120 قذيفة مضادة للمدرعات جرى إطلاقها في الأيام الخمسة الأولى فقط للمعركة، مما جعل هذه الأيام تمثل ذروة أيام القتال التي تصل فيها بلاغات عسكرية من ميدان المعركة طيلة زمن الحرب.
شارك في الهجوم ثلاثة ألوية معادية (المظليين، السابع المدرع، 460 المدرع)، بقيادة الفرقة 98، بينما شارك في الدفاع كتيبة شرق معسكر جباليا بشكل أساسي، وبإسناد من بقية كتائب المعسكر، بمعنى أن قوام القوة الغازية يتجاوز عددها 10 آلاف مقاتل، أمام كتيبة واحدة لا يزيد عددها عن ألف مقاتل.
استهدف الـعدو اجتياح المخيم بأسره، وتدميره كاملاً، إلا أنه وبعد معركة استمرّت 20 يوماً، لم يتمكن من اجتياح سوى 5 بلوكات فقط، وهي (بلوك 1 حتى 5)، بينما بقيت سبعة بلوكات أخرى مستعصية على الاجتياح، وأحياء أخرى كذلك تتبع للمخيم، بمعنى أن العدو لم يتمكن من اجتياح سوى 40% من المخيم، كما أنه لم يستطع السيطرة تماماً على أي شبر من المخيم، بل بقيت المعارك مستعرة حتى في الخطوط الأولى للقتال.
استهدفت المقاومة في هذه المعركة أكثر من 120 آلية عسكرية، وقُتل من جيش العدو حوالي 15 جندياً (بحسب اعترافه)، وبلغ عدد الجرحى في أول أيام القتال 50 جريحا وهو أعلى رقم للإصابات منذ بدء الحرب في كل مناطق قطاع غزة، وكلّ ذلك عدا عن كمين جباليا الذي لا زال يكتنفه الغموض، ولا معلومات حوله إلا ما قاله القسام.
تنسب جهات مقرّبة من جيش العدو عدم قدرة الجيش على اجتياح كامل المخيم إلى عدة أسباب، أهمها:
1.سوء التقدير الاستخباري: حيث قدّرت استخبارات العدو، بقاء كتيبة واحدة فقط تدافع عن المعسكر، إلا أنهم تفاجؤوا بوجود ثلاث كتائب بكامل حيويتها ولياقتها العسكرية.
2.قلة عدد الألوية المشاركة في الهجوم: حيث يعاني جيش العدو من عدم وجود ألوية كافية تشارك في القتال، وذلك بسبب حالة الاستنزاف الشديد التي يعاني منها الجيش نتيجة القتال الضاري والطويل منذ ثمانية أشهر.
3.شدة القتال وضراوة المعارك: قدّرت استخبارات العدو أن تكون وتيرة القتال أقل هذه المرة من معركة جباليا الأولى، إلا أن الواقع كان مختلفاً، وتبين أن القسام استطاع ترميم قواته وتغيير تكتيكاته بما جعل معركة جباليا الثانية أشد ضراوة حتى من المعركة الأولى.
نتيجة هذه الملاحظات استخلص العدو أن القضاء على هذا المخيم يلزمه فرقتين عسكريتين كاملتين، ينخرط في القتال معها 10 ألوية على الأقل، وأن هذا السيناريو غير ممكن حالياً ولا حتى نهاية العام، نتيجة الصلابة الشديدة لكتائب هذا المخيم، وعجز العدو عن توفير عديد القوة اللازم لهزيمتها.
هذا الحديث، واستخلاصات العدو، يمثل إعلان هزيمة واضح لا تشوبه شائبة، وأن العدو اضطرّ لإنهاء عمليته، وسحب قواته، دون تحقيق أهداف العملية، سوى الدمار والخراب فقط، إن كانت هذه أهدافاً ذات قيمة عسكرية أو استراتيجية.
نصر الله المقاومة ..