شبكة قدس الإخبارية

نتنياهو يهدد بعملية في لبنان .. ما السيناريوهات المتوقعة؟

نتنياهو يهدد بعملية في لبنان .. ما السيناريوهات المتوقعة؟
هيئة التحرير

تقارير خاصة - قدس الإخبارية: تفتح الحرب الحالية على جبهات مختلفة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، منذ 11 شهراً، المجال التحليلي السياسي منه والعسكري على مجموعة من الاحتمالات نظراً لطبيعة الميدان والواقع المتغير في كل يوم، وتداخل أطراف عدة في المشهد القتالي والتفاوضي والإقليمي - الدولي، وانعدام قدرة "إسرائيل" على حسم المعركة لصالح برنامجها الذي لم تتضح معالمه على المستوى الاستراتيجي حتى اللحظة.

تصاعدت في الأيام والأسابيع الماضية الأحاديث في دولة الاحتلال عن تصعيد مقبل على جبهة لبنان وبعضها وصل للتهديد بالحرب الشاملة في إطار مركب من أمنيات المستوطنين الذين تهجروا من منازلهم، ومزاودات المعارضة، ومناورات نتنياهو، ومحاولات الجيش إسكات الجمهور، ومخططات اليمين الصهيوني الديني لإشعال المنطقة في سبيل برنامجها للحرب الكبرى التي تحقق لها الوعود "التوراتية"، وفوق كل هذه العوامل يبقى عامل المجهول واللامتوقع هو الأكثر تحكماً في الغالب بسير الحروب.

فما هي السيناريوهات المتوقعة؟

حرب شاملة

السيناريو الأكثر انتظاراً في المنطقة هو انزلاق المواجهة إلى "حرب شاملة" تكسر كل المعادلات الحالية. الواقع المنظور يقول إن بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال يناور حتى اللحظة قبل الإقدام على هذا الخيار، وفي تصريحاته الليلة قال إن خيار حرب واسعة مرهون باستعداد الجيش والشرعية الدولية. 

يعلم نتنياهو وقيادات جيش الاحتلال الثمن الباهظ الذي سيدفع في المواجهة الشاملة، خاصة أن القوات البرية تواجه مشاكل عميقة منذ سنوات، وزادت حرب الاستنزاف في غزة والجبهة الشمالية منها.

على مستوى محور المقاومة، أعلن الحزب بصراحة أنه لا يريد الحرب الشاملة ويسعى من المواجهة إلى إسناد غزة وصولاً إلى وقف العدوان عليها.

لكن في الحرب لا شيء محسوب بدقة وقد يحمل حدث واحد غير محسوب كل الأطراف على الدخول في مواجهة شاملة هذا وبعض المحللين والمراقبين يرون أن هذا الخيار سيقع سواء في المرحلة الحالية أو المقبلة نظراً إلى احتقان المنطقة ووصول كل الأطراف إلى معادلة معقدة قد تدفعهم إلى تفجير المعادلات لتحقيق أهداف استراتيجية.


مواجهة واسعة لكن ضمن قواعد

أحد الخيارات هو مواجهة تتوسع في مديات الاستهداف ووسائل الضرب والقصف مع التزامها قواعد معينة ربما داخل منطقة 40 كم، في جنوب لبنان، أو في عمق معين في شمال فلسطين المحتلة دون كسر بعض الخطوط الحمراء التي تتعلق باستهداف واسع للمدنيين، واستمرار الحزب بالالتزام باستهداف القواعد العسكرية.

وفي هذا الخيار قد يقدم الاحتلال على توسيع عمليات الاغتيالات في صفوف الحزب، وفصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية التي تقاتل معه من الجنوب، إلى مستويات سياسية أعلى خاصة في حزب الله، بعد استهدافه القيادة العسكرية في المرحلة المقبلة

إقدام الاحتلال على توسيع عمليات القصف يوسع في المقابل عمليات القصف من جانب حزب الله وهو ما قد يقود إلى انفلات الميدان من القواعد المرسومة منذ بداية المواجهة.


التوصل إلى اتفاق

يبدو هذا الخيار بعيداً في الفترة الحالية في ظل تعنت رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في التوصل إلى صفقة تبادل ووقف إطلاق نار في غزة، وقد أعلن حزب الله أن وقف عملياته العسكرية في الشمال مرهون بوقف العدوان على القطاع.
ورغم مساعي الإدارة الأمريكية منذ بداية الحرب لتحييد الإقليم وبقية الجبهات عن نصرة غزة، وزيارات المبعوث الأمريكي هوكشتاين المتواصلة للبنان ودولة الاحتلال لمحاولة التوصل لاتفاق وقف العمليات العسكرية، إلا أن الحزب يؤكد في كل تصريح وموقف أن العمليات مستمرة.

الاستمرار في شكل المواجهة الحالية

مطالعة إحصائيات شهور القتال على الجبهة الشمالية تشير إلى أن المواجهة التي بدأت بعد يوم من عملية "طوفان الأقصى"، في الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تطورت تصاعدياً ولم تتوقف عند حدود المواجهة التقليدية بعد حرب 2006، وهي في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، وتشير إحصائيات الاحتلال إلى أن حزب الله رفع في الشهور الماضية من أعداد الصواريخ والمسيرات التي يستهدف بها القواعد العسكرية والمستوطنات مع توسيع في مساحة القصف.

وفي المقابل، رفع جيش الاحتلال من حجم عمليات الاغتيال والقصف الذي طال المدنيين والأطفال، ويبدو أن الغضب بين المستوطنين ومزاودات أحزاب المعارضة وتحريض اليمين الصهيوني الديني، مع نوايا نتنياهو لتصعيد الحرب لكسر كل القوى التي يرى فيها تهديداً لدولة الاحتلال، فإن خيار الاستمرار في شكل المواجهة الحالية يبدو أقل ويتضاءل مع الأيام

تصعيد شامل على أكثر من جبهة

خيار آخر مطروح في التفكير هو أن تندلع المواجهة على أكثر من جبهة وليس فقط في لبنان، في ظل توافر عوامل الانفجار، ولكن في المقابل عوامل أخرى تضبط الأوضاع على نسق المراوحة بين استمرار حرب الاستنزاف أو الانفجار الإقليمي.

تقول الأطراف إنها لا تريد حرباً شاملة في المنطقة لا تعرف نهايتها ولا النتائج المترتبة عليها على كل الأصعدة، ولكن في الحروب التي من هذا النوع الذي تعيشه فلسطين والمنطقة، فإن كل طرف قد يصنع قالباً للحرب لا يعلن صراحة أنه قالب حرب شاملة، ولكن يحاول من خلاله تحقيق أهداف استراتيجية، ومع تصادم الأهداف قد تصل المنطقة إلى الصدام المباشر.

يرى بعض المحللين أن الإدارة الأمريكية بوصفها تدير الحرب الإسرائيلية تدفع بخيار الانفجار الإقليمي بقدر ما تستطيع، ويربطون ذلك بالانتخابات الأمريكية القريبة، وخيارات أخرى تتعلق بمواجهتها مع الصين وروسيا، واقتناعها أن دولة الاحتلال ستضرر منها، وفي المقابل يرى آخرون أن الإدارة الأمريكية تريد حسم الصراع في المنطقة لصالح المشروع الإسرائيلي وتطويعها في اتفاقيات التطبيع.