ترجمة عبرية - شبكة قُدس: حذر الجنرال الإسرائيلي المتقاعد، يتسحاق بريك، من أن اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، ليس من شأنه تغيير الواقع إذا لم تحقق الأهداف التي تم وضعها بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي.
فيما اعتبر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن التصعيد الإسرائيلي في لبنان يهدف إلى فرض "تسوية" على قيادة حزب الله الجديدة.
وأشار بريك في مقال نشره الموقع الإلكتروني لصحيفة "معاريف"، إلى أن مشكلة معظم الجمهور الإسرائيلي وقيادته هي أنهم ينظرون من خلال ثقب قفل الباب، ويرون ما يحدث فقط في نقطة زمنية معينة في الحاضر، ولا يرون الصورة الواسعة والنظرة بعيدة المدى للمستقبل.
وأضاف أن أهداف "إسرائيل" هي؛ تحرير الرهائن في غزة، إعادة المستوطنين إلى شمال وجنوب فلسطين المحتلة، ترميم الاقتصاد، ترميم العلاقات الدولية التي تظهر الآن بانعزال "إسرائيل" عن العالم الذي يفرض مقاطعة عليها، ترميم مناعة الجمهور الإسرائيلي، ترميم قدرات سلاح البرية، وقف حرب الاستنزاف الحالية.
وتابع أنه "حان الوقت كي يعترف نتنياهو وزمرته، من المناصرين لفكرة القضاء على حماس بالمطلق واستسلام حزب الله، بأن هذه أهداف لا صلة لها بالواقع، ومحاولة الوصول إليها تدفعه هو وحكومته إلى قرارات غير عقلانية وإلى استمرار حرب استنزاف تلحق ضررا جسيما، وبسبب ذلك قد لا نتمكن من تحقيق الأهداف الهامة فعلا وهي قابلة للتنفيذ إذا لم يتعقل نتنياهو وزملاؤه، ومن شأن أداء بنيامين نتنياهو أن يقود إلى انهيار دولة إسرائيل".
ودعا بريك إلى السعي لتشكيل حلف دفاعي إقليمي مع الولايات المتحدة و"الدول العربية المعتدلة"، مقابل "محور الشر الجديد: روسيا والصين وإيران"، وإلى التوصل إلى "تسوية مع حماس وحزب الله بوساطة الولايات المتحدة وبشروط أفضل بالنسبة لنا بعد اغتيال نصر الله".
وحذر أيضا من وصول الاجتياح الإسرائيلي إلى نهر الليطاني "لأن اجتياحا كهذا لن ينجح، لأسباب كثيرة، وذلك بشرط أن يكون رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد استخلص دروس العملية البرية في قطاع غزة، حيث قُتل معظم جنودنا بسبب الإهمال أو عدم الحرص على تنفيذ الأوامر والأنظمة وانعدام الطاعة العسكرية".
وشدد بريك على أنه "يجدر بنا أن ندرك أيضا أن احتلال مناطق في لبنان لن يقود إلى التحول المرجو بوقف حرب الاستنزاف وسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي لقواته، بل أن حزب الله سيستمر بإطلاق صواريخ ومقذوفات على إسرائيل وشمالها من مسافات أبعد من المناطق التي نسيطر عليها".
وأردف: "حتى لو أراد الجيش البقاء في مناطق احتلها، فإنه لن يتمكن من ذلك بسبب النقص في قوات البرية إثر التقليص البالغ لسلاح البرية، وسيضطر إلى سحب القوات من لبنان مثلما فعل في قطاع غزة، وسيحل مكانها مخربو حزب الله".
وفي ما يتعلق بتهديد "إسرائيل" بالرد على هجوم إيران الصاروخي، دعا بريك إلى "رد منضبط ومنسق مع الولايات المتحدة، كي لا يستدرج ردودا إيرانية أخرى، قد تطلق إيران فيها مئات الصواريخ، وسيؤدي ذلك إلى دمار وخسائر رهيبة، وحتى لو قمنا بالرد وتدمير آبار النفط الإيرانية، فإنه يوجد إلى جانب إيران من يساعدها في البقاء، لكن من سيساعدنا على البقاء بعد الضربة الرهيبة التي نتلقاها".
ووصف بريك نتنياهو أنه في حالة "نشوة" بعد اغتيال نصر الله، وأنه "يتجاهل بالمطلق الواقع من حوله، ويعيش في واقع متخيل".
وأشار إلى أن "إحدى أصعب مشاكل إسرائيل هي أنها تغرق بنشوة عندما ننجح، لكنه ليست مستعدة للإنصات إلى المشاكل الشديدة المتوقعة في المستقبل ومواجهتها. وهذا الوضع بدفن الرأس بالرمل يمنح الدعم لنتنياهو وزمرته، غالانت وهيرتسي هليفي، وهو الذي جلب علينا اليوم الأسود في 7 أكتوبر 2023، ومن شأنه أن يجلب علينا يوما أكثر سوادا منه في المستقبل".
واعتبر أن "إسرائيل تصعّد الضغط على حزب الله، وتواصل الهجمات الجوية على الضاحية الجنوبية لبيروت، إضافة إلى العملية البرية في جنوبي لبنان، وهذه الخطوة موجهة على ما يبدو، في قسم منها، إلى القيادة البديلة لحزب الله، وقد تدل على أن إسرائيل لا تزال تسعى إلى إملاء تسوية على حزب الله تنهي الحرب، من دون أن تنهي القوات البرية مهمة تمشيط وتطهير مواقع الحزب في الجنوب".
وأضاف أن محاولة "إسرائيل" اغتيال المرشح لخلافة نصر الله، هاشم صفي الدين، بهجوم شديد الليلة الماضية، تدل على جهد إسرائيلي لاستهداف من يصفون أنفسهم كذراع سياسية لحزب الله، وهذا استهداف منهجي لكافة مستويات حزب الله، ويشوش عملياته بشكل كبير.
وأشار هرئيل إلى أن الاجتياح البري الإسرائيلي الحالي في جنوبي لبنان "يكسر تابو" استمر 18 عاما، بعد الإخفاق الإسرائيلي النسبي في حرب لبنان الثانية في العام 2006.