شبكة قدس الإخبارية

كيف تؤثر جبهة الإسناد اليمينة في معادلة الحرب على غزة؟

كيف تؤثر جبهة الإسناد اليمينة في معادلة الحرب على غزة؟

فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: في حلقةٍ جديدة من برنامج المسار الذي تعرضه شبكة قدس الإخبارية، استضافت الإعلامية لينا أبو حلاوة، العميد عبد الله بن عامر نائب رئيس دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة اليمينة، بالإضافة للعميد مُجيب شمسان الخبير العسكري والاستراتيجي، حول جبهة الإسناد اليمنية ودورها في معركة طوفان الأقصى منذ اندلاعها في تشرين أول/أكتوبر 2023، وكيف باتت تؤثر على المعادلة في المنطقة.

وفي بداية الحلقة وجه السؤال للعميد عبد الله بن عامر عن قرار الانخراط في معركة طوفان الأقصى، وعن وجود تنسيق بين القوات المسلحة اليمنية والمقاومة الفلسطينية، ورد ابن عامر بأن القيادة اليمنية أكدت منذ عدة سنوات عن جهوزيتها بمساندة الشعب الفلسطيني بعدة مستويات، إضافة للموقف اليمني الثابت اتجاه القضية الفلسطينية.

وأكد ابن عامر أن القوات اليمينة قد أعلنت عن رغبتها بمساندة المقاومة الفلسطينية منذ معركة سيف القدس عام 2021 من خلال القصف الصاروخي وتقديم الدعم اللوجستي، فيما أضاف أن الاتصال بين القوات اليمنية والمقاومة الفلسطينية قد استمر منذ تلك اللحظة حتى بداية معركة طوفان الأقصى قبل 11 شهر، فيما أكدت المقاومة اليمنية أنها كانت على جهوزية بالاشتراك في المعركة وفق ما تملكه المقاومة من إمكانيات عسكرية.

التدرج في سير المعركة

وللإجابة عن سؤال حول طبيعة عمليات القوات المسلحة اليمنية والتدرج بها وفق سير المعركة، ذكر ابن عامر أن تدرج العمليات ارتبط بالقدرة العسكرية التي تمتلكها القوات اليمنية وطبيعة قراءتها للأحداث الجارية في البحر الأحمر أو داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، فيما قال أن المعركة بين المقاومة اليمنية والاحتلال الإسرائيلي ليست على شكل قتال مباشر بسبب البُعد الجغرافي، ما يحتم استخدام أسلحة معينة في القتال كالطائرات المسيرة والصواريخ بعيدة المدى، إضافة لنشاط القوة البحرية والتي نجحت بفرض حظر الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر واستهداف السفن التي قدمت لإسناد الاحتلال في المعركة.

وعند سؤاله عن المسارات العسكرية الأشد تأثيراً في المعركة قال العميد بن عامر أن القوات اليمنية ألقت بثقلها العسكري في المواجهة رغم العائق الجغرافي الذي أثر سلباً على المواجهة، فيما أكد أنه لو كان هناك قنالاً مباشراً بين القوات اليمنية وجيش الاحتلال لكان التأثير العسكري للجندي اليمني أقوى مما كان عليه الآن مع انخراط الجنود اليمانيين بالمعركة بشكلٍ مباشر.

تأثير العمليات البحرية اليمنية

وعن التأثير الاستراتيجي للعمليات البحرية اليمنية قال الخبير العسكري مجيب شمسان أن العمليات اليمينة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر شكلت ضربةً قاسمة لكيان الاحتلال، لا سيما للنظرة الصهيونية الاستعمارية للبحر الأحمر والتي تعتبره بحرية يهودية من حق دولة الاحتلال، فيما أكد شمسان أن العمليات اليمنية أحبطت هذه النظرية الإسرائيلية على المستوى الاستراتيجي.

فيما أكد ابن عامر أن هذه العمليات أثرت على الهيمنة الأمريكية في المنطقة، إضافةً للتأثير المباشر على اقتصاد الاحتلال ثم التأثير على النشاط العسكري والاستخباراتي للاحتلال في المنطقة، حيث يتواجد الاحتلال الإسرائيلي في البحر الأحمر وصولاً إلى مضيق باب المندب منذ عام 1973، فيما مُنعت القوات البحرية الإسرائيلية من التواجد في البحر الأحمر بسبب هذه العمليات.

وعن التأثير الاقتصادي قال شمسان أن الثقل الاقتصادي الذي يحمله التبادل التجاري بين كيان الاحتلال ودول شرق آسيا، هو ما يشكل أحد الركائز الأساسية لاقتصاد الاحتلال، حيث بلغت قيمة التبادل التجاري بين الصين ودولة الاحتلال 14 مليون دولار، وهذا التبادل التجاري لا يتم إلى من خلال مضيق باب المندب، والتذي شُلت الحركة التجارية به بسبب عمليات المقاومة اليمنية.

وأضاف شمسان أن من نتائج هذه العمليات إعلان الاحتلال عن إفلاس ميناء إيلات وتوقفه عن العمل، وهو أحد أهم الروافد الاقتصادية والتجارية للاحتلال، إضافة لإعلان عشرات الشركات الإسرائيلية إفلاسها وإغلاقها.

الأهداف إلى جانب الإسناد

وذكر العميد عامر أن من أهداف المقاومة اليمينة في هذه المعركة، هو وقف العدوان على قطاع غزة بالدرجة الأولى كهدفٍ أساسي، إضافة لأحقية اليمن ببسط نفوذها على منطقة مضيق باب المندب والبحر الأحمر ومياهها الإقليمية وأن يتحكم بالحركة فيها، وتوظيف موقع اليمن الجغرافي، إلى جانب إرغام الجانب الدولي على تغير موقفه ورؤيته للمنطقة وخاصة الهيمنة الأمريكية، ووضع المصلحة القومية العربية والإسلامية في عين الاعتبار.

فيما وجهت الولايات المتحدة الأمريكية رسائل تحذيرية لليمن من الانخراط في المعركة، والتلويح باستهداف اليمن، والتضييق الاقتصادي على اليمن.

وذكر شمسان أن العدوان الأمريكي على اليمن لم يجدي نفعاً، لأن المقاومة اليمنية انطلقت من حاضنة شعبية لها موقف وطني وإنساني إزاء جرائم الاحتلال، مع حضور فكرة مقومة الاحتلال الإسرائيلي في ذهنية القاعدة الشعبية. 

ما بعد عملية طائرة يافا

وعند سؤاله عن العوائق التي تواجه العمليات العسكرية اليمنية، قال العميد بن عامر أن أنظمة الدفاع الجوية الأجنبية والأردنية هي العائق الأبرز التي تواجه العمليات، كل ذلك تم تجاوزه بعملية طائرة يافا.

وأضاف ابن عامر أن القوات اليمينة تطور أسلحتها لتجاوز تلك العوائق، فيما قال الخبير شمسان أن العملية حملت رسالة للاحتلال وأمريكا أن المقاومة اليمنية قادرة على ضرب عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وعن الرد على العدوان الإسرائيلي على ميناء الحديدة قال ابن عامر أن قرار الرد قد اتخذ بالفعل وهو بين أيدي الجهات المنفذة مع وجود نقاش مع باقي جبهات الإسناد، مع وجود استعدادات الرد وآثاره المترتبة.

فيما أكد شمسان أن الرد سيكون بحجم الجريمة مع وجود جهوزية تامة وكل الأهداف مشروعة داخل كيان الاحتلال، فيما أكد ابن عامر عن أحقية الرد على أهداف مشابهة للأهداف التي ضربها الاحتلال في ميناء الحديدة.

فيما أكد ابن عامر أن منسوب العمليات اليمينة قد انخفض بسبب وانخفاض تواجد الأهداف في البحر الأحمر، وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي لديه مخططات للدخول إلى الدول المجاورة ويجب التصدي لهذه المخططات.