شبكة قدس الإخبارية

خلفا لهنية.. يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس

photo_2024-08-06_21-11-53

فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: أعلنت حركة حماس، مساء اليوم الثلاثاء، اختيار يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس خلفا للشهيد إسماعيل هنية الذي ارتقى في استهداف إسرائيلي خلال وجود في طهران قبل أسبوع. 

وقالت الحركة في بيان لها، إنه بعد مشاورات ومداولات معمّقة وموسعة في مؤسسات الحركة القيادية، قررت حركة المقاومة الإسلامية حماس اختيار الأخ القائد المجاهد يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي للحركة، خلفاً للقائد الشهيد إسماعيل هنية.

والسبت الماضي، أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، أن مؤسسات الحركة التنفيذية وأطرها الشورية تواصل أعمالها، ولديها الآليات الفاعلة والعملية لاستمرار مسيرة المقاومة في أصعب الظروف.

وقالت إن "حركة حماس تمتاز بمؤسسيتها العالية، وشوريتها الراسخة التي عكستها الوقائع والأحداث خلال العقود الماضية التي شهدت استشهاد عدد من قياداتها، إذ كانت تسارع إلى اختيار بدائل عنهم وفق لوائح وأنظمة الحركة، وإنه باستشهاد هنية، فإن قيادة الحركة باشرت بإجراء عملية تشاور واسعة في مؤسساتها القيادية والشورية لاختيار رئيس جديد للحركة".

وأشارت إلى أنه منذ الساعات الأولى لاغتيال رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية في طهران، تداعى المكتب السياسي لحركة حماس وهيئة مجلس شوراها، إلى اجتماعات عاجلة ونقاشات معمَّقة اتسمت بالمسؤولية العالية، تم التأكيد خلالها على أن اغتيال القائد هنية لن يزيد حركة حماس والمقاومة الفلسطينية، إلا قوة وإصراراً على مواصلة طريقه ونهجه، وإن دماءه الطاهرة الزكية ستُلهب نار المقاومة وتزيدها اشتعالًا وتصاعداً.

كما وشددت أن الشهيد هنية ليس فقيد حركة حماس فحسب بل فقيد الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم وشرفائه، "ولعلَّ هذا التفاعل والتضامن الواسع في مشارق الأرض ومغاربها يدل دلالة واضحة على ذلك". 

من هو يحيى السنوار

يحيى السنوار رئيس حركة حماس في قطاع غزة، من مواليد عام 1962، اعتقلته قوات الاحتلال عدة مرات وحكمت عليه بأربع مؤبدات قبل أن يفرج عنه بصفقة تبادل الأسرى عام 2011، وعاد إلى نشاطه في حركة حماس وجناحها العسكري، ثم انتخب رئيسا للحركة في القطاع عام 2017 ومرة أخرى عام 2021. 

تعتبر "إسرائيل"، يحيى السنوار، مهندس عملية طوفان الأقصى التي كبدت الاحتلال خسائر بشرية وعسكرية وهزت صورة أجهزتها الاستخباراتية والأمنية أمام العالم، وأعلن الاحتلال أن أحد أهداف حربه على غزة اغتيال السنوار.

ولد يحيى إبراهيم حسن السنوار في مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة، نزحت أسرته من مدينة مجدل شمال شرقي القطاع بعد أن احتلتها "إسرائيل" عام 1948 وغيرت اسمها إلى "أشكلون".

تلقى تعليمه في مدرسة خان يونس الثانوية للبنين، قبل أن يلتحق بالجامعة الإسلامية بغزة حيث كان ليحيى السنوار نشاط طلابي بارز خلال مرحلة الدراسة الجامعية، وكان فاعلا في الكتلة الإسلامية الفرع الطلابي لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين في حينه، وشغل مهمة الأمين العام للجنة الفنية ثم اللجنة الرياضية في مجلس الطلاب بالجامعة الإسلامية بغزة، ثم نائبا لرئيس المجلس ثم رئيسا للمجلس.

وساعده النشاط الطلابي على اكتساب خبرة وحنكة أهلته لتولي أدوار قيادية في حركة حماس بعد تأسيسها عام 1987، وأسس مع خالد الهندي وروحي مشتهى بتكليف من الشيخ أحمد ياسين عام 1986 جهازا أمنيا أطلق عليه منظمة الجهاد والدعوة ويعرف باسم "مجد"، وكانت مهمتها الكشف عن عملاء الاحتلال الإسرائيلي وملاحقتهم، إلى جانب تتبع ضباط المخابرات وأجهزة الأمن الإسرائيلية.

اعتقل السنوار لأول مرة عام 1982 بسبب نشاطه الطلابي وكان عمره حينها 20 عاما، ووضع رهن الاعتقال الإداري 4 أشهر وأعيد اعتقاله بعد أسبوع من إطلاق سراحه وبقي في السجن 6 أشهر من دون محاكمة، في عام 1985 اعتقل مجددا وحكم عليه بـ8 أشهر.

وفي 20 يناير/كانون الثاني 1988، اعتقل مرة أخرى وحوكم بتهم تتعلق بقيادة عملية اختطاف وقتل جنديين إسرائيليين، وقتل 4 عملاء للاحتلال، وصدر في حقه حكم بالسجن لـ  4 مؤبدات (مدتها 426 عاما).

وخلال فترة اعتقاله، تولى قيادة الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس لدورتين تنظيميتين، وساهم في إدارة المواجهة مع مصلحة السجون خلال سلسلة من الإضرابات عن الطعام، بما في ذلك إضرابات أعوام 1992 و1996 و2000 و2004.

وحاول السنوار الهروب من سجنه مرتين، الأولى حين كان معتقلا في سجن المجدل بعسقلان، والثانية وهو في سجن الرملة، إلا أن محاولاته لم تنجح، ففي سجن المجدل، تمكن من حفر ثقب في جدار زنزانته بواسطة سلك ومنشار حديدي صغير، وعندما لم يتبق سوى القشرة الخارجية للجدار انهارت وكشفت محاولته، فعوقب بالسجن في العزل الانفرادي، وفي المحاولة الثانية في سجن الرملة استطاع أن يقص القضبان الحديدية من الشباك، ويجهز حبلا طويلا، لكنه كشف في اللحظة الأخيرة.

وتعرض  السنوار لمشاكل صحية خلال فترة اعتقاله، إذ عانى من صداع دائم وارتفاع حاد في درجة الحرارة، وبعد ضغط كبير من الأسرى أجريت له فحوصات طبية أظهرت وجود نقطة دم متجمدة في دماغه، وأجريت له عملية جراحية على الدماغ استغرقت 7 ساعات.

خلال سنوات سجنه التي استمرت 23 عاما ألف عددا من الكتب والترجمات في المجالات السياسية والأمنية والأدبية، أبرزها "الشاباك بين الأشلاء"، ورواية "ِوك القرنفل" وكتاب "المجد".

وفي عام عام 2011 أفرج عن السنوار، وكان واحدا من بين أكثر من ألف أسير حرروا مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط ضمن صفقة "وفاء الأحرار"، وبعد الخروج من السجن انتخب السنوار عضوا في المكتب السياسي لحركة حماس خلال الانتخابات الداخلية للحركة سنة 2012، كما تولى مسؤولية الجناح العسكري كتائب عز الدين القسام، وشغل مهمة التنسيق بين المكتب السياسي للحركة وقيادة الكتائب.

وكان له دور كبير في التنسيق بين الجانبين السياسي والعسكري في الحركة خلال العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014، وعام 2015 عينته حركة حماس مسؤولا عن ملف الأسرى الإسرائيليين لديها، وكلفته بقيادة المفاوضات بشأنهم مع الاحتلال الإسرائيلي، وفي السنة نفسها صنفته الولايات المتحدة الأميركية في قائمة "الإرهابيين الدوليين"، كما وضعته "إسرائيل" على لائحة المطلوبين للتصفية في قطاع غزة، وانتخب يوم 13 فبراير/شباط 2017 رئيسا للمكتب السياسي للحركة في قطاع غزة خلفا لإسماعيل هنية الذي تولى رئاسة المكتب السياسي للحركة، وفي مارس/آذار 2021، انتخب رئيسا لحركة حماس في غزة لولاية ثانية مدتها 4 سنوات في الانتخابات الداخلية للحركة.

تعرض منزل السنوار للقصف عدة مرات، إذ قصفته طائرات الاحتلال ودمرته بالكامل عام 2012، وخلال العدوان على قطاع غزة عام 2014، ثم خلال غارات جوية إسرائيلية في مايو/أيار 2021.

يوصف السنوار بأنه شخصية حذرة، لا يتكلم كثيرا كما لا يظهر علنا إلا نادرا، كما أنه يمتلك مهارات قيادية عالية وله تأثير قوي على أعضاء الحركة.