قطاع غزة - شبكة قُدس: رغم إدخال عدد من شاحنات المساعدات الغذائية والإنسانية إلى قطاع غزة مؤخرا؛ إلا أنها لا زالت محدودة وغير قادرة على تلبية احتياجات الفلسطينيين الأساسية، التي خلقتها الحرب المتواصلة منذ نحو ستة أشهر ونصف، والتي نسفت مقومات الحياة الأساسية في قطاع غزة الذي يعيش غالبية سكانها في خيام للنازحين، حيث لم يطرأ تغيير على معدل إدخال المساعدات الإنسانية مقارنة بـ يناير الماضي.
تواصلت التحذيرات مؤخرا من أن غزة تواجه كارثة بيئية جراء توقف آبار المياه بشكل كلي منذ أسبوعين، كما أن كميات الوقود الشحيحة نفذت وبعضها يكاد أن يصل لمرحلة النفاذ.
وفي غزة، يعيش آلاف الفلسطينيين حالة من العطش الشديد بسبب انقطاع المياه، لاسيما مع استمرار توقف ضخ المياه من خط ميكروت الإسرائيلي منذ بداية الحرب وتدمير محطة التحلية بالكامل وأكثر من 40 بئر مياه و120 ألف متر من شبكات المياه على الأقل، حيث تتفاقم الأزمة مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الطلب على استهلاك المياه.
وطالب مكتب الإعلام الحكومي في غزة، في بيان له، كافة الجهات المعنية بضرورة توفير الوقود وإعادة تزويد المياه للسكان بشكل عاجل، وإنقاذهم من حالة العطش الشديد والأزمة الصحية والبيئية التي ستتفاقم جراء انقطاع المياه.
ومنذ 11 من أكتوبر الماضي، يعاني قطاع غزة من انقطاع كامل للكهرباء، في أعقاب قيام الاحتلال بوقف إمدادات الكهرباء والوقود إلى القطاع، الأمر الذي أدى إلى إغلاق محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة، وأجبر ذلك البنية التحتية الخدمية الأساسية على الاعتماد على المولدات الاحتياطية، والتي تعتبر محدودة بسبب ندرة الوقود في قطاع غزة.
ويقول نشطاء من قطاع غزة، إن ما يوجد في أسواق قطاع غزة هو ما فقط كميات قليلة للاستهلاك اليومي، ولا يوجد مخزون كافي للأهالي، معتبرين أن أي إجراءات مستقبلية إسرائيلية محتملة تعرقل وصول المواد الغذائية إلى مدينة غزة وشمالها على وجه الخصوص، ستؤدي إلى نقص حاد في المواد التموينية.
وأكد نشطاء أن الاحتلال يحاول بث رواية محددة بشأن الوضع الإنساني في قطاع غزة، لتحسين صورته أمام العالم بعد الانتقادات التي تطاله، ولتجنيب نفسه الانتقادات القانونية والدولية.
الاحتلال يكذب
المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، قال إن الاحتلال يتعمد الكذب فيما يخص الواقع الإنساني داخل قطاع غزة، ويسوق منذ مدة رواية زائفة عن إدخال تحسينات في آلية إدخال المساعدات وزيادة أعداد الشاحنات الداخلة للقطاع؛ الأمر الذي نفاه برنامج الأغذية العالمي، بإعلانه يوم الخميس الماضي، عن دخول 392 شاحنة مساعدات محملة بالغذاء فقط إلى قطاع غزة خلال شهر أبريل الجاري.
وأكد البرنامج الأممي في منشور على منصة إكس: "وصول 392 شاحنة محملة بالأغذية فقط منذ بداية شهر أبريل"، موضحا أن هذا العدد هو نفس المعدل تقريبا في مارس، ولكنه نصف العدد مقارنة بشهر يناير.
واعتبر المكتب في بيان له، أن هذا الإعلان لبرنامج الأغذية العالمي يتوافق تماما مع الإحصائيات الموثقة لديه، والتي تؤكد أن رواية الاحتلال حول تحسن أعداد شاحنات المساعدات وتبني الولايات المتحدة لهذه الرواية وحديثها عن إدخال نحو ٣٠٠ شاحنة مساعدات يوميا، هو محض كذب وتزييف للواقع، فمجمل ما يدخل يوميا من شاحنات المساعدات بالمتوسط يتراوح بين ١٣٠-١٥٠ شاحنة فقط، وهو ما يمثل فعليا ٢٥٪ تقريبا مما كان عليه الحال قبل العدوان.
وبحسب ما هو موثق لدى المكتب الإعلامي، فإن عدد شاحنات المساعدات الإجمالي منذ بداية الشهر الحالي لم يتجاوز ٢٨٠٠ شاحنة مساعدات، بينها ٧٤٤ شاحنة دخلت من معبر رفح ونحو ٢٠٠٠ شاحنة دخلت من معبر كرم أبو سالم، في حين أن ما وصل مناطق شمال غزة لم يتجاوز ٣٢٧ شاحنة مساعدات في نفس الفترة.
وأكد أن "هذه الإحصائيات تعطي مؤشراً واضحاً عن طبيعة الأزمة الإنسانية المتفاقمة ونقص الغذاء التي يعيشها قطاع غزة بمختلف مناطقه وخاصة شماله، وتضع دليلا حقيقيا على كذب الاحتلال والإدارة الأمريكية فيما يخص زيادة أعداد شاحنات المساعدات ووصولها لما يزيد عن ٣٠٠ شاحنة يوميا".
وأشار إلى أن مناطق شمال غزة لا زالت تعاني أزمة حقيقية في الغذاء ونقصا واضحا في مختلف السلع التموينية، وأن الانفراجة المحدودة التي حدثت في بعض السلع والمواد مردها إلى إدخال شاحنات بضائع للتجار بتنسيق خاص ودفع مبالغ كبيرة لتنسيق دخولها لشمال غزة.
وشدد أن الطريقة الوحيدة لوقف المجاعة بشمال غزة ومعالجة أزمة الغذاء في قطاع غزة، هي فتح جميع المعابر والوصول المنتظم والمستدام للمساعدات والبضائع دون تقييد ووقف العدوان عن أبناء شعبنا.
وفي وقت سابق اليوم، أكد رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف أن منع إدخال غاز الطهي والوقود إلى القطاع ينذر بتفاقم الأزمة الإنسانية، حيث يواصل الاحتلال للشهر السابع منع إدخال غاز الطهي والوقود بمختلف أنواعه إلى قطاع غزة، وخاصة لمدينة غزة وشمال القطاع، ما ينذر بتفاقم الأزمة الإنسانية والصحية في ظل العدوان المستمر على شعبنا، وذلك نتيجة اعتماد الأهالي منذ شهور عديدة على الوسائل البدائية البديلة بإشعال النار من الحطب والفحم ومخلفات ركام المباني، ما تسبب بإصابة المئات بأمراض الجهاز التنفسي بفعل استخدام مواد بلاستيكية وكيماوية في إيقاد النيران، والتي تنبعث منها الغازات السامة.