فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير لها، أن الدول العربية امتنعت عن تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في الوقت الذي تعاني فيه من أزمة مالية كبيرة على خلفية اتهامات ومزاعم إسرائيلية.
وذكرت الصحيفة، أنه في كانون الثاني/ يناير الماضي، علقت 18 دولة تمويل الأونروا بشكل مؤقت، إثر مزاعم الاحتلال الإسرائيلي بأن موظفين في الوكالة الأممية شاركوا في أحداث السابع من أكتوبر دون أي دلائل أو إثباتات.
وأشار التقرير إلى أن السعودية أعلنت عن تخصيص 40 مليون دولار للأونروا، وهو أكبر تبرع منذ اتهامات الاحتلال لوكالة، منوهة إلى أن هذا الرقم قليل مقارنة مع 400 مليون دولار تعهدت بها المملكة لأوكرانيا في عام 2022.
ولفت التقرير إلى "مستقبل الأونروا بعد فشل الدول العربية في ملء الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة"، مضيفا أن مدير الوكالة فيليب لازاريني سافر، بعد أسبوع من قرار الولايات المتحدة ودول أخرى بتجميد الدعم، إلى الدول العربية الثرية على أمل أن تسهم هذه الدول في إنقاذ الوكالة، في وقت تحولت فيه إلى أهم وكالة إغاثة في غزة، ولم تكن جهود لازاريني ناجحة، حيث عاد بـ 85 مليون دولار جمعها من السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة لعام 2024، وأقل من التمويل الذي خسرته المنظمة بتجميد الولايات المتحدة مساعدتها، وقدمت الولايات المتحدة في العام الماضي للوكالة مبلغ 422 مليون دولار.
وأوضح التقرير أن المبلغ الذي استطاع لازاريني الحصول عليه كاف لتمويل نفقات الوكالة لشهر أيار/مايو، وبدون دعم جديد فقد تضطر الوكالة لتقليل نشاطاتها الإنسانية في غزة، والتي تضم إطعام وتوفير الملجأ لأكثر من مليون شخص.
وأضاف التقرير، أن الولايات المتحدة لن تستأنف تمويلها للأونروا في أي وقت قريب، فحزمة النفقات التي أقرّها الكونغرس، ووقّعها الرئيس الأمريكي جو بايدن، وأصبحت قانونا، تضم بنداً يمنع أونروا من تلقي الدعم الأمريكي حتى آذار/ مارس 2025.
وبحسب الصحيفة، فإنه لو فاز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، في انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر، فمن غير المرجح استئناف التمويل. فقد قطعت إدارته التمويل عنها في 2018، الذي لم تتعاف الوكالة منه بعد.
ونقل التقرير عن المتحدثة باسم أونروا تمارا الرفاعي، قولها إنه "لا شيء يمكن أن يملأ الفراغ الذي سيترك، لو قررت الولايات المتحدة عدم استئناف تمويلها، وهذه الإجراءات الطارئة تساعدنا على التعامل مع الاحتياجات المباشرة، ويجب أن يكون لدينا حوار طويل الأمد حول استدام الأونروا، وبدون تمويل الأونروا فإن الأمم المتحدة قد تجبر على إعادة النظر في صلاحيات الأونروا".
ووفقا للتقرير، فقد حولت الإمارات العربية المتحدة مبلغ 20 مليون لصندوق أونروا وعدت به في العام الماضي، لكنه لم يرسل. وقدمت الإمارات المبلغ بشرط ألا يعلن عنه كمساعدة جديدة. وتعهدت قطر بمبلغ 25 مليون دولار. أما الكويت فلم تتعهد بعد بأيّ مبلغ.
ولفت التقرير إلى أن بعض الدول العربية، بما فيها السعودية، متردّدة في تخصيص مبالغ مالية كبيرة، قبل أن تتضح الصورة حول مستقبل القطاع.