الأمريكية والإسرائيلية بالقوة، في حين يحلم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو تدمير إيران، ويحلم ترامب بتدمير الصين وإضعاف قوة روسيا، تتقاطع المصالح والأمنيات، والمشهد تصعيدي بعكس ما يروَّج له من هدوء مستقبلي بعد توليه الرئاسة.

 

تاريخ من التحالف الاستعماري

خلال فترة رئاسته السابقة الممتدة بين عامي 2017 - 2021، تبنى ترامب قرارات عنصرية استعمارية ضد الفلسطينيين، أبرزها: صفقة القرن، ونقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، والاعتراف بها كعاصمة لدولة الاحتلال، والمقترح بإلغاء التمويل الأميركي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إضافةً لخلق حالة من العزلة للسلطة الفلسطينية وتهميش مطالبها السياسية.

 إضافةً لسعيه تعزيز التحالفات مع الدول العربية، وخاصة المملكة السعودية ودولة الإمارات، واعتبار الدولتين مع دول الخليج حلفاء استراتيجيين للولايات المتحدة في مواجهة "النفوذ الإيراني" في المنطقة، وتُرجم ذلك على أرض الواقع في دعم ترامب للعدوان السعودي والإماراتي أو ما يُعرف بـ"التحالف" ضد اليمن، وكذلك في تعزيز التعاون العسكري والأمني بين الولايات المتحدة الأمريكية وتلك الدول والذي انعكست آثاره في حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة.

وبالتوازي مع ذلك سعى ترامب لتعزيز التطبيع العربي مع الاحتلال، أو ما يُعرف بالتحالف الإبراهيمي بين الإمارات والبحرين من جهة، ودولة الاحتلال من جهة، وهو ما ممثل تحولاً بالمشهد السياسي في الوطن العربي، وجعله ساحةً لمنظومات الدفاع الجوي الأمريكية التي تحمي اليوم دولة الاحتلال من صواريخ ومسيرات قوى المقاومة، في حين يُرجح استكمال ترامب لمشروعه.

#ترامب #الانتخابات الأمريكية #حرب الإبادة الإسرائيلية #الرئاسة الأمريكية