شبكة قدس الإخبارية

"مزيداً من الأعباء".. كيف تؤثر عمليات جنوب الضفة على جيش الاحتلال؟

WhatsApp Image 2024-09-01 at 1.29.14 PM

خاص - شبكة قدس الإخبارية: في ذروة الاستنفار الأمني والعسكري لجيش الاحتلال في جنوب الضفة عقب عميلتي "غوش عتصيون" و"كرمي تسور"، وقعت عملية إطلاق نار صباح اليوم الأحد قرب حاجز ترقوميا غرب مدينة الخليل جنوب الضفة المحتلة، فيما أوقعت العملية ثلاثة قتلى وهم عناصر في شرطة الاحتلال كانوا على رأس عملهم في المنطقة كما قالت وسائل إعلامٍ عبرية.

فيما أكد موقع "واللا" العبري أن 3 عمليات وقعت بالخليل في ذروة الاستنفار الأمني في أقل من 24 ساعة، إشارةً لتصاعد النشاط المقاوم في جنوب الضفة المحتلة، وبالتزامن مع الاجتياح العسكري الإسرائيلي لمدن ومخيمات شمال الضفة منذ أيام، مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والاستنفار العسكري على الجبهة الشمالية ضد حزب الله.

ووصفت وسائل إعلام إسرائيلية أن الضفة المحتلة تزداد سخونة، ولم تعد الساحة الثانوية حتى قبل العملية الأخيرة صباح اليوم، فيما أكدت أن محاولات العمليات الاستشهادية الأخيرة تمثل تصعيدًا كبيرًا قد يشير إلى عودة العبوات الناسفة وأساليب المقاومة التي استُخدمت في الانتفاضة الثانية، وأشار إعلام الاحتلال إلى الخطورة التي تشكله العمليات في جنوب الضفة، مع وجود معظم القوة المدربة من الجنود النظاميين والاحتياط في غزة وعلى الحدود الشمالية، ويعني ذلك أن فتح جبهة رئيسة في الضفة الغربية يشكل تحدياً حقيقياً لحكومة وجيش الاحتلال.

 

تشتيت مع اشتعال الساحات

ويواصل جيش الاحتلال عدوانه المستمر على قطاع غزة، ضمن مواجهة عنيفة مع المقاومة الفلسطينية وفق ما تؤكده إعلانات فصائل المقاومة عن عملياتها هناك، إلى جانب تصريحات إذاعة جيش الاحتلال بسقوط قتلى وجرحى بشكلٍ يومي في مختلف مناطق القطاع، فضلاً عن القصف المتبادل شمال فلسطين المحتلة بين حزب الله وجيش الاحتلال، وتمركز عددٍ من قوات الاحتلال هناك لحماية الحدود وخشية من عمليات تسلل مصدرها جنوب لبنان، فيما شنت حكومة الاحتلال حملةً تحريضية على منطقة شمال الضفة المحتلة مع تصاعد قوة مجموعات المقاومة هناك.

ومنذ الأسبوع الماضي أطلق جيش الاحتلال عدوانه الهمجي على مدن جنين وطولكرم وطوباس، والمخيمات الفلسطينية المتواجدة هناك بهدف إنهاء مجموعات المقاومة، فيما جاءت العمليات في جنوب الضفة بمثابة صفعةٍ لتقديراته الاستخباراتية والأمنية، وتشتيتاً للجهود العسكرية الإسرائيلية.

وفي حديث خاص لشبكة قدس، قال الكاتب والمحلل السياسي محمد القيق إن هذه العمليات تعمل على زيادة الضغط على حكومة الاحتلال، وإفشال مخططه بالاستفراد في قطاع غزة والفصل بين الساحات الفلسطينية الثلاث (قطاع غزة والضفة، والقدس)، في حين اشتعال منطقة جنوب الضفة يعزز الربط بين الساحات، فيما أضاف القيق أن جيش الاحتلال دخل حالة الارتباك بالتزامن مع استنزافه قواته في قطاع غزة وشمال فلسطين المحتلة.

وأكد القيق أن جيش الاحتلال لن يتمكن من فصل الساحات وسحب قواته من جبهة لصالح جبهةٍ أخرى، ما يعني إبقاءه في حالة الشتيت والاستنزاف التي ستزداد سوءاً إذا تصاعدت الأحداث في باقي مناطق الضفة المحتلة.

وفي أعقاب عمليات التفجير في "غوش عتصيون" و"كرمي تسور"، وصفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" المقاومة الفلسطينية أنها تميل إلى التصرف كالسائل، حين يبدأ جيش الاحتلال بالضغط على مكان ما، ترتفع المقاومة في مكان آخر مرتبط به، وهذا ما يحدث في الضفة الغربية، ينفذ الجيش عملية في الشمال، فتأتيته الضربة من الجنوب، ويأتي هذا التصريح كإشارةٍ إلى حالة التخبط التي بات يعيشها جيش الاحتلال في الضفة المحتلة.

ونقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية عن القيادة الوسطى لجيش الاحتلال أن توسيع العملية العسكرية في الضفة ستفرض مزيداً من الأعباء على جيش الاحتلال، فضلاً عن التحذير من احتمال انفجار ساحة الضفة بشكل كامل.

#قطاع غزة #الضفة المحتلة #جنين #الخليل #طولكرم #جنوب الضفة