بيروت - قدس الإخبارية: أعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش، اليوم الأربعاء ٥ يونيو ٢٠٢٤، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استخدم ذخائر الفسفور الأبيض في قصف ما لا يقل عن 17 بلدة بجنوب لبنان منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مما يعرض حياة المدنيين للخطر ويساهم في تهجيرهم.
وقالت المنظمة -ومقرها الرئيسي في نيويورك- إنها تحققت من استخدام القوات الإسرائيلية الفسفور الأبيض في 17 بلدة على الأقل بجنوبي لبنان، 5 منها استُخدمت فيها الذخائر المتفجرة جوا بشكل غير قانوني فوق مناطق سكنية مأهولة.
والفسفور الأبيض -وفق بيان للمنظمة الحقوقية الدولية- مادة كيميائية تستخدم في قذائف المدفعية والقنابل والصواريخ، وتشتعل عند تعرضها للأكسجين، وتسبب آثارها الحارقة الوفاة أو إصابات قاسية تؤدي إلى معاناة مدى الحياة.
كما يمكن أن يشعل الفسفور الأبيض المتفجر النار في المنازل والمناطق الزراعية وغيرها من الأعيان المدنية، واستخدام هذه المادة (المحرمة دوليا) في المناطق المأهولة بالسكان هو عمل عشوائي غير قانوني، حسب المنظمة.
ونقلت هيومن رايتس عن رئيس بلدية البستان -لم تسمه- قوله إن شخصين من البلدة نُقلا إلى مستشفى جراء اختناقهما بسبب استنشاق دخان الفسفور الأبيض عقب هجوم في 15 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وهما مدنيان كانا في منزليهما، وأحدهما عضو بالبلدية والآخر مزارع.
وشدد رمزي قيس -وهو باحث لبنان في المنظمة- على أن استخدام "إسرائيل" قذائف الفسفور الأبيض المتفجرة جوا في المناطق المأهولة بالسكان يضر المدنيين بشكل عشوائي ويدفع كثيرين منهم إلى مغادرة منازلهم.
ودعا قيس القوات الإسرائيلية إلى التوقف فورا عن استخدام ذخائر الفسفور الأبيض في المناطق المأهولة، ولا سيما عندما تكون البدائل الأقل ضررا متاحة بسهولة.
وأكدت هيومن رايتس أن استخدام الاحتلال الفسفور الأبيض على نطاق واسع بجنوب لبنان يبرز الحاجة إلى قانون دولي أقوى بشأن الأسلحة الحارقة.
ومنذ الأيام الأولى للحرب على قطاع غزة أكدت منظمة العفو الدولية استخدام إسرائيل قنابل الفسفور الأبيض في قصفها القطاع الفلسطيني المكتظ بالمدنيين.
ومنذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي تتبادل فصائل فلسطينية ولبنانية في لبنان -بينها حزب الله- مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا متقطعا عبر الخط الأزرق الفاصل أسفر عن مئات بين قتيل وجريح، معظمهم بالجانب اللبناني.
وتقول الفصائل إنها تتضامن مع غزة التي تتعرض منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي لحرب إسرائيلية خلفت أكثر من 119 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- ونحو 10 آلاف مفقود، وسط مجاعة قاتلة ودمار هائل.