ترجمة عبرية - قدس الإخبارية: نشرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" تحليلا يفيد بأنه بينما لا تزال قوات الاحتلال في غزة ليس لديها خيارات جيدة في لبنان.
وأوضح كاتب التحليل لازار بيرمان أن جيش الاحتلال والجبهة الداخلية مرهقان، والهجوم العسكري ضد حزب الله لن يهزم هذا الحزب.
وأضاف أنه حتى قبل انفجار مئات أجهزة الاستدعاء على مقاتلي حزب الله أمس الثلاثاء كان من المرجح بشكل متزايد حدوث تصعيد كبير بين الاحتلال وحزب الله.
لكن إذا قرر نتنياهو بالفعل أخذ زمام المبادرة ضد حزب الله فليس هناك ما يضمن أنه سيحقق النتيجة المرجوة، وعلاوة على ذلك فإنه سيجعل من غير المرجح أن تحقق دولة الاحتلال أهدافها الحربية الثلاثة الأخرى: القضاء على المقاومة الإسلامية (حماس)، وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، وضمان عدم تهديد دولة الاحتلال من غزة في المستقبل في الجنوب.
خيارات إسرائيل بالشمال
وعن خيارات الاحتلال لشن حملة عسكرية في لبنان، قال بيرمان إنه بإمكانها تنفيذ هجوم جوي، إما ضد الدولة اللبنانية أو استهداف حزب الله فقط.
وأشار إلى أن أي حملة ضد حزب الله نفسه باستخدام الطائرات والمدفعية ستكون بمثابة استمرار لثلاثة عقود من العمليات العسكرية الإسرائيلية غير الحاسمة، موضحًا أن دولة الاحتلال اعتمدت على القوة الجوية في محاولة لردع حزب الله وحماس عن مهاجمتها، بدلاً من البحث عن نصر حاسم على الأرض. وقد سلط الهجوم الذي شنته حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر الضوء على مدى فشل هذا النهج.
لكن هذا النهج -حسب بيرمان- يفترض إما أن الدولة اللبنانية الضعيفة ستعمل على كبح جماح حزب الله، أو أن الانتقادات العلنية ستجبر حزب الله على الموافقة على وقف إطلاق النار، لكن هذا النهج قد فشل في الماضي، وبالنظر إلى الخلل الوظيفي والانهيار الاقتصادي في لبنان فمن غير المرجح أن ينجح اليوم.
وبدلا من ذلك -يقول الكاتب- يمكن للدولة الاحتلال أن تتبنى في الشمال النهج الحالي الذي تبنته في غزة عن طريق إغراق لبنان بالقوات البرية، ثم اقتلاع حزب الله ببطء من القرى والأنفاق أثناء البحث عن مخزونات الأسلحة.
لكن جيش الاحتلال لم ينته من المهمة ضد حماس الأصغر بكثير، وتمكن من الاحتفاظ بأعداد كبيرة من جنود الاحتياط لبضعة أشهر فقط، قبل أن يتضعضع صبرهم.
وتابع بيرمان أن حربا أطول وأكثر فتكا في لبنان مع قوة احتياطية وجبهة داخلية متعبتين لن تؤدي إلا إلى زيادة الإحباط المتزايد بشأن إدارة الحرب منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، كما ستجلب شهورا من الهجمات الصاروخية على مجتمع مرهق مع عشرات الآلاف من النازحين الداخليين والاقتصاد الراكد وأفراد الأسر في حالة حرب لمدة عام تقريبا.
وعلاوة على ذلك، فإن إعادة جيش الاحتلال إلى جنوب لبنان لأشهر -إن لم يكن لسنوات- توفر فرصة لحزب الله لاستنزاف جيش الاحتلال التقليدي حتى يهرب.
التوغل البري المحدود
والخيار الأخير هو توغل بري محدود لإنشاء نوع من المنطقة العازلة في جنوب لبنان، وقد طرح قائد القيادة الشمالية أوري غوردين هذه الفكرة وفقا لـصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، مشيرا إلى هروب المدنيين اللبنانيين ومقاتلي حزب الله من الحدود، كما يمكن أن يكون التوغل بمثابة ورقة مساومة لإجبار الحزب على الموافقة على حل دبلوماسي.
ومع ذلك -وفقا لبيرمان- لم تكن المناطق العازلة فعالة بشكل خاص بالنسبة للاحتلال، إذ من المرجح أن تنتهي أي عملية لا تلحق أضرارا بالغة بحزب الله وتجبره على إعادة الانتشار بعيدا عن الحدود باتفاق آخر لوقف إطلاق النار كما فعلت في الماضي.
وشدد على أن دولة الاحتلال تجد نفسها في مأزق من صنع نفسها، حيث أهملت لسنوات قواتها البرية واقتنعت بنظرية النصر من الجو مقرونة بتقنيات دفاعية مثل القبة الحديدية والأسوار التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات.
كما أن هذا النهج يحد من خيارات الاحتلال اليوم، فقد أدى التوافر المحدود للتشكيلات الأرضية إلى إبطاء العملية في غزة، مما يجعل دولة الاحتلال مضطرة لخوض حربين معقدتين في وقت واحد.
ونقل بيرمان عن المنظّر العسكري عيران أورتال القول إنه اعتبارا من سبتمبر/أيلول الجاري لا يوجد خيار واقعي لتحقيق نصر حاسم على حزب الله، وإن التفوق العسكري الكامل الذي تمتع به جيش الاحتلال لمدة 3 عقود كان يتآكل، وإن حماس وحزب الله يمتلكان الآن قدرات مرتبطة بجيوش الدولة.
كما نقل عن رئيس الأركان جيش الاحتلال السابق أفيف كوخافي قوله إن التحدي الذي سيواجهه الجيش ضد حزب الله وحماس هو أن مسلحيهما يوجدون في قلب المناطق الحضرية بطريقة لامركزية، مما يجعل من الصعب جدا تحديد موقعهم وتدميرهم، في حين يسمح لهم بمهاجمة الجبهة الداخلية الإسرائيلية بشكل فعال مع مرور الوقت.
وحث أورتال على أن تستغل دولة الاحتلال وقتها وتطور قدراتها حتى تتمكن من خوض حرب حاسمة، قائلا "إذا ذهبنا إلى لبنان الآن فسيتعين علينا القيام بذلك مرة أخرى في غضون عامين آخرين، من الأفضل عدم القيام بذلك مرتين".
إنقاذ حماس
وأشار الكاتب إلى أن معضلة الاحتلال في الشمال أصبحت أكثر إزعاجا مع وتيرة حملتها في غزة، فبعد 11 شهرا من 7 أكتوبر/تشرين الأول تظل الحقيقة أن حماس لا تزال قادرة على استعادة قطاع غزة وإعادة بناء جيشها كلما انسحبت قوات الاحتلال.
وإذا قرر الاحتلال القيام بعملية برية ضد حزب الله فإن التوصل إلى اتفاق أو خطوة حاسمة ضد حماس يصبح أقل احتمالا مع نقل المزيد من القوات إلى الشمال.