شبكة قدس الإخبارية

هل ينقل قصف القنصلية الإيرانية في دمشق الحرب مع الاحتلال إلى مرحلة جديدة؟ 

1-1704040

فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: اهتمت وسائل الإعلام الأجنبية والإسرائيلية، بالهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مبنى القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، والذي اغتيل فيه القيادي البارز في الحرس الثوري الإيراني محمد رضا زاهدي. 

الهجوم، نفذه الاحتلال الإسرائيلي من خلال طائرات إف 35، واستهدف فيه مبنى القنصلية الإيرانية في حي المزة؛ استشهد فيه 7 أشخاص من بينهم محمد رضا زاهدي.

وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إن الهجوم مختلف عن الهجمات الإسرائيلية السابقة على الأراضي السورية، من حيث الموقع وأهميته، في حين رأت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن هذه الضربة خسارة كبيرة لإيران معتبرة أن هذه انتكاسة كبيرة لإيران ولشبكة مستشاريها.

واعتبر موقع "أكسيوس" الأمريكي اعتبر أن "هذه ضربة كبيرة لإيران، ومن المرجح أن يؤدي الحادث إلى تصعيد حرب الظل بين إيران والاحتلال الإسرائيلي التي اشتدت في السنوات الأخيرة.

ولفتت هيئة الإذاعة البريطانية إلى أن هذه الضربة قد تؤدي إلى رد فعل إيراني من خلال وكلاء إيران في الشرق الأوسط. في حين أشارت صحيفة "الغارديان" البريطانية، إلى أن أهمية الحادث على المدى الطويل تكمن في اعتبار إيران للغارة الجوية هجوما على الأراضي الإيرانية، وهو ما قد يمثل تصعيدا، مشيرة إلى أنه من المرجح أن تراقب طهران عن كثب الرد الأمريكي وتراقب أي علامات على موافقة الرئيس جو بايدن على الهجوم أو إذا تم إخطاره ببساطة عندما بدأ.

واعتبرت وكالة "بلومبرغ أن "حرب الظل بين إيران والاحتلال الإسرائيلي وصلت إلى مرحلة جديدة وخطرة بعد الهجوم الذي استهدف قنصلية طهران في دمشق.

وقالت الوكالة إنه "مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وانضمام الجماعات المسلحة الأخرى المدعومة من إيران إلى المعركة، دخلت حرب الظل مرحلة جديدة خطيرة.

ولفتت "بلومبرغ" إلى أن هذه كانت مجرد حلقة أخرى من بين عدة حلقات من الصراع بينهما لا سيما في الأشهر الأخيرة، مذكرة أنه في 15 يناير الماضي، استخدمت إيران الصواريخ لمهاجمة ما قالت إنها قاعدة تجسس إسرائيلية في العراق.

وقالت إيران إن هجومها على مقر تجسس إسرائيلي في إقليم كردستان العراق كان ردا على ضربة جوية إسرائيلية في دمشق يوم 25 ديسمبر 2023 أدت إلى مقتل قائد كبير بالحرس الثوري. 

وتحدثت عن جبهات الصراع الخارجية، مشيرة إلى أن لبنان يعد أقدم جبهة في المعركة بين الاحتلال وإيران، لكن الصراع الآن امتد لسوريا وحتى البحر الأحمر، وفق الوكالة.

واعتبرت أن هناك جانبا آخر من حرب الظل، وهو الهجمات على السفن التجارية في البحر، والتي بدأت في عام 2019 وزادت وتيرتها بعد الحرب على غزة.

وفي السياق، دانت دول عربية وأجنبية قصف الطائرات الإسرائيلية القنصلية الإيرانية في دمشق.

وأكدت وزارة الخارجية الروسية  في بيان لها أن "الأعمال العدوانية الإسرائيلية غير مقبولة ويجب أن تتوقف".

وقالت: "نلفت الانتباه بشكل خاص إلى حقيقة أن الهجوم تم تنفيذه في منطقة مكتظة بالسكان، وكان محفوفا بخطر وقوع إصابات بين المدنيين".

وأعربت الخارجية السعودية في بيان عن "إدانة المملكة العربية السعودية لاستهدف مبنى القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق"، معبرة عن "رفض المملكة القاطع استهداف المنشآت الدبلوماسية لأي مبرر كان، وتحت أي ذريعة، والذي يعد انتهاكا للقوانين الدبلوماسية الدولية وقواعد الحصانة الدبلوماسية".

وقالت الإمارات في بيان صادر وزارة الخارجية، إنها "تدين استهداف البعثة الدبلوماسية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق".

كما دانت قطر الهجوم واعتبرته "انتهاكا سافرا للاتفاقيات والمواثيق الدولية والأعراف الدبلوماسية التي تجرم الاعتداء على مقار البعثات الدبلوماسية".

ودانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية الهجوم، حيث قال الناطق باسم الوزارة سفيان القضاة إن استهداف القنصلية "يمثل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي، واعتداء على حرمة المقار الدبلوماسية المحمية بموجب اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية".

وذكرت الخارجية العراقية في بيانها أنها "تعرب عن إدانتها لإستهداف البعثة الدبلوماسية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق"، مضيفة أن "هذا الهجوم يمثل انتهاكا واضحا وصارخا للقانون الدولي وللسيادة السورية وتحذر من خطورة المساس بأمن البعثات الدبلوماسية التي لها حصانة دبلوماسية بموجب القوانين الدولية".

وعبرت سلطنة عمان عن إدانتها واستنكارها للقصف، معتبرة ذلك انتهاكا لسيادة سوريا، ولكافة القوانين والحصانات الدبلوماسية الدولية الداعية لحماية وصون البعثات الدبلوماسية والقنصلية.

كما دانت جامعة الدول العربية الاعتداء الإسرائيلي، مؤكدة أنه "انتهاك واضح لسيادة الجمهورية العربية السورية، وخرق خطير جديد من جانب الاحتلال للقانون الدولي وخاصة اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية بخصوص احترام المقار الدبلوماسية". 

من جهتها، دانت بكين الهجوم الذي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية وانغ وينبين: "لا يمكن انتهاك أمن المؤسسات الدبلوماسية ويجب احترام سيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها".

ونددت باكستان أيضا بالهجوم، وجاء في بيان خارجيتها: "تدين باكستان بشدة الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق في سوريا، ونعرب عن خالص تعازينا لأسر الضحايا وشعب وحكومة إيران، إن هذا الهجوم انتهاك غير مقبول للسيادة السورية ويقوض استقرارها وأمنها".

وأعرب وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز باريلا، أن بلاده تدين بشدة الهجوم الإسرائيلي، مشددة على أنه ينتهك بشكل صارخ السيادة السورية والقانون الدولي.